حجز منتخبا آيرلندا الشمالية والبرتغال مكانيهما في بطولة أمم أوروبا المقررة العام المقبل في فرنسا بعدما تغلبت الأولى على اليونان 3 - 1 في بلفاست وفازت الثانية على الدنمارك 1 - صفر في براغا، فيما أجل منتخب جمهورية آيرلندا تأهل نظيره الألماني بطل العالم إثر فوزه عليه 1 - صفر في دبلن في الجولة التاسعة قبل الأخيرة من تصفيات يورو 2016. وتتواصل منافسات هذه الجولة اليوم بتسع مباريات يبرز منها لقاء المنتخب الهولندي، بطل 1988، المصيري مع مضيفه الكازاخستاني بالمجموعة الأولى التي تشهد مواجهة آيسلندا مع لاتفيا وتشيكيا مع تركيا. وفي المجموعة الثانية تخوض بلجيكا لقاء سهل أمام أندورا، وويلز مباراة صعبة مع البوسنة والهرسك فيما تلتقي إسرائيل مع قبرص. والمجموعة الثامنة يستضيف منتخب أذربيجان نظيره الإيطالي وتلعب النرويج مع مالطا وكرواتيا مع بلغاريا. في بلفاست وفي الليلة الأولى من ست ليال بالتصفيات ضمنت آيرلندا الشمالية أول ظهور لها في بطولة كبرى منذ كأس العالم في المكسيك 1986، بالفوز على اليونان 3 - 1 وتصدر المجموعة السادسة. وسجل ستيفن ديفيز في الدقيقتين (35 و59) وجوش ماغينيس (49) أهداف آيرلندا الشمالية، وخريستوس ارافيديس في الدقيقة (86) هدف اليونان. وعوضت آيرلندا الشمالية الفرصة الأولى لحسم التأهل إلى النهائيات عندما سقطت في فخ التعادل أمام ضيفتها المجر 1 - 1 في الجولة الثامنة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وعمقت جراح اليونان بطلة عام 2004 التي لم تحقق أي فوز حتى الآن في التصفيات حيث اكتفت بثلاثة تعادلات ومنيت بست هزائم. وهو الفوز السادس لآيرلندا الشمالية في التصفيات مقابل تعادلين وخسارة واحدة فعززت موقعها في الصدارة برصيد 20 نقطة، فيما تجمد رصيد اليونان عند 3 نقاط في المركز الأخير. ولحقت آيرلندا الشمالية بمنتخبات آيسلندا وتشيكيا (المجموعة الأولى) وإنجلترا (المجموعة الخامسة) والنمسا (المجموعة السابعة) والبرتغال (التاسعة) إلى جانب فرنسا المضيفة. وتتأهل المنتخبات صاحبة المركزين الأول والثاني في كل مجموعة من المجموعات التسع مباشرة إلى النهائيات إلى جانب المنتخب صاحب أفضل مركز ثالث، فيما تخوض المنتخبات الثمانية الأخرى صاحبة المركز الثالث ملحقا لتحديد المنتخبات الأربع الأخيرة المتأهلة إلى العرس القاري الذي سيشهد مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة. وقال مايكل أونيل مدرب آيرلندا الشمالية: «إنه شعور رائع. ظهر الفريق بشكل لا يصدق، الطريقة التي انسجم بها اللاعبون خاصة مع الذين لا يظهرون كثيرا مع التشكيلة كانت رائعة. أنا فخور بتدريب هذه المجموعة». وفي المجموعة ذاتها، أهدرت رومانيا فرصة حسم تأهلها بسقوطها في فخ التعادل أمام ضيفتها فنلندا 1 - 1. وأفلتت رومانيا من الخسارة لأن ضيفتها فنلندا تقدمت في الدقيقة 66 بهدف لجويل بوهيانبالو، لكن أوفيديو هوبان أدرك التعادل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع. وعززت رومانيا موقعها في المركز الثاني برصيد 17 نقطة، فيما فقدت فنلندا آمالها في التأهل أو حتى المنافسة على بطاقة الملحق بعدما توقف رصيدها عند 11 نقطة في المركز الرابع. وفي مباراة ثالثة، استغلت المجر تعثر رومانيا وشددت عليها الخناق بفوزها الصعب على ضيفتها جزر فارو 2 - 1. وكانت جزر فارو البادئة بالتسجيل عبر روالدور جاكوبسون في الدقيقة (11)، وانتظرت المجر الشوط الثاني لقلب الطاولة على ضيوفها بفضل ثنائية لدانيال بوده في الدقيقتين 63 و71. ورفعت المجر رصيدها إلى 16 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف رومانيا، وانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية المباشرة بينهما حيث ستكون الجولة العاشرة الأخيرة غدا حاسمة لتحديد صاحبها حيث ستحل رومانيا ضيفة على جزر فارو، والمجر على اليونان. وفي لشبونة لحق المنتخب البرتغالي بركب المتأهلين للنهائيات بفوزه الثمين 1 - صفر على ضيفه الدنماركي بالمجموعة التاسعة التي شهدت أيضا