في خطوة تدل على اهتمام إذاعة «صوت الخليج» القطرية بالمحافظة على هوية الأغنية الخليجية، سجلت الإذاعة جلسة فنية، تكريما واحتفالا بموسيقار خليجي كبير، وهو الفنان الدكتور عبد الرب إدريس، الذي كانت له بصمة مهمة في تاريخ الأغنية الخليجية والعربية، عبر مجموعة كبيرة من الأعمال الغنائية التي قدمها ملحنا ومطربا في سنوات عطائه الممتدة منذ الستينات حتى وقتنا الحاضر. الجلسة الغنائية سجلتها «صوت الخليج» باستوديوهاتها في مقرها بالحي الثقافي «كتارا»، ضمن سلسلة جلساتها الغنائية التي دأبت على تسجيلها في الفترة الأخيرة، وشارك فيها إلى جانب الموسيقار إدريس الفنان طلال سلامة، والفنان أصيل أبو بكر سالم، وقدم الثلاثة فيها عددا من الأعمال الغنائية الشهيرة التي قام بتلحينها الفنان الكبير عبد الرب إدريس خلال مسيرته الغنائية مع العديد من الأصوات المهمة والمؤثرة في مسيرة الأغنية الخليجية والعربية، مثل الفنان عبد الكريم عبد القادر، والفنان محمد عبده، والفنان أبو بكر سالم، وعددا من الأغاني الخاصة بالموسيقار عبد الرب إدريس. شارك الثلاثة في تقديم أغنيات «غريب، اعترف لك، ردّي الزيارة، تأخرتِ، انت معاي، جيتك حبيبي، حجة الغايب، ومقدر والنبي أودعك»، وكانوا يتداخلون معا، غناء وطربا، بطريقة عفوية وتلقائية بقيادة عبد الرب، بمشاركة شعبية من عازف الكمنجة عارف جمّن، وبصحبة إيقاعات شعبية. وتم توثيق الجلسة تلفزيونيا بحضور وإشراف السيد محمد عبد الله المرزوقي مدير إذاعة «صوت الخليج»، والسيد سالم المنصوري مساعد المدير، وعدد من المسؤولين والمهندسين المختصين، وامتدت عبر ثلاث ليال من التسجيل، ويتم بثها في وقت لاحق سيعلن عنه حينها. تضمنت الجلسة إلى جانب الأغنيات المذكورة حوارات عفوية بين النجوم الثلاثة، كان خلالها الفنان عبد الرب إدريس يستذكر بعضا من محطات حياته مع نجوم الأغنية الذين تعامل معهم، وكان «طلال وأصيل» مستمعين لكل ما يقوله «أبو عادل» من معلومات توثيقية للمرحلة التي أطلق فيها الموسيقار جملة من الأعمال الغنائية التي شكّلت منعطفات مهمة في تاريخ الأغنية بالمنطقة وفي العالم العربي، فقد تعاون عبد الرب مع عبد الكريم عبد القادر ومحمد عبده وأبو بكر سالم ورباب وماجدة الرومي وسميرة سعيد وعبد الله الرويشد وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد، وكذلك مع النجمين الحاضرين معه في الجلسة طلال سلامة وأصيل أبو بكر سالم. أسهب «أبو عادل» في الحديث عن مرحلة تعاونه مع نجوم الطرب في دولة الكويت، وعلى وجه الخصوص مع الفنان القدير عبد الكريم عبد القادر، في بداية السبعينات، وأكد أن لقاءه به كان لقاء أرواح قبل أن يكون تعاون مطرب وملحن فقط. وتذكّر بكثير من الحنين قصة تعاونه معه في أغنية «غريب» الشهيرة والتي تعتبر من العلامات البارزة في تاريخ تعاونهما معا. وقال إنه بدأ تلحينها بكلمة «غريب» فقط، مما أثار استغراب مؤلف الأغنية الكويتي بدر بورسلي، وبقي يبحث عن جملة لحنية تكمل الأغنية، حتى أتت الصدفة حينما كانا يسيران معًا في سيارة عبد الكريم في شوارع الكويت فجاءت بقية الجملة اللحنية في ذهنه، فطلب من «أبو خالد» العودة إلى المنزل لإكمال الأغنية، وبالفعل ظهرت للناس أغنية «غريب».
مشاركة :