حذرت خبيرتان في الشؤون التربوية والنفسية من تفضيل بعض الأسر الأولاد على البنات في المعاملة، وأكدتا أن ذلك له تداعيات سلبية على الفتيات مستقبلا ويؤثر سلبا على مساهمتهن في تنفيذ خطة التنمية بالدولة، وأوضحت المستشارة الأسرية والتربوية والنفسية ريم العماري أن التمييز في المعاملة بين الذكور والإناث يعكس خطأ شديدا في تربية الأطفال، مشيرة إلى أن هذا التمايز بين البنت والولد لا يرتبط بحدود الأسرة بل يمتد إلى أمور أخرى أبرزها سوق العمل، وتولى بعض المسؤوليات والأدوار القيادية. وأرجعت الأسباب التي تؤدي إلى هذا التمايز في التربية هي الموروثات الشعبية والأعراف التي تعوَّد عليها المجتمع والبعض يلصقها بالدين وهو برئ منها لأن الدين الضامن لكل مساواة بين الجنسين، مبيِّنة أن الأسر التي ترى مثلًا أن مستقبل البنت يكون في المنزل ولا تشارك في سوق العمل إلا في وظائف محددة نجدهم منذ الصغر يقومون بالتربية على هذا التوجه، حيث يبدأ التميز بين الذكور والإناث من خلال الأدوار المتوقعة لهم في المستقبل. وأكدت العماري أن هذا التميز يؤثر علي البنات في المستقبل، وقالت إن المشكلات الناجمة عن التمايز تكون في جميع مراحل العمر، بالتالي تنعكس على تصرفاتها وسلوكياتها في المجتمع. وطالبت بإجراء دراسات وبحوث تدرس العمق الاجتماعي لهذا التمايز في التربية، مؤكدة أنه يجب عدم التفريق في التربية بين البنت والولد فكلاهما جزء هام في المجتمع، وكلاهما له دور في تنمية المجتمع، ولا يوجد ما ينقص الفتاة أو ما يميز الذكر عنها. من جانبها قالت الأخصائية الاجتماعية والكاتبة هيفاء صفوق: إن الأسرة هي أساس نهوض المجتمعات خاصة إذا تحلت بالمبادئ الأساسية في التربية السليمة والإيجابية، وأضافت أن التنشئة الاجتماعية لها تأثير في شخصيات الأبناء وسلوكياتهم سواء كانت إيجابية أو سلبية فهما المعلم الأول للطفل. وقالت: إنه في مجتمعاتنا العربية عامة والمجتمع السعودي خاصة توجد هناك تفرقة كبيرة في تربية الأبناء الذكور عن الإناث، ودائمًا يحظى الابن الذكر بتعامل وتربية أكثر تميزا وهناك صلاحيات عديدة يأخذها الأبناء الذكور دون الإناث، وهو ما يخلق يشكل تنافسًا وكرهًا بينهما، بحيث تشعر الإناث بالضعف والظلم مما يؤثر على تصرفاتهن، إما أن تكون خانعة وملتزمة الصمت لإحساسها بالظلم والتفرقة فتصاب بالاكتئاب أو عدم الثقة بالنفس، وإما تأخذ موقفًا عدائيًا على المحيط الذي تعيش فيه فتظهر العداء والمقاومة لكل طلبات الأهل، ويطال أيضًا تحصيلها العلمي التدني لعدم رضاها بتعامل الأهل الجارف بحقها.
مشاركة :