فوز المنتخب الصربي 2 - صفر على مضيفه الألباني. ورفع المنتخب البرتغالي رصيده إلى 18 نقطة حيث حقق انتصاره السادس على التوالي فيما تجمد رصيد المنتخب الدنماركي عند 12 نقطة في المركز الثاني مع انتهاء مبارياته في التصفيات ليصبح مهددا بفقد فرصة التأهل المباشر إلى النهائيات لصالح المنتخب الألباني الذي يحتل المركز الثالث في المجموعة رغم هزيمته. وانتزع منتخب البرتغال فوزه بفضل هدف جواو موتينيو في الدقيقة 66 ليضمن لبلاده بطاقة التأهل للنهائيات بتصدر المجموعة. وفي المقابل، يحتاج المنتخب الدنماركي الآن لانتظار نتيجة مباراة أرمينيا أمام ألبانيا غدا في الجولة الأخيرة من التصفيات. وكان المنتخب الألباني في طريقه لانتزاع نقطة من مباراته أمام ضيفه الصربي حيث ظل التعادل السلبي قائما حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة والتي شهدت تقدم المنتخب الصربي بهدف سجله ألكسندر كولاروف ثم أضاف زميله آدم ليايتش الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة. ورفع المنتخب الصربي رصيده إلى سبع نقاط في المركز الرابع علما بأنه والمنتخب الأرميني فقدا الفرصة في المنافسة على التأهل قبل مباريات هذه الجولة. وفي المجموعة الرابعة حققت جمهورية آيرلندا واحدة من أفضل النتائج على مدار تاريخها بالفوز على ألمانيا 1 - صفر ولتبقي آمالها حية في المنافسة في حين أجلت تأهل أبطال العالم، بينما انتهى أمل اسكوتلندا بتعادلها 2-2 مع بولندا، وتفوقت جورجيا على جبل طارق 4 - صفر في مباراة بين اثنين من أقل المنتخبات تصنيفا في المجموعة. وتتصدر ألمانيا المجموعة برصيد 19 نقطة تليها بولندا وآيرلندا برصيد 18 نقطة. على ملعب افيفا ستاديوم، لم يرق المنتخب الألماني الذي كان بحاجة إلى نقطة ليبلغ النهائيات، إلى مستوى بطل العالم، وفشلت محاولات نجومه توماس مولر وطوني كروس وايلكاي غوندوغان وماريو غوتسه ثم بديله أندريه شورله في هز شباك أصحاب الأرض. والتقط المنتخب الآيرلندي الذي كان ندا قويا في الشوط الأول من دون إقلاق راحة الحارس مانويل نوير، أنفاسه في الشوط الثاني مستفيدا من العجز الألماني وافتتح التسجيل بواسطة البديل شاين لونغ بعد 5 دقائق من نزوله بديلا لداريل مورفي وبتسديدة قوية في سقف الزاوية اليمنى بالدقيقة 70. من جانبها، أجلت اسكوتلندا تأهل بولندا لكنها خرجت من المولد بلا حمص بعد أن وقف رصيدها عند 12 نقطة إثر تفريطها بفوز كان في متناولها حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع وبالتالي بفرصة المنافسة على الأقل على المركز الثالث لأن فوزها كان شبه مضمون في الجولة الأخيرة حيث ستحل ضيفة على جبل طارق متذيلة الترتيب. وصارت المنافسة ثلاثية بين ألمانيا وبولندا وآيرلندا على بطاقتي التأهل المباشر والمركز الثالث الذي يخول صاحبه خوض الملحق إذا لم يكن هو الأفضل في هذا المركز في المجموعات التسع. هولندا والأمل الأخير وتستكمل المنافسات اليوم حيث يخوض المنتخب الهولندي، بطل 1988، أمام اختبار مصيري عندما يحل ضيفا على نظيره الكازاخستاني، إذ إنه يواجه خطر الغياب عن بطولة كبرى للمرة الأولى منذ مونديال 2002 وعن النهائيات القارية للمرة الأولى منذ 1984. ويقبع منتخب هولندا في المركز الرابع ضمن المجموعة الأولى التي حسم التأهل المباشر فيها لمصلحة آيسلندا وتشيكيا، وبفارق نقطتين خلف تركيا الثالثة. وتتنافس هولندا مع تركيا على المركز الثالث الذي يخول صاحبه خوض الملحق، وستكون مطالبة بالتالي بالعودة من استانا بالنقاط الثلاث من أجل الإبقاء على آمالها حتى الجولة الأخيرة التي تتواجه فيها مع ضيفتها تشيكيا الثلاثاء المقبل. وتمني هولندا نفسها بخدمة جليلة من تشيكيا التي تستضيف تركيا اليوم أيضا من أجل تعزيز حظوظها بمحاولة تجنب الغياب عن النهائيات لأن حصولها على المركز الثالث لن يضمن لها تأهلها بل بطاقة الملحق فقط، ونظرا إلى المستوى الذي تقدمه فلا شيء مضمون. ومن المؤكد أن الضغط سيكون هائلا على المدرب الجديد داني بليند الذي