طفلة يمنية تستصرخ العالم: أرواحنا ستلاحقكم للأبد

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعثت طفلة يمنية في الرابعة عشرة من العمر رسالة مؤلمة وموجعة، أبكت كل من قرأها، وجهتها إلى كل من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وقادة وزعماء وحكماء العالم، ثم إلى الإنسانية جمعاء، حسب وصفها، ناشدتهم فيها إنقاذ اليمن ووقف نزيف الحرب ليتمكن الأطفال من العودة إلى مدارسهم، وفيما يأتي نص الرسالة: إلى السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة المحترم إلى كل قادة وزعماء وحكماء العالم إلى الإنسانية جمعاء باسمي أنا الطفلة عزة منصور الصمدي ونيابة عن كل أطفال هذا البلد المكلوم والمظلوم والمعذب.. أتوجه إليكم بهذا النداء وهذه الاستغاثة العاجلة.. عما حل بنا كأطفال أبرياء وببلدنا من خراب ودمار وانهيار وانقسام وتشظٍ. يا قادة وحكماء الإنسانية: ها هو عامنا الدراسي الثاني يبدأ وأنا وكل أقراني من الأطفال الأبرياء نعيش تحت نيران القصف والتشريد والتهجير والقتل والتنكيل، والرعب والخوف، والتجويع والبؤس.. مدارسنا مهدمة وأخرى تحولت مراكز لإيواء النازحين، وثالثة أضحت عبارة عن متاريس لأطراف الصراع.. وحكومتنا غائبة وكل مقومات الحياة والأمان والاستقرار منعدمة.. فكيف لنا أن ندرس ونستوعب؟! كيف لنا أن نتعلم ومعلمونا ومعلماتنا مشردون ومهجّرون؟! كيف لنا أن نقرأ ونراجع دروسنا، كغيرنا من أطفال العالم في ظل هكذا ظروف؟!.. العام الماضي انقضى دون أن نتعلم فيه شيئاً، وهذا العام كل المؤشرات تؤكد أننا وبلادنا سنظل نراوح في ذات المكان، وإنكم أنتم يا رعاة الطفولة ومسؤولي الحقوق والحريات ستواصلون صمتكم وتغاضيكم عنا وعن معاناتنا وآلامنا، وجراحاتنا ودموعنا، وتغضون الطرف عن صرخاتنا التي تهز أرجاء المعمورة. أيها العالم: أناشدكم وأستصرخ فيكم الضمير الإنساني الحي.. باسم الطفولة والبراءة وباسم الحياة والحق والكرامة أن ترحمونا وتغيثونا وتوقفوا معاناتنا، فكل قادتنا ومسؤولينا فقدوا عقولهم.. تذكروا أننا نحن الأطفال لا ذنب لنا فيما يجري، لم نقترف أي إثم لنتجرع كل هذا المرار والقهر والظلم ونحن لم نع معنى الحياة بعد، لم نع غاية وجودنا في هذا العالم بعد.. نحن صغار أبرياء عزل بسطاء كأطفالكم ، نحلم كما يحلمون ونفكر كما يفكرون، نحب مدارسنا كما يحبون مدارسهم، نحب اللعب والمرح واللهو والحياة الجميلة كما هو حال كل أبنائكم.. فلماذا نقتل ونشرد ويصادر حقنا في الحياة والعلم والمعرفة والوجود وأنتم صامتون؟!.. لماذا لا تزالون تنظرون لنا وكأننا مجرد كائنات لا تستحق الحياة، لماذا تميزون بيننا وبين كل أطفالكم في الوقت الذي تدعون فيه محاربتكم لكل أنواع التمييز؟!. يا زعماء الإنسانية: إنني اكتب إليكم هذا النداء وأنا أبكي وانتحب.. بت أشعر بأنني كائن لا أستحق العيش، نعم صمتكم وتجاهلكم لمعاناتنا عزز في قرارة نفسي هذا الشعور.. آوي إلى فراشي كل ليلة وأنا أودع العالم والحياة.. لأنني ومن خلال ما أسمع وأرى ما يحل بأقراني من أطفال اليمن كل يوم أشعر بأنني ربما لن أحظى بعيش يوم جديد، وقد يأتيني الموت بغتة فلا أفيق بعدها. أيها المدافعون عن الحق والحياة في هذا العالم: لا أريد أن أطيل عليكم فقط أريدكم أن تتذكروا دوماً أنني وكل أطفال اليمن نحلم ونتوق ونتمنى أن نحظى بحياة جميلة آمنة مرفهة كالتي يحلم بها أبناؤكم.. تذكروا أننا لا نريد أن نموت.. بل إننا متمسكون بالحياة ونريد أن نكبر ونتعلم لنتمكن من أداء دورنا ورسالتنا في الحياة كأنتم جميعاً.. وعليه ثقوا جيداً أنني إن غيبني الموت أنا وكل طفل في هذه البلاد ، فإنكم أنتم المسؤولون عن ذلك ولن نسامحكم وستظل أرواحنا تلاحقكم إلى الأبد. كونوا بخير وانعموا بالحياة.. ولكن لا تنسونا ابنتكم الطفلة: عزة منصور الصمدي

مشاركة :