قتل ثلاثة مدنيين اليوم (الثلاثاء) في قصف بصاروخين باليستيين شنه الحوثيون على مدينة مأرب شرق صنعاء، بحسب مصادر طبية وحكومية. وذكر مصدر طبي في مستشفى الهيئة الحكومي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المستشفى استقبل اليوم جثامين ثلاثة مدنيين، أحدهم فتى يدعى غالب الصالحي ويبلغ من العمر (12 سنة). وأضاف أن المستشفى استقبل أيضا نحو 12 جريحا، بينهم ثلاثة أطفال، مشيرا إلى أن حالة عدد من الجرحى حرجة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تديرها الحكومة، "أن هؤلاء الضحايا سقطوا بشظايا صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران على حي سكني بمدينة مأرب". وفي السياق، ذكر مصدر محلي ل(شينخوا) أن الحوثيين شنوا هجوما بصاروخين باليستيين على مدينة مأرب، حيث مقر القوات الحكومية. وأوضح المصدر أن أحد الصاروخين وقع في حي سكني بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الثالثة، فيما طال الثاني معسكر "صحن الجن"، الذي يضم مقر وزارة الدفاع. وأكد أن القصف خلف قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين. ودانت الحكومة اليمنية قصف الحوثيين على مدينة مأرب. وندد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بـ"إقدام مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على قصف أحد الأحياء السكنية في مدينة مأرب بصاروخين باليستيين" ما أدى إلى "استشهاد ثلاثة من المدنيين وإصابة عشرة آخرين، بينهم طفلان بجروح خطيرة في حصيلة غير نهائية". واعتبر الإرياني أن "هذه الصواريخ التي تطلق بشكل يومي وتطال الأحياء السكنية ومخيمات النزوح والمقار الحكومية في عمليات قتل ممنهج ومتعمد للمدنيين، هي أعمال انتقامية تعكس فشل مليشيا الحوثي الإرهابية في تحقيق أي تقدم عسكري" في مأرب. وحذر الوزير اليمني من "مخاطر كارثية" تتهدد حياة 2.231 مليون نازح في محافظة مأرب، يشكلون 60 بالمائة من إجمالي النازحين في مختلف المحاظات و7.5 بالمائة من إجمالي سكان اليمن، جراء استمرار قصف الحوثيين للأحياء السكنية ومخيمات النزوح. وبحسب إحصائية رسمية للحكومة اليمنية، قتل 34 مدنيا، بينهم طفلان وجرح 40، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة خلال شهر يونيو الحالي في قصف للحوثيين بخمسة صواريخ باليستية وثلاث طائرات مفخخة على مأرب. وفي السياق، طالب وزير حقوق الإنسان اليمني أحمد عرمان، بتحرك دولي لوقف جرائم الحوثيين تجاه المدنيين. ونقلت الوكالة عن عرمان تأكيده "على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً صارماً وواضحاً ضد المليشيا الحوثية الإرهابية لوقف استهدافها المتواصل للمدنيين والنازحين والأعيان المدنية في مأرب". في المقابل، قالت جماعة الحوثي إنها قصفت أهدافا عسكرية في مأرب. وذكر المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع، في بيان أن "القوة الصاروخية تمكنت من استهداف معسكر صحن الجن ومعسكر المنطقة العسكرية الثالثة ظهر اليوم بصاروخين بالستيين (نوع بدر1 ) وكانت الإصابة دقيقة". وأضاف أن "عملية الاستهداف أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من مرتزقة العدوان، بينهم قادة". وأكد سريع أن "ما يروج له إعلام العدوان من استهداف لمواقع مدنية إنما هو زيف ولا أساس له من الصحة، فضرباتنا الصاروخية والمسيرة تستهدف مواقع عسكرية واضحة ومعروفة". واليوم تواصلت المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في مناطق واسعة من محافظة مأرب. وذكر المركز الإعلامي للقوات الحكومية، في بيان أن "دفاعات الجيش الوطني أسقطت اليوم طائرة مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران في جبهة صرواح غرب مأرب". وكثف الحوثيون هجماتهم على محافظة مأرب خلال الآونة الأخيرة في محاولة للتوغل والسيطرة على المحافظة التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد. وعادة ما يسقط ضحايا مدنيون نتيجة القصف الذي يشنه الحوثيون على المدينة المكتظة بالسكان ومئات الآلاف من النازحين.