وافق مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة على تعديل تفويض بعثة لحفظ السلام في جنوب السودان حتي تستطيع دعم تنفيذ اتفاق للسلام تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة ولكن روسيا وفنزويلا امتنعتا عن التصويت بسبب مخاوف من فرض عقوبات ونشر طائرات مراقبة بلا طيار. وأدى خلاف سياسي بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار إلى نشوب حرب أهلية في أواخر 2013 وأعاد فتح خلافات عرقية بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. وقُتل أكثر من عشرة آلاف شخص. ووقع كير ومشار اتفاق سلام في أغسطس آب ولكن منذ ذلك الوقت يتهم كل جانب الآخر بشن هجمات وانسحبت جماعات الاغاثة من مناطق بهذا البلد الغني بالنفط حيث أفادت أنباء بوقوع أعمال عنف ضخمة. ومازال نحو 13 الف جندي من قوات حفظ السلام يأوون أكثر من 200 ألف شخص في مخيمات في أنحاء جنوب السودان. ونُشرت قوات حفظ السلام في جنوب السودان منذ إعلانه الاستقلال عن السودان عام 2011. وقال ديفيد بريسمان نائب سفير الولايات المتحدة بالأمم المتحدة"هذا القرار يعبر عن استمرار التزامنا بمواصلة الضغط على كل من الطرفين اللذين لم ينفذ أي منهما تعهداته لوقف إطلاق النار بشكل كامل ." ومدد قرار مجلس الأمن الدولي الذي أعدته الولايات المتحدة مهمة حفظ السلام حتى 15 ديسمبر كانون الأول. ويحذر من فرض عقوبات تستهدف الاشخاص الذين يهددون السلام في جنوب السودان والأمن والاستقرار مستخدما نفس اللهجة التي جاءت في قرار وافق عليه المجلس في مايو أيار لتجديد العملية. وقال نائب سفير روسيا في الأمم المتحدة بيتر اليشيف للمجلس بعد التصويت إن"الاطراف في جنوب السودان تحتاج الآن إلى الدعم وتشجيع الجهود لتنفيذ الاتفاق وتسوية الصراع في جنوب السودان بينما لا يمكن أن يؤدي التهديد واستخدام العقوبات إلا إلى تشديد مواقفهم." وقالت فنزويلا إن التهديد بفرض عقوبات غير مجد في حين قالت الصين التي صوتت لصالح القرار إنه يجب على المجلس أن يكون حذرا عندما يفكر في فرض عقوبات. وكانت روسيا وأنجولا وفنزويلا قد اعترضت الشهر الماضي على محاولة أمريكية لجعل الأمم المتحدة تفرض عقوبات على قائد جيش جنوب السودان وقائد للتمردين بسبب دوريهما في الصراع. وقال اليشيف أيضا إن موسكو نصحت برفض طلب للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بنشر طائرات بلا طيار للمراقبة في إطار مهمة حفظ السلام لأن حكومة جنوب السودان اعترضت على مثل هذه الخطوة.
مشاركة :