تسعى كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية منذ إنشائها قبل عقد من الزمن، لتكون المرجعية العلمية والمعرفية عبر إصدار الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة وتنفيذ البرامج الأكاديمية المختلفة والتي تهدف إلى تمكين وتدريب القادة على مواجهة التحديات والتغيرات في مجال السياسات العامة. ولا يقتصر نطاق عمل الكلية على المؤسسات الحكومية في دبي أو الإمارات فقط بل ويمتد ليشمل العالم العربي أيضاً. ويشير الدكتور علي سباع المري الرئيس التنفيذي للكلية في حوار خص به الخليج إلى أن الكلية حظيت بسمعة متميزة في المنطقة وحققت نجاحات باهرة من خلال برامجها المختلفة، فهي تقدم برنامج الماجستير في الإدارة العامة وهو البرنامج الأكاديمي الرائد على مستوى المنطقة في مجال الإدارة الحكومية والسياسات العامة والذي تخرج منه لحينه 78 طالباً متميزاً، وتضم الدفعة الحالية من البرنامج 41 طالباً. كما عملت الكلية على تمكين أكثر من 3000 من قيادات المؤسسات الحكومية من خريجي مختلف البرامج التعليمية التي نقدمها، بالإضافة إلى تنفيذ عدد كبير من برامج التعليم التنفيذي المتخصصة بالشراكة مع المؤسسات العامة المحلية والاتحادية والتي يتم تصميمها لتلبي متطلبات هذه المؤسسات واحتياجاتها بالإضافة إلى احتياجات التطوير الشخصي والقيادي للأفراد المشاركين فيها. ونظمت الكلية على مدار عقد من عمرها أكثر من 400 فعالية عامة ومؤتمر ومنتدى معرفي وقدمنا أكثر من 225 تقريراً وبحثاً ودراسة. تمكين القادة لبناء المستقبل ويستطرد قائلاً إن صاحب فكرة إقامة صرح أكاديمي يعمل على تطوير فكرة الإدارة الحكومية ومعارفها وتطوير العاملين في القطاع الحكومي هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث رسم المعالم الرئيسية لإنشاء الكلية ثم أتبعها بقرار وضع هذه الفكرة حيز التنفيذ وأهدافها الرامية إلى تمكين القادة لبناء المستقبل ووضع الكلية في مكانة تؤدي من خلالها دوراً في تطوير وتميز أداء القطاع الحكومي والإدارة العامة في دولة الإمارات والعالم العربي. تم التركيز على وضع خطة محكمة تم تنفيذها بعد دراسة دقيقة لواقع العمل العام في الدولة، حيث تمحور عمل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، خلال العقد المنصرم، على أربع ركائز أساسية هي التعليم الأكاديمي والتعليم التنفيذي والبحوث التطبيقية في السياسات العامة والإدارة العامة وتنظيم منتديات المعرفة للباحثين وصناع السياسات، ولهذه الأسباب تعتبر الكلية فريدة من نوعها، من ناحية التخصص، حيث تسهم في إثراء المعرفة الأكاديمية وبناء القيادات ودعم صناع القرار في وضع السياسات الحكومية ومواجهة أي تحديات تواجه القطاع الحكومي. ضمن أفضل 10 مراكز وضمن مساعي الكلية الحثيثة لتحقيق الريادة في مجالها استثمرت الكلية بشكل كبير في مجال الأبحاث على مدار السنوات الماضية مما كان له بالغ الأثر بين الدوائر الأكاديمية والحكومية والاجتماعية، وتوجت مساعيها هذه بأن حلت في المركز السادس ضمن قائمة أفضل عشرة مراكز للبحوث والفكر الاستراتيجية في المنطقة العربية، وفقاً للتقرير السنوي الثاني الذي أصدره مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في العام 2013-2014. وحول مساهمة الكلية في تطوير أداء الجهاز الحكومي في الإمارات والدول العربية الأخرى أجاب، تأتي مبادرات الكلية العديدة لتحقق رؤيتها المتمثلة في تطوير العمل الحكومي ونشر المعرفة وأفضل الممارسات وتدريب صناع السياسات، ما جعلها مركزاً إقليمياً عربياً رائداً في مجال السياسات العامة والأداء الحكومي انطلاقاً من تجربة الإمارات الثرية والناجحة في مجال الأداء الحكومي، وإمكانية تبنيها في دول عربية أخرى، حيث تتمتع الإمارات بفكر قيادي ناجحٍ، ومنظومة فاعلة في إدارة الخدمات الحكومية، ومؤسسات حكومية رائدة مبنية على أسس التميز المؤسسي والإبداع الحكومي. شهدت المؤسسات العامة في الدولة تطوراً كبيراً في الأداء الحكومي حيث حققت المركز الأول عالمياً في كفاءة الأداء الحكومي لعامين متتاليين خلال 2013 و2014 وذلك وفق مؤشر التنافسية العالمي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا. ونعمل من خلال برامجنا وشراكاتنا على توثيق تجربة التميز الإماراتية في مجال العمل الحكومي والمساهمة في تطويرها ونشر أفضل الممارسات وتبادل المعارف والخبرات مع الدول العربية. شخصيات مرموقة ويقول المري إن برامج الكلية تشرف عليها نخبة من أبرز الأساتذة والباحثين ذوي الخبرة في مجالات البحث العلمي والإدارة العامة، حيث نسعى لاستقطاب أفضل الخبراء في المجال الأكاديمي لإثراء المنهج العلمي الذي نقدمه وفقاً لأعلى المعايير والمناهج المتبعة عالمياً ما ينعكس إيجاباً على أداء العمل الحكومي والمؤسسي لمنتسبين الكلية فيما بعد. كما تستقطب الكلية عدداً من المحاضرين والأساتذة الزائرين من أبرز المعاهد والجامعات العالمية من خلال الشراكات المعرفية التي تعقدها، كجامعتي هارفارد الأمريكية ولي كوان يو السنغافورية. ويتميز الأكاديميون في الكلية بأنهم من المساهمين الفاعلين في عملية تطوير السياسات العامة ووضع مناهج تتبعها المؤسسات الحكومية في عملها وتطوير أدائها، أما المحاضرون الضيوف فهم من صانعي القرار والمؤثرين في المستويين المحلي والعالمي ومن الشخصيات المرموقة التي اعتلت منبر الكلية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم حاكم دبي، رعاه الله، والذي نفخر بأن الكلية تحمل اسمه، بالإضافة إلى لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة السابق، ونغوين تان دونغ، رئيس وزراء فيتنام، وبيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، وكلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، وغيرهم من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في صعيد السياسة العامة عالمياً.
مشاركة :