فنانون إماراتيون يقاومون جائحة كورونا بالكاريكاتير

  • 6/29/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تغير في الآونة الأخيرة نمط وأسلوب حياة الكثير من الناس، وأخذت أنماط معيشية جديدة طريقها إلى المجتمعات، وذلك نتيجة لما جرى اتخاذه من قرارات احترازية وما فُرض من تباعد اجتماعي جراء جانحة كورونا، وبالرغم من ذلك فأن بصيص الأمل بدا يطل على البشر جميعا مع التوصل إلى لقاحات يأمل الناس في أن تضع حدا للانتشار المتسارع لفيروس كورونا الذي أربك حياة كل سكان الأرض. وأملا في أن يعود الناس إلى سابق عهدهم وتدور عجلة الحياة من جديد، قرر فنانو كاريكاتير إماراتيين، المشاركة في ترميم ما خلفته الجائحة والسعي لإعادة البسمة والبهجة للمجتمع الإماراتي. واختار الفنانون الإماراتيون، فن الكاريكاتير ليكون وسيلتهم لإعادة البسمة لمجتمع الإمارات لكونه من الفنون البصرية المحببة لجميع الجنسيات ومختلف الأعمار والثقافات، وجعلوا من بين أهدافهم: إعادة الثقة والتوازن في نفوس أفراد المجتمع جميعا، مؤمنين بقوة الكاريكاتير في خلق التأثير المباشر على الجمهور.  وفي هذا الإطار كان انطلاق معرض كاريكاتير افتراضي حمل عنوان "المسافة أمان".  وقال الفنان الاماراتي فيصل راشد القاسمي، إن المعرض الذي استمر من منتصف شهر يونيو/حزيران، حتى الثلاثين من شهر يوليو/تموز من العام الجاري 2021، شارك فيه خمسة من فناني الكاريكاتير بالإمارات هم: آمنة الحمادي، وزبيدة الجابري، وبدر المشرخ، وخالد الجابري، وفيصل القاسمي. زيارة رئيس المجلس الاستشاري للشارقة  ولفت إلى أن المعرض الذي أقيم افتراضيا، قبل أن تنتقل الأعمال المشاركة به للعرض في ميجا مول الشارقة، وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد 19) يهدف إلى إرجاع البسمة للمجتمع الاماراتي بعد الجائحة. وقد حظي المعرض بزيارة كريمة من علي ميحد السويدي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.. حيث استمع لشرح مفصل حول محتويات المعرض، والهدف من اقامته. وبحسب القاسمي، فإن لوحات المعرض التي تبلغ 21 لوحة، تعالج موضوعات تتعلق بانتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) وسبل الوقاية منه، وتتناول بشكل ساخر حملات التطعيم ضد ذلك الوباء، وما فرضه من تدابير على البشر جميعا، مثل ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وقضايا أخري تدور جميعها في فلك الجائحة وتداعياتها. وذلك أملا في إعادة البسمة إلى وجوه الإماراتيين، والإنسانية جمعاء. ومن جانبه، أشار الفنان حامد عطا، المنسق العام للمعرض، إلى المكانة التي يتمتع بها فن الرسوم الكاريكاتورية في وطنه الإمارات، وانتشاره بين الناس، ورأى بأن الأمارات غنية برسامي الكاريكاتير الذين يتمتعون بخيال واسع، بجانب إحساسهم العالي بالفكاهة، وقدرتهم على تناول جُل القضايا المجتمعية بأسلوب ساخر. وأشاد عطا بالأعمال التي شاركت في المعرض، وبمسيرة وخبرات الفنانين المشاركين، وأكد على أن معرض "المسافة أمان" جاء ليؤكد على أهمية دور الفنون في خدمة المجتمع، والتعبير عن قضاياه. المسيرة الفنية للمشاركين  وكما أسلفنا، فإنه من بين المشاركين في المعرض الفنانة امنة الحمادي، التي درست الفنون بكلية التربية الفنية، في جامعة الإمارات، وتعمل رسامة كارتون في مجلة "ماجد". صاحبة شخصية أمونه، ورسامة كاريكاتير في عدة صحف ومواقع بينها جريدة الاتحاد، وموقع 24 الإخباري، ومن المعروف أنها بدأت حياتها كفنانة تشكيلية، ثم اتجهت للكاريكاتير السياسي مؤخرا. وقد اختيرت إحدى رسوم الحمادي لتكون ملصق معرض التسامح العالمي، كما شاركت في العديد من المعارض العربية والعالمية، وهي عضو في جمعية الصحفيين الإماراتيين وجمعية الصحفيين العرب، وعضو في جمعية الكاريكاتير المصرية، ولها مشاركات مميزة في المعارض الخليجية والعربية. وقد أطلقت جائزة تحمل اسمها، وذلك بهدف لدعم الجيل الناشئ، وتشجيعهم على الإبداع الفني، لكن الجائزة توقفت العام الماضي بسبب جائحة كورونا.  