أسواق الأسهم تنتعش بفضل «المعادن» وسياسة البنوك المركزية

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي انتعاشاً طفيفاً هذا الأسبوع. واتسمت توقعات أسعار السلع الأساسية ببعض التفاؤل هذا الأسبوع معلقة آمالها على إبقاء البنوك المركزية على سياسات متوائمة لبعض الوقت، وهو ما ساعد على أن تغلق أسواق الأسهم العالمية تداولاتها هذا الأسبوع بمعدل ارتفاع هو الأعلى منذ 7 أسابيع. سجلت عملات بعض اقتصادات الأسواق الناشئة ارتفاعاً ملحوظاً بسبب تبني نهج أكثر إيجابية في التعاطي مع المعطيات الاقتصادية، إلا أن ذلك انعكس بشكل أكبر على أسعار السندات الحكومية لكل من ألمانيا والولايات المتحدة. وأظهرت البيانات الواردة أن أسواق الأسهم وبداية من الربع الرابع بدأت في تبني توجه إيجابي مغاير لما كان عليه الوضع في الأشهر الماضية. وقال فينسنت شينغنو الخبير الاقتصادي لدى سوسيتيه جنرال إن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي عليه، أدى بطريقة غير مباشرة إلى إضعاف بيانات الوظائف الأمريكية، وهو ما زاد من التكهنات المرتبطة بقيام الاحتياطي الفيدرالي برفع الأسعار قبل نهاية العام الجاري. وحقق مؤشر اس آند بي 500 ارتفاعاً بنسبة 3.3% عند إغلاق التداولات نهاية الأسبوع محققاً 2.016 نقطة، وهو أفضل ارتفاع أسبوعي يحققه المؤشر هذا العام. وجاء هذا الانتعاش بفضل البيانات الإيجابية التي أظهرها مؤشر SBOE ، والتي بددت بعضاً من المخاوف المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد الصيني وأسواق المال العالمية. وكانت معظم الانتعاشات التي شهدتها الأسواق المالية الأسبوع الماضي بفضل ما شهدته أسعار السلع الصناعية من تحسن ملحوظ. وعلى الرغم من الانخفاض الذي شهده خام برنت بنسبة 1% في بداية الأسبوع، إلا أنه سجل ارتفاعاً بنسبة 9% عند إغلاق تداولات الأسبوع ليبلغ سعر البرميل منه 54.05 دولار في مستوى هو الأعلى منذ ستة أسابيع. وحققت أسعار النحاس ارتفاعاً بنسبة 2.9% ببورصة لندن نهاية الأسبوع الماضي ليبلغ سعر الطن 5284 دولاراً. إلا أن الزنك انتزع الهالة التي حققها النحاس مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 9.8%، وذلك عقب إعلان شركة غلينكور تخفيض ناتجها من الزنك بمقدار الثلث. وسادت الأسواق المالية حالة من التفاؤل الناتج عن ازدياد حجم الإشارات التي تفيد بأن الانخفاض الذي شهدته القطاعات الاقتصادية على مدار الأشهر الماضية جاء بسبب موجات التخفيض الضرورية في المنتجات، وهو ما أدى إلى استعادة بعض منها انتعاشه. ومن جانب الطلب فإن القلق المرتبط بتباطؤ الاقتصاد الصيني بدأ أيضاً في التلاشي شيئاً فشيئاً. وأشار محللون اقتصاديون إلى أن الانتعاش الذي سجلته أسعار السلع الأساسية وأسواق الأسهم العالمية جاء نتيجة الموقف المتساهل حيال التكهنات المرتبطة بتشدد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سياساته الاقتصادية. انخفاض الصادرات الامريكية أشارت التقارير الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع إلى أن مؤشر الصادرات الأمريكية شهد انخفاضاً هو الأكبر منذ يونيو/حزيران 2011، وهو ما بث القليل من الأمل في نفوس الجهات التي تتطلع إلى أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة قبل انقضاء العام الجاري. وساعدت الدلائل التي تشير إلى انخفاض رغبة الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بنهاية العام على تحقيق أسواق الأسهم الأمريكية انتعاشاً ملحوظاً هذا الأسبوع، وذلك على الرغم من إشارات الضعف التي لازمت بعض القطاعات فيها. وأدى الارتفاع الكبير في قطاع المعادن إلى تحقيق مؤشر فاينانشيال تايمز 100 أكبر مكاسب أسبوعية منذ عام 2011 بتحقيقه ارتفاعاً ب 4.67%، بجانب تفاؤل الأسواق من السياسة النقدية العالمية على المدى القصير. وحذت حذوها المؤشرات الأوروبية التي سجلت ارتفاعاً ب 4.44%، في أفضل أداء أسبوعي لها منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب التوقعات التي تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي يعتزم تبني المزيد من الإجراءات التحفيزية. وحظي سوق الأسهم اليابانية أيضاً ببعض الانتعاش الذي حققته أسواق الأسهم العالمية ب 1.6%، وهو الأسبوع الأول الذي يحقق فيه مؤشرات الأسهم اليابانية ارتفاعاً منذ بداية الشهر الجاري. وشهد الدولار الأمريكي أسبوعاً عصيباً بترنحه أمام سلة العملات الرئيسية الأخرى، ما أدى إلى تعزيز الذهب لأسعاره ب 1.158 دولار للأوقية، في معدل هو الأعلى منذ 7 أسابيع. وارتفع اليورو بنسبة إجمالية بلغت 1.4 بنهاية تداولات الأسبوع أمام سلة العملات الأخرى، وذلك على الرغم مما أشارت إليه مصادر اعتزام البنك المركزي الأوروبي تمديد برنامجه الخاص بشراء الأصول إلى ما بعد سبتمبر/أيلول من العام المقبل.

مشاركة :