لم تعد المخاوف من الشيخوخة مبرر، حيث أظهرت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون من المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور، أن التوت البري له خصائص مضادة للأكسدة، يمكن أن تطيل العمر عندما يتناوله الإنسان في أي مرحلة من مراحل العمر، كما أن تناول الطماطم والتفاح والعصائر الطبيعية بانتظام يقلل من عمليات الأكسدة، ويرفع معدلات الكوليسترول النافع في الدم. وأكدت الدراسة على وجود علاقة بين تناول الخضروات الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن، وبين طول العمر، كما أشارت إلى أن الخضروات الطازجة من دون طهي تفيد القلب والأوعية الدموية والمخ، بينما تقوم الفواكه الطازجة بدور فاعل في مقاومة الدهون الضارة، وترفع من كفاءة الجهاز المناعي. وأبرزت الدراسة دور كل من البرتقال والتوت البري، حيث أشارت إلى دور البرتقال في إمداد الجسم بالفيتامينات اللازمة لدعم العمليات المقاومة للأمراض والتي يقوم بها الجهاز المناعي، خاصة فيتامين سي. قام الباحثون في المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور باختبار المكمل التوت البري على ذبابة الفاكهة، وهو نوع من الذباب الذي يشيع استخدامه في البحوث والدراسات البيولوجية. وأشارت الدراسة أنه غذيت المجموعات من 100 إلى 200 من الذباب في قوارير منفصلة، مع اتباع نظام غذائي يستكمل مع 2٪ من مستخلص التوت البري خلال ثلاث مراحل على مدى البيولوجية الصحية للذباب من الفترة الانتقالية وحتى مدة الشيخوخة، وفي البشر تتوافق المراحل مع مرحلة الشباب والمتوسط والشيخوخة. وفقاً لتقرير عن الدراسة ذكر في صحيفة وول ستريت جورنال، أن الذباب الذي تعاطى التوت البري خلال المرحلة الصحية عاش 25٪ أطول من الطبيعي في المرحلة المتوسطة، وفي المرحلة الانتقالية ومراحل الشيخوخة، ومدد متوسط العمر الافتراضي للذباب المتبقية بنسبة 30٪ مقارنة مع الطبيعي. قام الباحثون بتحليل البروتينات من رؤوس الذباب، ووجدوا أن مكمل التوت البري في جميع المراحل الثلاث يخفض تلف الخلايا الناجمة عن الأكسدة والإجهاد، وأشار الباحثون إلى أن التوت البري غني، وخاصة في المواد الكيميائية النباتية، والمركبات ذات الأصل النباتي الصحي، حيث تكون مرتبطة بالصحة وطول العمر في دراسات أخرى. أظهرت دراسات أن المركبات المضادة للشيخوخة بعضها فعال في مراحل معينة من الحياة، ولكن يمكن أن تكون ضارة في أوقات أخرى.
مشاركة :