وسط تخوفات من انتشار السلالات المتحورة الجديدة لفيروس «كوفيد- 19» وفى الوقت الذى يسعى فيه العالم إلى معرفة سبب تحورات الفيروس التاجى الذى أودى بحياة الملايين، ظهرت حالتان جديدتان زادت حالة الجدل حول طبيعة الفيروس وتحوره داخل جسد الإنسان. رجل بريطانى وسيدة أفريقية، تم رصد الحالتين على أنهما أطول إصابة بكورونا في العالم.. ديف سميث بريطانى الأصل ويبلغ من العمر ٧٢ عامًا ثبت إصابته بفيروس كوفيد ١٩ لمدة ١٠ أشهر- ٣٠٠ يوم - وهى الفترة الأطول التى تم تسجيلها في العالم. قام سميث بإجراء اختبار الـ pcr ٤٢ مرة، وفى جميع المرات كانت النتيجة إيجابية، وذلك على مدى ٣٠٠ يومًا، دخل فيها المستشفى ٧ مرات، كانت المرة الأولى في مايو ٢٠٢٠، وعلى مدى الـ١٠ أشهر جهزت زوجته جنازته ٥ مرات لاعتقادها أنه لن ينجو، ولكن العناية الإلهية كانت تحاوطه في كل مرة. سميث كان يعانى من إصابته بضعف جهازه المناعي، وهو الأمر الذى جعله عرضه للإصابة بالفيروس التاجى، وقال في مقابلة مع صحيفة بريطانية: «كنت أسعل بلا توقف لمدة ٥ ساعات وكنت على استعداد للموت». وأضاف سميث، أن وزنه انخفض من ١١٧ كيلو إلى ٦٣.٥ كيلو بسبب قلة الشهية، متابعًا: «في مرحلة ما كنت طريح الفراش لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر وكانت زوجتى تحممنى لأننى لم أكن أستطيع النهوض». وأكد: «كنت مستعدًا للاستسلام، وقلت لزوجتى ليندا دعينى أذهب، لقد كنت متماسكًا، لكنه أمر سيئ للغاية»، بينما قالت زوجته أنها في العديد من المرات اعتقدت أنه لن يُشفى من الفيروس، بعد مرور ٢٦٥ يومًا على معاناة سميث، بدأت مرحلة علاجه بالعقار الذى طورته شركة Regeneron الأمريكية، والذى تم استخدامه لعلاج الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وبعد ٤٥ يومًا ظهرت نتيجة العلاج في الاختبار الأخير الذى أجراه وكانت النتيجة سلبية. ويقول سميث بعد شفائه، أنه تعافى الآن من الفيروس، ولكن العدوى دمرت رئتيه وما يزال يعانى من ضيق في التنفس. وأكد علماء من جامعة بريستول البريطانية على أن ديف سميث عانى من نوع نادر من الإصابة بـ«كوفيد طويل الأمد»، مشيرين إلى أنها أطول إصابة نشطة تم تسجيلها على الإطلاق، ويسعى العلماء إلى دراسة حالة ديف لمحاولة فهم كيفية عمل كوفيد ١٩، وتطوره داخل جسده طوال هذه الفترة. وقال الدكتور إد موران، استشارى الأمراض المعدية في مركز نورث بريستول تراست، التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، والذى عمل بالاشتراك مع باحثين من جامعة بريستول على دراسة حالة ديف: «إنه لأمر رائع أننا تمكنا من مساعدة هذا المريض، ومن المهم أن نجد طريقة للوصول إلى أنظمة العلاج وتطويرها لهؤلاء الأفراد من أجل رفاهية الفرد وحماية الصحة العامة». ومن المقرر عرض حالة ديف سميث خلال المؤتمر الأوروبى للميكروبيولوجيا السريرية والأمراض المعدية والمقرر انعقاده شهر يوليو. ثانى أطول إصابة سيدة من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر ٣٦ عامًا، هى ثانى أطول إصابة تم تسجيلها، حيث أظهرت دراسة أنها حملت فيروس كورونا «كوفيد- ١٩» لمدة ٢١٦ يومًا، وتحور الفيروس داخل جسدها ٣٠ مرة على الأقل. تم نشر تقرير عن الحالة لأول مرة في مطبوعة دورية عن العلوم الصحية أول يونيو الجارى، وأظهرت التحاليل أن السيدة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، وأصيبت بـ كوفيد ١٩ واستقر في جسدها ٧ أشهر وكان أول اكتشاف للإصابة في سبتمبر ٢٠٢٠، شهد أكثر من ٣٠ طفرة خلال فترة إصابتها، بينها ١١ طفرة في البروتين الشائك المعروف بمساعدة الفيروس على الهروب من الاستجابة المناعية، و١٩ طفرة أخرى يمكن أن تغير سلوك الفيروس، وذلك حسب دراسة لم تخضع للمراجعة العلمية بعد، نُشِرت في مطلع يونيو الجارى. وفى تصريحات لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية قال توليو دى أوليفيرا، عالم الوراثة في جامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا، إن هذه الحالة مثيرة للقلق خاصة إذا تم العثور على المزيد منها، حيث إنها تثير احتمال أن تكون الإصابة بفيروس نقص المناعة مصدرًا لمتغيرات جديدة لمجرد أن المرضى يمكن أن يحملوا الفيروس لفترة أطول». ويشير الفريق البحثى إلى أن نتائج السيدة الأفريقية، تقدم أول دليل حقيقى على أن المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج، يمكن أن يكون لديهم جهاز مناعى ضعيف يسمح للفيروس بالتجذر والتحول إلى متغيرات قاتلة يمكن أن تنتشر للآخرين.
مشاركة :