البحث عن جمال المظهر الشخصي مطلب إنساني في العموم، وخاصة لدى الإناث. أما الوسائل؛ فهي كثيرة، مثل صالونات التجميل النسائية التي حاولنا الدخول إلى عالمها في الإمارات؛ لمعرفة بعض القصص والخفايا التي تدور في كواليسها سواء على ألسنة من يتردَّدن عليها ويشتكِينَ منها، أو عبر ما أدلت به بعض صاحبات هذه الصالونات دفاعاً عن أنفسهنّ. وللإشارة، فإن الإمارات تحتلّ الصدارة عربياً في الإنفاق السنوي للفرد على العناية الشخصية ومستلزمات التجميل حسب إحصاءات «يورومونيتور إنترناشونال» العالمية لأبحاث السوق. هنا نعرض لكم بعضاً من الحكايا والمخالفات التي تحدث داخل هذه الصالونات، لنرفعها بعد ذلك إلى بلدية دبي لإيجاد الحلول، وللتعرف أكثر على دورها في ضبط تلك المخالفات. شوَّهوا وجهي تحكي آسيا عزيز، ربة منزل، 30 سنة، قصتها قائلة: إنها لاحظت عقب انتهاء إحدى جلسات تقشير وجهها في أحد صالونات التجميل، ظهور تشوهات رغم أن تكلفة الجلسة الواحدة 5 آلاف درهم، فعانت بعدها لشهر كامل حرجاً شديداً من مواجهة الناس حتى زوجها. ولا تختلف قصة سحر محمد، سيدة أعمال، 40 سنة، كثيراً عندما خضعت لعملية ليزر للوجه في صالون تجميل، حيث احترق وجهها، وكادت تصاب بعاهة مستديمة، فتقدمت ببلاغ ضد الصالون لوزارة الصحة. العاملة أشعرتني بالإحباط أما هدى الوسلاتي، مديرة معرض فني، 35 عاماً، فتقول: «اضطررت لترك الصالون الذي أرتاده؛ لأن العاملة فيه تشعرني بالإحباط دوماً، فما أن تمسك شعري حتى تمطرني بوابل من النصائح أحسّ فيها أنني على وشك فقدانه، ظناً منها أنها قد تحافظ عليّ كزبونة دائمة». حشرات «مرعبة» تختلف تجربة المعلمة إيمان محمد، 24 سنة، إذ خلال استغراقها في التجميل في صالون معروف لمحت صُرصوراً يمشي جوارها، فصرخت، وولَّت هاربةً بعد دفعها التكاليف. وامتنعت داليا بسيوني، موظفة في شركة خاصة، عن ارتياد أحد الصالونات؛ لأن العاملة تركتها أثناء غسل شعرها لتذهب إلى زبونة أخرى(vip) . صبغة وحِنّاء مغشوشة شيخة الحمادي، رئيسة قسم خدمة العملاء في هيئة حكومية بالشارقة، 32 سنة، تقول: «تستخدم صالونات التجميل النسائية أحياناً بعض المنتجات؛ كالصبغة والحِنّاء، غير المطابقة للمواصفات». وقالت نورة النعيمي، رئيسة قسم الأرشيف في جهة حكومية بالشارقة، 25 سنة، إنها قصدت صالوناً نسائياً لرسم الحِنّاء، لتفاجأ بعد أيام بتعرَّضها لالتهابات في اليدين استغرق شفاؤها أكثر من شهر، حيث اكتشفت أن الحِنّاء المستخدَمة كانت تحوي موادّ بترولية. مساج وساونا وأشياء أخرى وتؤكد مهرة المطروشي، إدارية علاقات عامة في دبي، 23 سنة، أن نشاط صالونات التجميل أصبح يشمل عمليات التاتو والبوتكس، إضافة إلى الساونا والمساج ونقش الحنة، وتنظيف البشرة باستخدام الليزر.. ومعظمها تخالف الترخيص التجاري للصالونات. وتعبِّر فاطمة بن طوق، سكرتيرة من عجمان، (26 سنة)، عن ارتياحها بالتعامل مع أحد الصالونات منذ فترة طويلة من دون أن تواجه أي مشكلات تذكر. الزبونة ليست دائماً على حق في المقابل، دافعت صاحبات الصالونات والعاملات فيها عن أنفسهن، حيث تقول شيرين فادي، 40 سنة، صاحبة صالون في دبي: «نضطر أحياناً أن نطلب من الزبونة مغادرة الصالون؛ بسبب سوء معاملتها للعاملات فيه. وهناك زبونات لا يكتفين برفض دفع التكاليف وحسب، بل يقمن بسَبّ العاملة وإهانتها». وتروي فادية نعيم، 38 سنة، صاحبة صالون في عجمان، قصة زبونة جاءت لعمل «شيرة»، لكنها لم تعجبها! وطلبت إزالة شعيرات صغيرة من الصعب إزالتها، وحين رفضت العاملة، قامت بضربها. بينما ترى زينب محمد، صاحبة صالون في الشارقة، 42 سنة، أن الزبونة دائماً على حق، وأنه يجب إظهار البسمة لها دائماً مهما بدر منها. ضوابط واشتراطات البلدية وحسمت «سيدتي» الموقف بأن وضعت شكاوى الزبونات على طاولة بلدية دبي، حيث أكد حافظ غلوم، رئيس قسم الرقابة الصحية في بلدية دبي، أن صالونات التجميل النسائية تخضع لزيارات تفتيشية دورية ومفاجئة على مدار العام؛ للتأكد من التزامها بالضوابط الصحية المطلوبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور. مشيراً إلى أن بلدية دبي وضعت جملة من الشروط لممارسة نشاط الصالونات النسائية؛ مثل توضيح مواصفات غرف العناية بالبشرة وإزالة الشعر، والمسافات بين الكراسي، وعدد المغاسل، ودورات المياه والمطبخ.
مشاركة :