أعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) فوز اللجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام هذا العام؛ نظراً «لإسهاماتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية» في تونس. ومنح رباعي الحوار الوطني تونس شرف التواجد على قائمة الفائزين بجوائز نوبل العالمية المرموقة لأول مرة في تاريخها. واضطلع رباعي الحوار الوطني وهو يتكون من منظمات نقابية ومدنية في تونس بدور رئيسي في عز الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بتونس بعد اغتيال النائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو/ تموز 2013 وكادت تجهض تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد التي بدأت في 2011. وضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة الأكبر في تونس وذات ثقل سياسي واجتماعي في البلاد، إلى جانب منظمة الأعراف والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.أوباما: الجائزة «تكريم لشجاعة الشعب التونسي»... والرئيس التونسي: تكرس «مبدأ التوافق»«رباعي الحوار الوطني» يوشّح صدر تونس بجائزة نوبل للسلام عواصم - وكالات أعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) فوز اللجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام هذا العام؛ نظرا «لإسهاماتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية» في تونس. ومنح رباعي الحوار الوطني تونس شرف التواجد على قائمة الفائزين بجوائز نوبل العالمية المرموقة لأول مرة في تاريخها. واضطلع رباعي الحوار الوطني وهو يتكون من منظمات نقابية ومدنية في تونس بدور رئيسي في عز الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بتونس بعد اغتيال النائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو/ تموز 2013 وكادت تجهض تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد التي بدأت في 2011. وقاد الرباعي حوارا بين الفرقاء السياسيين، في الوقت الذي لم يكن واردا تماما جمع الإسلاميين ومعارضيهم حول طاولة واحدة لتجاوز الأزمة الخانقة ومخاطر الحرب الأهلية. وضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة الأكبر في تونس وذات ثقل سياسي واجتماعي في البلاد، إلى جانب منظمة الأعراف والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان. وكان لاتحاد الشغل الدور الأكبر في تقريب وجهات النظر بين الائتلاف الحاكم الذي قادته حركة النهضة الإسلامية الفائزة في انتخابات 2011 ومعارضيها من الليبراليين واليساريين، ويرجع ذلك إلى التاريخ النضالي التي تتمتع به المنظمة النقابية منذ تأسيسها في العام 1946 ومشاركتها في حركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. إلى ذلك، قال مسئولون من رباعي الحوار الوطني في تونس لرويترز أمس (الجمعة) إن الفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام هو رسالة أمل للمنطقة العربية وإن الحوار يتعين أن يكون بالكلمات وليس بالسلاح. وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام للشغل الذي رعى الحوار بين الفرقاء الإسلاميين والعلمانيين في تونس لرويترز: «هذه رسالة أمل للمنطقة بأن الحوار يمكن أن يؤدي للطريق الصحيح، وهو رسالة بأن التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح». وأضاف «بالحوار الذي أطلقناه وأخذ وقتا طويلا وصل الفرقاء من إسلاميين وعلمانيين إلى توافق وهذا ما نأمل أن نراه أيضا في منطقتنا وأنا فخور ومنبهر». وقالت وداد بوشماي رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة لرويترز: «التتويج فخر لتونس فعلا ورسالة بأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول الى نتيجة مهما كانت العقبات». وأضافت «اليوم (أمس) نتلقى الرسالة بفخر وبمسئولية بأن نواصل بناء بلادنا وأن ننهض باقتصادنا في الفترة المهمة من تاريخ بلادنا». هذا واعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حصول «الرباعي الراعي للحوار الوطني» في تونس على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 تكريسا لـ»مبدأ التوافق» السياسي الذي سارت فيه البلاد. وقال قائد السبسي في شريط فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية في فيسبوك: «هذا ليس فقط تكريما للرباعي ومن يمثله (...) هذا تكريس للمبدأ الذي مشينا فيه وهو الحلول التوافقية». وذكر أن هذه الحلول «بدأت منذ أن وقعت مقابلة بين الشيخ راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة الإسلامية) وبيني شخصيا في فرنسا (سنة 2013) ويومها التزم راشد الغنوشي بأن يلتحق بالحوار الوطني (...) ومنذ ذلك اليوم عملنا في هذا الاتجاه وخرجنا بنتائج». وأضاف الرئيس التونسي «تونس ليس لها حل آخر إلا الحوار بالرغم من الخلافات والانتماءات العقائدية وغير العقائدية والمذهبية وغير المذهبية، لا بد أن نمضي في هذا المنهج». وأفاد «بالنسبة إلى المستقبل، لا حلول إلا بالحوار». من جانبها، أشادت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بمنح جائزة نوبل للسلام للجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي، لتنحي جانبا، من خلال المتحدث باسمها، التكهنات بأنها نفسها كانت منافسة على الجائزة. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل للصحافيين في برلين إن: «هذه التكهنات من صنعكم وليس نحن، وبالتالي لست بحاجة لأن أقول أي شيء عنها». وأضاف أن اختيار اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي خيار «ممتاز». من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس (الجمعة) أن منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية التي أدت إلى الحوار الوطني في تونس «يكرس نجاح الانتقال الديمقراطي» في هذا البلد. وقال هولاند إن جائزة «نوبل تكرس نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس». وضمت الوساطة 4 منظمات هي: الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وقامت بتنظيم «حوار وطني» طويل وصعب بين الإسلاميين ومعارضيهم وحملتهم على التوافق لتجاوز شلل المؤسسات. وأضاف هولاند «أنا مسرور لجميع التونسيين. لقد التقيت أعضاء الرباعية، وأريد أن أحيي جميع هؤلاء الناشطين والناشطات لأن نساء كثيرات شاركن» في هذه العملية. من جهته، رحّب الرئيس الأميركي باراك أوباما بحصول «الرباعي الراعي للحوار الوطني» في تونس على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015، معتبراً هذه الخطوة «تكريماً لشجاعة الشعب التونسي». وقال أوباما إن «مكافأة اليوم هي أيضاً تكريم لمثابرة وشجاعة الشعب التونسي، الذي على رغم مواجهته الاغتيالات السياسية والهجمات الإرهابية توحد بروح من التفاهم والتسامح».
مشاركة :