أسدل الستار أخيرا على فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، التي قدمت على مدى ستة أيام العشرات من الأفلام من دول عربية وأفريقية وغربية، وقدمت مشهدا بانوراميا عن السينما العالمية التي تهتم بقضايا المرأة، لتتوج أبرز السينمائيين بجوائزها، وتواصل طريق المهرجان في دعم الإنتاج السينمائي وهذا القطاع كنقطة التقاء بين الفني والتنموي والسياحي. القاهرة – اختتمت بصعيد مصر فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الذي يحمل اسم المحافظة التاريخية المصرية العريقة. وكانت عروض المهرجان وفعالياته قد انطلقت الخميس 24 يونيو، لتستمر ستة أيام، بمشاركة عدد من نجوم ومنتجي السينما من المصريين والعرب والأجانب، اختتمها المنظمون بإعلان نتائج الجوائز المهرجان والتي توجت باقة من الأفلام العالمية والعربية والمصرية مكن أفلام قصيرة وطويلة وأفلام تسجيلية، علاوة على تتويج أهم الممثلين والمخرجين. تتويجات الدورة أفضل فيلم طويل أفضل فيلم طويل فاز الفيلم الأوكراني “طرق سيئة” للمخرجة نتاليا فوروزبيت بجائزة أفضل فيلم طويل في الدورة الخامسة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة التي اختتمت مساء الثلاثاء بجنوب مصر. ويحكي الفيلم أربع قصص قصيرة على طول طرق دونباس خلال الحرب في أوكرانيا، حيث لا توجد أماكن آمنة ولا يمكن لأحد أن يفهم ما يجري، وقد شارك الفيلم في وقت سابق في مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا. وفازت الأرجنتينية آنا كاتز بجائزة أفضل إخراج عن فيلم “الكلب الذي لا يكف عن النباح” كما حصل دانيال كاتز على جائزة أفضل ممثل عن الفيلم ذاته. وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى ماريا دي جيرولامو عن دورها في فيلم “فيرونيكا” من تشيلي كما حصل ليوناردو أنطونيو على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم “تقديم” من البرتغال. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم “الجنة تحت أقدامي” من تأليف وتصوير وإخراج الفلسطينية ساندرا ماضي. وفي مسابقة “الأفلام القصيرة” فاز بالجائزة الفيلم الأميريكي “الخطاب” للمخرجة هاو هاو يان، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها لفيلم التحريك “أين كنت” من إسبانيا. وفي مسابقة “الفيلم المصري” ذهبت الجائزة إلى الفيلم التسجيلي “عاش يا كابتن” للمخرجة مي زايد فيما منحت لجنة التحكيم جائزة أفضل فيلم يشجع على عمل المرأة إلى “من وإلى مير” للمخرجة ماجي مورجان. وذهبت جائزة أفضل فيلم أورومتوسطي والمقدمة من الاتحاد الأوروبي مناصفة إلى فيلمي “حربي المفضلة” إنتاج لاتفيا والنرويج و”آخر أيام الربيع” إنتاج هولندا وإسبانيا فيما منحت لجنة تحكيم النقاد جائزتها لفيلم “شفق” من كوستاريكا. وقال الناقد أندرو محسن المدير الفني للمهرجان في كلمة الختام “في النهاية يجب ألا نغفل الدور الذي لعبه الجندي غير المجهول في هذا المهرجان وهو.. جمهور أسوان الرائع”. وأضاف “هذا الجمهور الذي ساعدنا في الحصول على العديد من الأفلام المهمة نتيجة تواجده الدائم في العروض مما شجع صناع الأفلام على خص المهرجان بأفلامهم للتواجد وسط هذا الجمهور الجميل”. وتابع قائلا “أخيرا نترك هذه الدورة بين يديكم لتقييمها وتحليلها للخروج بنتائج بالتأكيد ستساعد المهرجان على تقديم المزيد في دورته القادمة”. السينما حركية متكاملة أندرو محسن: الجمهور ساعدنا في الحصول على العديد من الأفلام المهمة نتيجة تواجده الدائم في العروض أندرو محسن: الجمهور ساعدنا في الحصول على العديد من الأفلام المهمة نتيجة تواجده الدائم في العروض ضمت قائمة الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان هذا العام 12 فيلما من 16 دولة بينها أربعة أفلام تسجيلية وفيلم رسوم متحركة ومن بينها فيلمان مصريان لمخرجتين في عرضهما العالمي الأول، وأول الأفلام المشاركة في المسابقة الفيلم المصري التسجيلي “من وإلى مير” سيناريو وإخراج ماجي مرجان. وشهد المهرجان علاوة على العروض الأفلام عددا من الندوات كانت أبرزها ندوة خاصة لمناقشة ما جاء بالتقرير السنوي، الذي يصدره المهرجان للعام الثاني على التوالي حول “صورة المرأة في السينما العربية”، وقد شارك في إعداد التقرير كتاب ونقاد سينمائيون من بلدان عربية عدة كما قدمت هذه الدورة على غرار الدورات السابقة عددا من الورشات السينمائية. وكان المهرجان قد نظم في مارس الماضي ثلاث ورش هي، ورشة صناعة الفيلم، وأشرفت عليها المخرجة نادين صليب، وورشة السيناريو بإشراف وسام سليمان، وورشة الرسوم المتحركة بإشراف الدكتور أشرف مهدي، وجرى خلال تلك الورش إنتاج ثمانية أفلام. وأقيمت ثلاث ورش بالتزامن مع انعقاد الدورة الحالية للمهرجان، وهي ورشة توجيه الممثل للسينما، بإشراف الفنانة سلوى محمد علي، وورشة تطوير الإنتاج بإشراف المنتجة خلود سعد، وورشة الرسوم المتحركة للأطفال، بإشراف الفنان إبراهيم سعد، وبالتعاون مع مدرسة الجيزويت للرسوم المتحركة. واحتفى المهرجان بالعديد من الوجوه السينمائية النسائية، فأهدى دورته للسينمائية التونسية الراحلة مفيدة التلاتلي، فيما كرم الممثلة والمخرجة الفرنسية، ماشا ميريل، في حفل افتتاحه، فيما عقدت ميريل لاحقا مؤتمرا صحفيا قامت فيه باستعراض مسيرتها الفنية كما تحدثت عن مشاركتها بالمهرجان، ورؤيتها للسينما المصرية والعربية. ولا تتوقف أهمية المهرجان في حدود الأفلام ودعم الإنتاج السينمائي، بل هو أيضا واجهة للترويج للسياحة في مصر، والتي تعد قطاعا حيويا هاما. وقال أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية إن مثل هذه المهرجانات تسهم في الترويج لقطاع السياحة الثقافية بالبلاد، مطالبا السلطات المعنية بتقديم الدعم اللازم لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي كان قد أكمل عقده الأول في شهر مارس الماضي.
مشاركة :