لندن - أ ف ب: نجحت إنجلترا في تخطي عقبة غريمتها التاريخية ألمانيا وبلوغ ربع نهائي كأس أوروبا لكرة القدم بالفوز عليها 2-صفر يوم أمس على ملعب «ويمبلي» في لندن أمام قرابة 40 ألف متفرج. وتدين إنجلترا بفوزها الأول على ألمانيا على ملعب «ويمبلي» منذ 1975 إلى رحيم سترلينغ الذي سجل هدفه الثالث في البطولة (75)، والقائد هاري كاين الذي سجل الهدف الأول له (86). وتلتقي إنجلترا التي تحافظ على شباكها نظيفة في مبارياتها الأربع الأولى في بطولة كبرى منذ مونديال 1966 حين توجت باللقب الأول والوحيد له على الأصعدة كافة، في ربع النهائي الفائزة من المواجهة المقررة لاحقاً في غلاسكو بين السويد وأوكرانيا. وبانتصارها على «مانشافت» الثلاثاء في معقلها «ويمبلي» للمرة الأولى في آخر ثماني مواجهات بين المنتخبين على هذا الملعب، وتحديداً منذ اللقاء الودي بينهما في مارس 1975 (2-صفر)، تخلصت إنكلترا من عقدتها الألمانية وتخطت دورا اقصائيا في البطولة للمرة الثانية فقط منذ ربع نهائي 1996 حين تغلبت على إسبانيا بركلات الترجيح. صحيح أن الإنكليز توجوا بلقبهم الوحيد على الإطلاق، إن كان قارياً أو عالمياً، بفوزهم في نهائي مونديال 1966 على ألمانيا الغربية على نفس الملعب الذي جمع المنتخبين الثلاثاء، إلا أن «مانشافت» شكل عقدة تاريخية لمنتخب «الأسود الثلاثة» منذ ذلك النهائي المثير للجدل (4-2 بعد التمديد). وودع الإنجليز نهائيات كأس العالم أعوام 1970 من ربع النهائي و1990 من نصف النهائي و2010 من ثمن النهائي على يد الألمان، كما ودعوا البطولة الأخيرة التي استضافوها على أرضهم عام 1996 في كأس أوروبا من نصف النهائي على يد الغريم التاريخي الذي توج لاحقاً بلقبه الثالث والأخير في البطولة القارية. ولعب مدرّب إنجلترا الحالي غاريث ساوثغيت دوراً في الخروج المرير لمنتخب بلاده بإهداره ركلة ترجيحية في تلك المباراة قبل 25 عاماً، ما جعل انتصار الثلاثاء ثأراً شخصياً له. وبخروجها من ثمن النهائي، ودعت ألمانيا مدربها منذ 2006 يواكيم لوف الذي كان يخوض البطولة الأخيرة مع المنتخب قبل أن يترك منصبة لهانزي فليك. وتأهلت إنكلترا إلى ثمن النهائي من دون هزيمة وبشباك نظيفة لكنها لم ترتق إلى مستوى التطلعات من ناحية الأداء في الفوزين اللذين حققتهما على كرواتيا وصيفة بطلة العالم وتشيكيا، فيما أحرجت بالتعادل السلبي أمام جارتها المتواضعة اسكتلندا. ولم تكن حال الألمان أفضل من «الأسود الثلاثة» إذ خسروا أمام غريمتهم فرنسا بطلة العالم افتتاحاً (صفر-1)، قبل أن يكشروا عن أنيابهم أمام البرتغال حاملة اللقب (4-2) وصولاً إلى مباراتهم المصيرية أمام المجر التي كادت أن تطيح بهم خارج البطولة لو لم يدرك ليون غوريتسكا التعادل 2-2 في الدقائق القاتلة. وعول الألمان في مباراة الثلاثاء على خبرتهم الإنكليزية، إذ ضمت تشكيلة لوف الأساسية ثلاثة من اللاعبين الستة المحترفين في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهم أنتونيو روديغر كاي هافيرتس وتيمو فيرنر المتوجون مع تشلسي بدوري أبطال أوروبا، إلا أن ذلك لم يعط ثماره في مباراة كان خلالها الإنكليز الأفضل رغم الفرص القليلة. وبعدما كان صاحب هدفيها الوحيدين في دور المجموعات، مهد سترلينغ الطريق أمام إنكلترا لحسم الأمور بافتتاحه التسجيل بعد لعبة جماعية شارك فيها كاين والبديل جارك غريليش ولوك شو الذي مرر الكرة لجناح مانشستر سيتي الذي تابعها في الشباك (75). وبات سترلينغ أول لاعب يسجل أهدافه بلاده الثلاث الأولى في نهائيات كأس أوروبا أو كأس العالم منذ غاري لينيكر في مونديال 1986. وحسمت إنجلترا الأمور نهائياً بتسجيلها الهدف الثاني عبر القائد كاين بكرة رأسية بعدما وصلته الكرة من غريليش إثر خطأ في منتصف المنطقة من الألمان ما سمح لشو في خطفها وبناء هجمة الهدف القاتل.
مشاركة :