أن تصبح مديرا تنفيذيا لشركتي "جوجل" و"ألفابت" هو منصب يحتاج بالتأكيد إلى قائد ناجح يستطيع تحديد أهدافه ويسيطر على زمام الأمور ويلبي طلبات ملايين المستخدمين والعملاء حول العالم. ويقول "ساندر بيتشاي" المسؤول عن ذلك المنصب إن هناك سؤالًا ساعده في الطريقة التي يقود بها الشركة. ويصف "بيتشاي" هذا السؤال بالمحوري والذي طالما سُئل عنه من "ويليام كامبيل" الذي تولى في القرن الماضي مهام تدريب فريق كرة القدم في جامعة كولومبيا قبل أن يصبح رجل أعمال شهيرا ويقتدي به مدير "جوجل" في حياته العملية. أما السؤال الذي كان يُطرح على "بيتشاي" بصفة دورية من معلمه فهو "ما هي العلاقات التي قطعتها هذا الأسبوع؟"، والمعنى الضمني له ليس العلاقات الإنسانية ولكن الحاجة إلى كسر الجمود. واستوعب المدير التنفيذي للشركة المالكة لمحرك البحث "جوجل" الدرس جيدًا، واستفاد منه حينما كان يواجه في كثير من الأحيان مشكلة ما بحيث يكون أمامه خياران جيدان، ولكل منهما جانب إيجابي وآخر سلبي، ولكل منهما مؤيدون ومعارضون. وقد يؤدي اتخاذ القرار إلى إبعاد نصف فريقه عنه على الأقل مؤقتًا، ولكن القائد لا تتمثل مهمته في إسعاد الجميع كما أنه لا يجب أن يترك الأمور كما هي لحين يغير النصف الآخر من الفريق رأيه أو يتضح صحة وجهة نظر الفريق الآخر. ولذلك فإن وظيفة القائد تتمثل في دفع الأمور إلى الأمام، لأنه إذ حاول إرضاء الجميع سينتهي المطاف إلى عدم إرضاء أي شخص. ويقدم "بيتشاي" ثلاثة مقترحات للتغلب على الميل لإسعاد الجميع وفي الوقت نفسه تصبح قائدًا ناجحًا، والاقتراح الأول هو إعطاء الأولوية للأشخاص الذين تريد إرضاءهم. ويتم تحديد تلك الفئة عبر تقييم المرحلة التي تمر بها شركتك ودورك بها وأهدافها على المدى الطويل والقصير. وعند تحديد الأشخاص الذين يجب منحهم الأولوية لإرضائهم سيكون الترتيب كالتالي، الموظفون والعملاء وملكية الشركة بما في ذلك المساهمون ثم الرؤساء وأصحاب المصلحة، كما يجب أن يفكر القائد في نفسه وعائلته. أما المقترح الثاني فهو السعي نحو التقدم وليس الكمال، إذ إنه مع مؤسسة في حجم "جوجل" وشركتها الأم "ألفابت" تضم 130 ألف موظف فمن السهل أن تتعطل الأمور، لكن على القادة أن يتذكروا أن الهدف ليس السعي للكمال ولكن دفع الأمور للأمام والتعلم من الأخطاء. ويؤكد "بيتشاي" أن هناك عددا قليلا جدًا من القرارات التي تنطوي على مخاطر كبيرة للغاية وسيكون للأخطاء عواقب وخيمة، فيما تتمكن القرارات التدريجية من إحراز التقدم. ويعد النظر إلى الأمور من منظور أكبر هو الاقتراح الثالث، إذ تتطلب قيادة الآخرين تزويدهم بالتعليقات التي يحتاجون إلى سماعها ولكن لا يريدون سماعها، وتحديهم للقيام بشيء لم يفعلوه من قبل وقد لا يعتقدون حتى أنهم قادرون على القيام بها. وإذا كنت لا تزال تميل نحو إرضاء الجميع عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال من سيكون سعيدًا إذ فشل الفريق أو توقفت الشركة عن العمل والإجابة ستكون لا أحد.
مشاركة :