أعرب محمد هركل لاجئ سوري يعيش في الأردن مع زوجته وأطفاله الخمسة ، عن مخاوفه من عدم تمكنه من توفيرالخبزعلى مائدة أسرته إذا لم تكن هناك مساعدة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وقال هركل البالغ من العمر 34 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عائلته تعيش حاليا على الخبز ولبن الزبادي والفلافل على الإفطار، والبطاطا مع الأرز على الغداء أو العشاء ، مشيرا إلى أنه باستخدام قسيمة برنامج الغذاء العالمي يستطيع شراء الطعام من المتاجر مؤكدا أنه ، إذا تم قطع المساعدات من برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ،فإنه لا يمكننا العيش على الإطلاق. ويعمل هركل بوظيفة شيال (عتال) ويعاني من مرض في القلب يمنعه من العمل المستقر الدائم ، وأشار إلى أنه ينفق 60 دينارا أردنيا (حوالي 85 دولارا أمريكيا) شهريًا على الدواء. وأعلن برنامج الأغذية العالمي في أوائل شهريونيو الحالي ، أن 21 الف لاجئ سوري في الأردن لن يتلقوا مساعداتهم الغذائية الشهرية اعتبارًا من مطلع يوليو المقبل ، بعد عملية تحديد الأولويات بسبب نقص التمويل. وأُجبرت عائلة هركل على الفرار من ريف دمشق إلى الأردن في عام 2013 ورغم أنهم لن يتأثروا بالتخفيضات المرتقبة في يوليو بسبب الظروف المعيشية القاسية ، إلا أنهم ما زالوا يعربون عن قلقهم من ذلك . بدورها قالت نورهان هركل (34 عاما) زوجة محمد هركل لـ (( شينخوا )) "أنا خائفة ... لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون هذه المساعدة من برنامج الأغذية العالمي". وأضافت اننا أجبرنا على تبديل مكان سكننا ست مرات في الأردن نتيجة ارتفاع الإيجارات التي تدفعها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حاليًا. وقالت "أتمنى ألا يواجه أحد من اللاجئين انقطاع التمويل عنه ، لأن هناك العديد من العائلات مثلنا ... والجميع بحاجة ماسة خاصة أن الوضع يتدهور وسط أزمة مرض فيروس كورونا الجديد ". وأضافت " أي عائلة تقطع عنها المساعدات ستعيش في وضع كارثي ... لذلك أناشد العالم كله أن ينظر بعين العطف إلى أوضاع السوريين هنا لأننا في أمس الحاجة إلى المساعدات ". وقال نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن جوناثان كامبل ، إن برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة يواجه نقصًا حادًا في الأموال مما سيؤثر على عدد أكبر من اللاجئين في الأشهر المقبلة. وأضاف انه "لقد أبلغنا بالفعل 21 الف لاجئ أنه لا يمكننا دعمهم اعتبارًا من 1 يوليو المقبل ، وإذا لم نحصل على المزيد من الأموال ، فسنضطر للأسف إلى إجراء تخفيضات كبيرة ". وقال إن برنامج الغذاء العالمي يحتاج بشكل عاجل إلى 58 مليون دولار أمريكي لمواصلة المساعدات الغذائية لدعم نصف مليون لاجئ حتى نهاية العام الحالي. وأشار إلى أن جائحة كورونا (كوفيد -19 ) أدت إلى تفاقم نقص التمويل ودفع الدول المانحة إلى تحويل مساعداتها الخارجية إلى مواطنيها. وقال إن "الوضع مقلق للغاية ... فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المال لشراء الطعام ، زاد اضطرارهم إلى خفض النفقات وإخراج الأطفال من المدارس أو ربما الزواج من بناتهم مبكرًا ، ونرى أن هذا الاتجاه آخذ في الارتفاع بالفعل". وبحسب برنامج الغذاء العالمي ، يتلقى اللاجئون الذين يعيشون في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن ، وكذلك العائلات الفقيرة التي تعيش في المجتمعات المحلية 32 دولارًا شهريًا للفرد ، بينما يتلقى اللاجئون الذين يعيشون خارج المخيمات المصنفة على أنها فقيرة مساعدة شهرية قدرها 21 دولارًا للفرد. وكشفت دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي مؤخرًا أن 68 بالمائة من اللاجئين في الأردن شهدوا انخفاضًا في دخلهم منذ بداية وباء كورونا، وفي الوقت نفسه ، يعاني 25 % منهم من انعدام الأمن الغذائي العام الماضي ، بينما كان 64 % على حافة انعدام الأمن الغذائي. يشار إلى أن الأردن يستضيف حوالي 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة السورية منهم 635 الفا مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ويعيش في مخيمات الزعتري والأزرق والزرقاء 115 الف لاجئ .
مشاركة :