د. عبدالمجيد الجلاَّل: التَخَبَّط الأمريكي في أفغانستان!

  • 7/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تَخَبَّط واضطراب الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان … هو حديث الساعة في المحافل الإقليمية والدولية !! لقد توقع الأمريكيون ، أن يتزامن انسحاب قواتهم وعتادهم ، من أفغانستان ، بحلول شهر سبتمبر القادم ، مع توقيع حليفتهم الحكومة الأفغانية اتفاق سلام وشراكة ، مع حركة طالبان ، وحينئذٍ ، يمكن تصنيف الانسحاب الأمريكي ، كإرادة عامة ، لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في أفغانستان ، وإنهاء أطول الحروب الأمريكية ، وأكثرها دموية وسفكاً للدماء ، فضلاً عن خسائرها الاقتصادية التي تجاوزت التريليون دولار . لكن ، وكما يقال ، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد تعثرت جهود السلام بين الأطراف الأفغانية ، بل زاد زخم المعارك والقتال ، وبشكلٍ أكثر قوةً وعنفاً ، بين قوات الحكومة الأفغانية ، من جهة ، وحركة طالبان ، من جهة أخرى ، ونجحت الأخيرة في تحقيق المزيد من السيطرة على الأراضي والمديريات الأفغانية في مختلف المواقع ، ما جعلها ، الطرف المؤثر والحاسم ، في الأزمة الأفغانية ! وزادت ضبابية المشهد الأفغاني ، والتَخَبَّط والفوضى في الاستراتيجية الأمريكية ، بتقارير وتصريحات أمريكية مُثيرة للسخرية ، تجاه مآلات الوضع في أفغانستان ، إذ ، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقييماً استخباراتياً أمريكياً يقول بأنًّ الحكومة الأفغانية قد تنهار في 6 أشهر بعد الانسحاب الأمريكي ، كما صرح رئيس هيئة الأركان الأمريكية بأنَّ من السيناريوهات المحتملة إثر انسحابنا من أفغانستان اندلاع حرب أهلية وانهيار الحكومة المدعومة أمريكياً . مثل هذه التقارير والتصريحات ، تعكس حالة الارتباك في اتخاذ القرار الأمريكي بالانسحاب من أفغانستان ، وتحمل كذلك الكثير من الهواجس والمخاوف من النتائج الكارثية له . في المنطق والمعقول ، ينبغي أن يكون أمر الانسحاب مرتبطٌ أساساً بتحقيق إنجازات سياسية أو عسكرية ، ويأتي ، ليُشكّل خاتمة الأحزان في بلد أنهكه الصراع والاقتتال ، أمَّا أن يترك الأمر على علاته ، مع حديثٍ ، عن حرب أهلية مُحتملة ، فإنَّ أمر الانسحاب ، لا يمكن تصنيفه ، إلا بالهزيمة المُذلة للأمريكيين، والفشل الذريع في إدارة المعركة ، مع خيبة شديدة ، من الشعب الأفغاني الذي اعتبر التدخل الأمريكي، أداته الرئيسة لتحقيق السلام والاستقرار ! مؤلمٌ جداً ، أنَّه وبعد 20 عاماً من الحرب الأمريكية في أفغانستان ، ومقتل نحو 2300 جندي أمريكي ، وخسارة 1 تريليون دولار ، إضافة إلى الآف القتلى والجرحى والمعوقين من الأفغان ، تكون النتيجة والحسرة ، كأنك يا بو زيد ما غزيت ! خلاصة القول ، بدأت حرب أمريكا في أفغانستان بهدف القضاء على حركة طالبان، وبعد عشرين عاماً ، تنسحب أمريكا ، وطالبان في قوتها وجهوزيتها وسيطرتها على الكثير من المناطق الأفغانية ، فتأمل ! المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=414909

مشاركة :