وقع الحياة الآن سريع ومرهق إلى حد يفوق الوصف والخيال؛ لذا يبدو محتمًا العمل على إعادة ترتيب الفوضى في مثل هذه الحياة المليئة بخوائها. فواحد من أغرب وأعقد مظاهر الحياة المعاصرة أن الناس فيها مشغولون جدًا وفي ذات الوقت هم فارغون من كل ما هو مهم ومحوري. هم مشغولون ومملوءون ولكن بالخواء. يعدو الإنسان المعاصر عدوًا، ويطارد أهدافًا لا تنتهي وغير ذات جدوى، يسير يمينًا ويسارًا دون أن يدري لما يفعل هدفًا أو غاية. هذا الواقع يجعل من إعادة ترتيب الفوضى فرضًا لازمًا؛ فمثل هذه الحياة تراكم الفوضى والخواء أكثر من أي شيء، وإن ترك المرء نفسه لها فلن يظفر بسعادة ولا براحة بال، وسيظل يعدو دومًا دون أن يصل. اقرأ أيضًا: كيف تكون مبرمجًا ناجحًا؟.. خطوات تجعلك في الصدارة كيفية إعادة ترتيب الفوضى ويرصد « رواد الأعمال » بعض الطرق والخطوات التي من شأنها المساعدة في إعادة ترتيب الفوضى وتقليلها في الحياة المعاصرة، وذلك على النحو التالي.. قوائم المهام لن يحب كثيرون صنع قوائم بالمهام الخاصة بهم والملقاة على عاتقهم؛ إذ إنها تستغرق وقتًا طويلًا، كما أن إنجازها يعني التزامًا مسبقًا بها وبكل مقتضياتها. لكن بمجرد أن تكون لديك قائمة مهام بما ستفعله خلال هذا الشهر أو الأسبوع أو العام ستكتشف أن حياتك أمست أكثر تنظيمًا، وبالتالي ستكون أكثر قدرة على إعادة ترتيب الفوضى في حياتك. أضف إلى ذلك أن مثل قوائم المهام تلك لن تجعلك قادرًا على إعادة ترتيب الفوضى المحيطة بك فحسب، وإنما ستجعل حياتك أكثر سهولة، وستقودك إلى التركيز على الأكثر أهمية، ومن ثم ستكون أكثر نجاحًا وإنجازًا. اقرأ أيضًا: كتب ريادة الأعمال.. ما الفائدة من قراءتها؟ استبعاد غير المهم قد يبدو هذا إحدى نتائج إعداد قائمة المهام، لكن قد تنطوي بعض هذه القوائم على أشياء غير مهمة؛ لذا آثرنا التشديد على هذه النقطة، أضف إلى ذلك أنه لا سبيل حقًا لإعادة ترتيب الفوضى إلا عن طريق استبعاد كل ما هو ليس مجد أو مهم. وثمة نقطة مهمة يجب التشديد عليها وهي أن الحياة المعاصرة مفعمة بالكثير من الأشياء غير المجدية، وإن لم تكن واعيًا بها، وقادرًا على إزاحتها من طريقك فسوف تتعثر، ولن تدرك ما تبغي أو تريد تحقيقه. لكن هذا _أي استبعاد ما هو غير مهم_ يعني قدرتك على قول “لا” لكثير من الناس والمواقف والأحداث؛ أي أن تكون مؤهلًا وقادرًا على رفض كل ما يصدك عن أهدافك، ومن هنا ستعرف حقًا كيفية إعادة ترتيب الفوضى في حياتك ككل. اقرأ أيضًا: أهمية تعلم اللغات الأجنبية.. مكاسب مهنية وثقافية تجنب الالتزام المفرط الحق أنه من الواجب عليك أن تتعامل مع مسألة الالتزام هذه على نحوين؛ الأول أن تكون شديد الالتزام بأهدافك وطموحاتك، التي من المفترض أنك صرت ملتزمًا بها بمجرد إدراجها في قائمة المهام الخاصة بك. لكن، على الجهة الأخرى، يجب أن تقلل من التزامك من كل لا شأن لك به، بالطبع لا ندعوك بهذا إلى أن تكون أنانيًا، وإنما أن تكون واعيًا بمقدار ما يمكنك فعله للآخرين ومساعدتهم به؛ فحين تفني نفسك في الآخرين ومن أجلهم فأنت في الواقع تُفوّت على نفسك النهوض بأهدافك وتحقيق النجاح لنفسك. اقرأ أيضًا: كيف تتكيف في العمل؟ لا ضرر من الراحة والاسترخاء قد تظن أن إعادة ترتيب الفوضى في حياتك ستقتضي منك أن تكون نشطًا مجتهدًا عاملًا طوال الوقت، لكن هذا غير صحيح، ناهيك عن أن الهدف الأساسي من إعادة ترتيب الفوضى ذاك هو مساعدتك في الحصول على أكبر قدر من الراحة والهدوء، وأن تملك وقتك، وتكون سيده. ومن هنا فإن الحصول على بعض أوقات للاستجمام والراحة لن يفوت عليك شيئًا _طالما كان ذلك مدروسًا ومخططًا له_ وإنما سيجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجهك أو التي تعترض طريقك. اقرأ أيضًا: زيادة الدخل.. 5 طرق مهمة الاستثمار في الانتباه آثرنا إرجاء هذه النقطة إلى النهاية لما تنطوي عليه من أهمية كبرى؛ إذ إن «الانتباه هو حيازة القيمة»؛ فحين تنتبه لأمر ما فأنت تعطيه قيمة، وقيمته تتحدد بالقدر الذي تمنحه إياه من اهتمام. لكن هذا لا ينفي أن للأشياء قيمة في حد ذاتها، وإذا كنت تحاول إعادة ترتيب الفوضى في حياتك فلزامًا عليك ألا تنساق وراء القيمة المعطاة سلفًا للأشياء، وأن تعمد إلى تحديد قيمة هذه الأشياء بالنسبة لك أنت، وأن تصرف إليها من الاهتمام على قدر أهميتها لك. اقرأ أيضًا: 5 أمور جوهرية لبناء عقلية ناجحة الذكاء العاطفي.. صرخة الحقيقة بين العقل والقلب بائع الإيجابية دون مقابل.. صائد الأمل في أحلك الأوقات الرابط المختصر : يرجى ترك هذا الحقل فارغا مرحبا 👋 سعداء بالتواصل معكم قم بالتسجيل ليصلك كل جديد نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات. تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.
مشاركة :