الفنانة زبيدة الجابري ومن المشاركين في معرض "المسافة أمان" الفنانة زبيدة الجابري، التي تتميز برسوماتها الفكاهية وشخصياتها المستوحاة من المنزل الإماراتي، خصوصا السائق الخان ولهجته ذات العربية المكسرة. وبرغم دراستها لنظم المعلومات، فأنها أحبت الرسم في سن مبكرة، وكانت حريصة على المشاركة بالأنشطة الفنية المدرسية، على مدار سنوات دراستها، وذلك بدعم وتشجيع من عائلتها. وتعتبر الجابري أن الرسم هو وسيلتها للتعبير عما تلاحظه من حولها ويلفت انتباهها، تحاول التميز دائما في طريقة طرحها للمواضيع من خلال الرسم وتتجنب التقليد في طرح المواضيع الاجتماعية والفكاهية، وقد اقامت الجابري العديد من المعارض الفنية الشخصية والمشتركة. الفنان بدر المشرخ فنان آخر شارك في معرض كاريكاتير "المسافة أمان"، وهو الفنان بدر المشرخ، الذي انطلقت رحلته مع الفن سنة 1989 متوجا بذلك سنوات من الممارسة الفنية في سنوات طفولته، وقد بدأ نشر أعماله الفنية مبكرا، وتحديداً وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، وذلك من خلال الصفحات المخصصة لمشاركات القراء والهواة، في عدد من الصحف الإماراتية مثل الخليج والبيان وغيرهما. وكان المشرخ يتابع بشغف أعمال الفنان الكبير ناجي العلي، وتأثرا كثيرا بأعمال العلي التي كان ينتظر نشرها بالجرائد والمجلات. وانطلقت مشاركاته في المعارض وهو طالب في المرحلة الثانوية، أي قبل حصوله على عضوية جمعية الفنون التشكيلية. ويُعرف الفنان بدر المشرخ، بميله إلى تناول القضايا السياسية في أعماله، بجانب اتجاهه للكاريكاتير الصامت لإيمانه بقوة تأثيره.  وقد منحته عضويته في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية الفرصة للاحتكاك مع الكثير من فناني الكاريكاتير، مثل الفنان حيدر، والفنان محمد القاسمي، والفنان عاشور، والفنانة ليلى الريس. ومن بين المحطات اللافتة في مسيرته، قيام مجلة "الشاهد" القبرصية، بتخصيص صفحة له، في العام 1995، أي وهو في بداية مشواره الفني، وبعدها قام بنشر الكثير من اعماله في صحف مجلات محلية وعالمية. ومن بين مشاركاته الفنية، مشاركته في معرض فناني الكاريكاتير بالمركز الثقافي بالشارقة سنة 1994، ومعرض مركز البستان سنة 1998، بجانب مشاركته بالملتقى العالمي للكاريكاتير بمركز برجمان سنة 2000. والفنان بدر المشرخ فنان تشكيلي في الأساس، ولديه الكثير من المخزون الفني الذي شارك به في معارض تشكيلية عربية ودولية. وقد انقطع الفنان عن رسم الكاريكاتير منذ سنوات إلا أن الحنين يراوده من حين لآخر،  فيعبر عما ما يدور في مخيلته تجاه القضايا المحلية والسياسية المعاصرة، التي يشهدها الوطن العربي والعالم. الفنان خالد الجابري عُرف الفنان خالد الجابري، بحبه للرسم منذ الصغر، وزاد ذلك الحب في سنوات دراسته الأولي، لكن البداية الحقيقية لمسيرته مع الفنون، بدأت وهو في المرحلة الجامعية. وقد وجد الجابري في فن الكاريكاتير وسيلة للتعبير عما كان يقابله هو وزملاؤه من قضايا خلال دراستهم الجامعية، حيث أدرك وقتها مدى ما يتمتع به فن الكاريكاتير من قوة وقدرة على التعبير واختزال الكثير من المعاني في صورة وبضع كلمات، بجانب قدرته على الوصول إلى الجمهور بسرعة أكبر من أي شكل آخر من أشكال التعبير الأخرى مثل كتابة المقال. وبدأت المسيرة الإبداعية لخالد الجابري، سنة 1998، كرسام كاريكاتير وروائي أيضا. وقد عمل كرسام كاريكاتير في صحيفة الخليج، كما عمل بصحف العالم، البيان، والرؤية، ومجلة كوادر وغيرها، وله بجانب الكاريكاتير عدة إصدارات من الكتب المتنوعة بينها روايات ومجموعات قصصية. الفنان فيصل القاسمي الفنان فيصل راشد القاسمي، بدأ مسيرته مع الفنون التشكيلية مبكرا، ومن المدهش أنه امتلك ورشة فنية وهو في مرحلة التعليم الإبتدائي، لكن علاقته بالكاريكاتير بدأت في العام 2010، من خلال جريدة الخليج. وتكشف شخصية القاسمي عن شغفه بالفن، وتفرده في الوسط الكاريكاتيري باختياره لشخصيات آدمية، وبرغم بدايته التي يعتبرها متأخرة في عالم الكاريكاتير فأنه يحاول الوثب سريعا لمجاراة أقرأنه بدعم الرسم بالتعلم ونهم القارئة والتدريب.  ولفيصل راشد القاسمي، مشاركات في معارض محلية وخليجية ودولية، واختيرت أحد أعماله لكتالوج جائزة محمود كحيل للكاريكاتير السياسي. ويعمل حاليا مدربا للفنون والحرف، وبجانب مشاركاته في مجال الفنون التشكيلية والكاريكاتير، فإنه له عدة أبحاث في مجال الكاريكاتير وأعمال في المجال التشكيلي.

مشاركة :