حل في أوائل يوليو (تموز) الماضي بدلا من غوس هيدينك على أمل منح منتخب «الطواحين» الدفع المعنوي اللازم في مشوار التصفيات، لكن مدافع أياكس السابق استهل مغامرته بالخسارة أمام آيسلندا في هولندا (صفر - 1) ثم أمام تركيا (صفر - 3). ويبدو أن رحيل لويس فان غال عن الفريق بعد أن قاده إلى المركز الثالث في مونديال البرازيل العام الماضي، أثر كثيرا على المنتخب الذي يعول حاليا على تشيكيا وآيسلندا من أجل محاولة الإبقاء على حظوظه كون تركيا تتواجه مع الأخيرتين اليوم والثلاثاء. وإذا كانت هولندا في وضع لا تحسد عليه، فإن الكبيرة الأخرى إيطاليا وصيفة البطلة مرشحة لضمان تأهلها عن المجموعة الثامنة عندما تسافر إلى باكو لمواجهة أذربيجان حيث ستكون بحاجة للفوز من أجل ضمان بطاقتها. وتتصدر إيطاليا المجموعة برصيد 18 نقطة وبفارق نقطتين عن النرويج الثانية وأربع عن كرواتيا الثالثة، فيما فقدت أذربيجان الأمل حتى في المنافسة على المركز الثالث كونها تقبع في المركز الخامس برصيد 6 نقاط. ورغم هامشية المباراة بالنسبة لأذربيجان، فإن المهمة لن تكون سهلة بتاتا على إيطاليا التي لم تقنع على الإطلاق في هذه التصفيات لأن رجال المدرب أنطونيو كونتي عانوا كثيرا وانتصاراتهم الخمسة جاءت بشق الأنفس وبفارق هدف واحد باستثناء واحدة وكانت في الجولة الأولى على أرض النرويج (صفر - 2) التي ستكون منافستهم الأخيرة يوم الثلاثاء في روما. كما أن المنتخب الأذربيجاني قدم أداء لافتا منذ تعيين النجم الكرواتي السابق روبرت بروزينيكي مدربا للفريق خلفا للألماني برتي فوغتس الذي رحل بعد خسارة المباريات الأربع الأولى في التصفيات. ونجح بروزينيكي في الخروج فائزا من مباراته الرسمية الأولى على حساب مالطا (2 - صفر) ثم حقق ثلاثة تعادلات في المباريات الثلاث التالية، بينها في معقل النرويج (صفر - صفر). ومن المرجح أن تحافظ إيطاليا، القادمة من مشاركة مخيبة في مونديال البرازيل 2014 حيث ودعت من الدور الأول والباحثة عن بلوغ النهائيات القارية للمرة السادسة على التوالي والتاسعة في تاريخها المتوج بلقب واحد (1968)، أقله على سجلها المميز في التصفيات حيث لم تذق طعم الهزيمة في مبارياتها الـ48 الأخيرة وتحديدا منذ خسارتها أمام فرنسا 1 - 3 في السادس من سبتمبر 2006. من جهتها، ستكون النرويج أمام مهمة سهلة عندما تستضيف مالطا متذيلة المجموعة (نقطتان فقط)، فيما تتواجه كرواتيا (14 نقطة) مع ضيفتها بلغاريا الرابعة (8 نقاط) والتي حافظت على آمالها الحسابية الضئيلة جدا في الحصول على المركز الثالث بفضل قرار الاتحاد الأوروبي بسحب نقطة من رصيد كرواتيا. وقررت اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي خصم نقطة من رصيد كرواتيا «بسبب التصرفات العنصرية» في مباراتها مع ضيفتها إيطاليا (1 - 1) في يونيو (حزيران) الماضي حيث تم رسم شعار يمثل النازية على أرضية الملعب. كما قرر الاتحاد الأوروبي أيضا أن تخوض كرواتيا مباراتين على أرضها من دون جمهور ومنعها من خوض أي مباراة لها ضمن التصفيات الأوروبية على ملعب سبليت. كما غرم الاتحاد الأوروبي نظيره الكرواتي 100 ألف يورو ومنحه مهلة 3 أيام للاستئناف وفي المجموعة الثانية، تحل ويلز ضيفة على البوسنة وعينها على بطاقة التأهل إلى النهائيات للمرة الأولى. ويحتاج فريق المدرب كريس كولمان إلى نقطة من مباراتيه الأخيرتين مع البوسنة الرابعة اليوم وأندورا المتواضعة (دون نقاط) على أرضه الثلاثاء لكي يضمن تأهله الأول إلى بطولة كبرى منذ مونديال 1958 عندما خاض أول وآخر مشاركاته إن كان على الصعيد العالمي أو القاري. وقد يتمكن الفريق الويلزي الذي يعول على نجم ريال مدريد الإسباني غاريث بيل صاحب 6 من أهداف بلاده التسع في التصفيات، من حسم تأهله اليوم حتى في حال خسارته شرط تعادل أو خسارة إسرائيل الثالثة أمام ضيفتها قبرص. كما تبدو بلجيكا التي تحتل المركز الثاني بفارق نقطة فقط عن ويلز، في وضع مناسب لحسم تأهلها أيضا عندما تحل ضيفة على أندورا المتواضعة.
مشاركة :