قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، في كلمة له بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم، اليوم الخميس، إن "زمن التنمر على الصين ولى إلى غير رجعة". وأضاف في كلمته، التي ألقاها أمام حشد غفير في ميدان تيانانمين في قلب العاصمة بكين، إن الشعب الصيني لن يسمح أبدا لأي قوة أجنبية بالتسلط عليه أو قمعه أو إخضاعه. وقال موضحا "لقد ولى إلى غير رجعة الزمن الذي كان يمكن فيه أن يداس الشعب الصيني وأن يعاني وأن يضطهد". وأردف قائلا "كل من يجرؤ على القيام بذلك ستسحق رأسه وتخضب بالدماء على سور الفولاذ العظيم الذي صنعه ما يربو على 1.4 مليار صيني"، وفقا لرويترز. وشدد الرئيس الصيني على أن النهضة التي تشهدها بلاده هي "مسيرة تاريخية لا رجعة فيها". واستعاد شي جينبينغ التاريخ وبعض الأحداث التاريخية ليذكر الصينيين بما شهدته بلادهم من حروب أفيون واستعمار غربي وغزو ياباني. وأعقب ذلك بإشادة بإنجازات الحزب الشيوعي الصيني وما حققه لهم من تحسين في مستويات الحياة واستعادة للفخر الوطني، مضيفا أن "الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني يقولان للعالم رسمياً: الشعب الصيني نهض". وقال شي، في خطاب نقله التلفزيون من الميدان، إن الصين حققت هدفها المئوي المتمثل في بناء "مجتمع رغيد الحياة باعتدال"، مشيرا إلى ما تمكنت بلاده من تحقيقه على هذا الصعيد لجهة انتشال مئات ملايين المواطنين من وهدة الفقر المدقع في غضون بضعة عقود. وكانت الاحتفالات انطلقت في بكين بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الحاكم في الصين صباح الخميس بطائرات مقاتلة وطائرات مروحية في ميدان تيانانمين بوسط بكين. ورسمت حوالي 30 طائرة تشكيلا للرقم 100، فيما هتفت الحشود تحت أنظار قادة البلاد بمن فيهم الرئيس شي جينبينغ، وهم يجلسون عند الأسوار الجنوبية للمدينة المحرمة. وقال شي، وهو أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ، إن الفكرة الشاملة لعمل الحزب خلال المئة عام الماضية كانت تجديد شباب الأمة، مضيفا أن الشعب الصيني "خلق عالما جديدا أيضا... الاشتراكية فحسب يمكنها إنقاذ الصين". وقام الحزب الشيوعي الصيني، الذي وصل إلى السلطة في عام 1949 تحت قيادة ماو، في البداية بتجنيد الفلاحين والعمال لكنه تطور لتبني الأسواق وريادة الأعمال على أساس "الاشتراكية بخصائص صينية". وقال شي في خطابه اليوم الخميس إن الصين ستعمل على تعزيز جيشها لحماية سيادتها وأمنها وتنميتها وصعودها إلى مستوى المعايير العالمية. وقال شي، وهو أيضا رئيس اللجنة العسكرية المركزية التي تسيطر على القوات المسلحة في البلاد، "يجب أن نسرع في تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة". وتابع شي قائلا إن أي محاولة لفصل الحزب عن الشعب الصيني أو لتحريض الشعب ضده مآلها الفشل. وأضاف "أعضاء الحزب الذين يزيد عددهم على 95 مليونا والشعب الصيني الذي يزيد على 1.4 مليار نسمة لن يسمحوا مطلقا بمثل هذا السيناريو".