بالبراهين .. الطب البديل يستعيد عافيته في الخليج

  • 11/27/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ربط أطباء خليجيون إدخال الطب البديل إلى وصفاتهم العلاجية، بشرط اعتماده على البراهين والأبحاث الطبية، موصين بإنشاء مركز للطب التكميلي يتضمن دراسات عالية الجودة. وأوصى مشاركون في المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي، الذي عقد في الرياض، بإدخال الطب النبوي في مناهج الكليات الصحية، وتوثيق الممارسات الصحية في ثقافة المعافاة بين المرضى، هذا بخلاف إنشاء مركز خليجي لأبحاث الطب التكميلي. ودعا المشاركون إلى دمج الطب التكميلي في الخدمات الصحية العلاجية، ووضع تعريف مشترك للطب البديل في دول الخليج، ونقل المعالجات المتحقق نفعها وسلامتها من ممارسات الطب البديل والتكميلي في العالم إلى المجتمعات الخليجية وفق أنظمة ولوائح تحقق الفائدة. وأجمعوا على أهمية تضمين الطب التكميلي المبني على البراهين ضمن المناهج التعليمية الصحية سواء الجامعية أو الدراسات العليا، وإيجاد إدارات مختصة بالطب التكميلي، وكذلك تعزيز جميع الإمكانات اللازمة بما فيها رصد الميزانيات لإجراء البحوث والدراسات ذات المنطلقات اليقينية لتزويد الممارسين والمستفيدين من الطب التكميلي بتدخلات علاجية ووقائية مبنية على المعرفة وتحقيق سلامة ومأمونية المريض كأولوية قصوى في هذا الجانب. كما أوصوا باستمرار عقد مثل هذه اللقاءات العلمية مع أهمية القيام بحملات توعوية ووضع ميثاق أخلاقي للمهنة، وأن تقوم الدول الأعضاء بسن اللوائح والتشريعات والنظم الكفيلة لتنظيم ومراقبة ومتابعة ممارسة الطب التكميلي على أسس علمية صحيحة ومعطيات يقينية متميزة. وشدد المشاركون في توصياتهم على إعادة التأهيل لما يتعلق بالاهتمام بالرضاعة الطبيعية، وضرورة رصد الممارسات التقليدية الخليجية المتعلقة بحفظ الصحة وتدوينها حفاظاً على ثقافة المجتمعات وموروثاتها، والتأكيد على التمسك بتعاليم الإسلام الواردة في الكتاب والسنة والمتعلقة بحفظ الصحة والوقاية من المرض. ولفتوا النظر إلى أهمية تعزيز القدرات الوطنية في الدراسات البحثية الخاصة بالطب التكميلي مع رصد الميزانيات اللازمة لذلك، واتخاذ الإجراءات والسياسات الوطنية لتعزيز الممارسة الآمنة للطب التكميلي المبني على البراهين. وبين المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي، رغبة 60 في المائة من الأطباء في الرياض وجدة في ممارسة الطب التكميلي المبني على البراهين، غير أن هناك عددا من العوائق التي تحول دون الممارسة. في سياق غير بعيد، أكد الدكتور باسم يوسف شيخ مدير كرسي بن لادن لأبحاث الإعجاز العلمي في الطب النبوي، أن الحجامة أثبتت فعاليتها بجدارة في علاج أنواع آلام الصداع الأولي غير الناتج عن أمراض داخل الجمجمة، خصوصا الشقيقة ومنها علاج آلام أسفل الظهر الأولي غير الناتج عن أمراض ورمية أو إنزلاقات غضروفية تستوجب التدخل الجراحي، وعلاج آلام المفاصل الناتجة عموماً عن التواء في المفصل، مبينا أن الحجامة صالحة للرجال والنساء على حد سواء. وأكد الدكتور باسم شيخ في ورقته التي شارك بها عن (الحجامة في الطب النبوي)، على إمكانية تنظيم وإقامة عيادات الحجامة بشرط أن يكون التشخيص والعلاج تحت إشراف أطباء مدربين، مستشهداً بعيادة الحجامة بجامعة طيبة بالمدينة المنورة كأول عيادة حجامة تدار بواسطة فريق طبي من الاستشاريين بالجراحة والباطنة. لكن الدكتور شيخ شدد على أن الخطورة في فتح المجال لأي ممارس بالقيام بالحجامة هي وجود الممارسين الخاطئين الذين يدّعون القدرة على تشخيص المرض بدون خلفية طبية، وبالتالي إما يعرّضون المريض للعلاج الأنسب في حالته، وإما يؤدون إلى حدوث مضاعفات جانبية إما من التطبيق الخاطئ أو تأخر العلاج، وفي كلتا الحالتين يفقد المريض الثقة في الحجامة الصحيحة مما يؤدي إلى التشكيك في الطب النبوي. من جهتها، أكدت الدكتورة رجاء الردادي استشارية طب المجتمع عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للرعاية الصحية المبنية على البراهين ومديرة إدارة الأمراض الوراثية والمزمنة في إدارة الصحة العامة في جدة، أن قلة الأبحاث في هذا الشأن تعتبر من أبرز العوائق حيال الممارسة للطب التكميلي. وأشارت إلى أنه من خلال دراستها المقطعية التي شملت عينة من 242 من الأطباء في جدة والرياض شملت جميع التخصصات وجميع القطاعات الصحية، أوضحت أن 42 في المائة من الأطباء سبق أن وصفوا لمرضاهم على الأقل مرة واحدة نوعا من أنواع الطب التقليدي والتكميلي. وأكدت الدكتورة الردادي في ورقتها التي قدمتها في المؤتمر عن "استعداد الأطباء لممارسة الطب التكميلي والبديل المبني على البراهين والعقبات ذات الصلة"، على أن الحاجة ماسة إلى الممارسات المبنية على البراهين والتي ترتكز على نتائج أبحاث عالية الجودة فيما يخص الفعالية والآثار الجانبية للأنواع المستخدمة. وأشارت إلى أن عوائق ممارسة الطب التكميلي لدى الأطباء من وجهة نظرهم، عدم وجود بحوث كافية تثبت فعالية وسلامة هذه الأنواع، وعدم حصولهم على تدريب كافٍ، والخوف من الآثار الجانبية للمواد المستخدمة، وعدم وجود توصيات واضحة تؤكد أو تنفي فعالية الأنواع المستخدمة. وأوصت الدكتورة رجاء في ورقتها التي قدمتها في المؤتمر عن "استعداد الأطباء لممارسة الطب التكميلي والبديل المبني على البراهين والعقبات ذات الصلة"، بوجوب وضع نهج لمعالجة العوائق التي تحول دون ممارسة الطب التقليدي والتكميلي المبني على البراهين، وذلك بتدريب الأطباء وإجراء البحوث الإكلينيكية لمعرفة فعالية وسلامة ما يستخدم في المملكة، وإدراج الطب التقليدي والتكميلي ضمن مناهج كليات الطب في برامج الزمالات الطبية. من جانب آخر، شدد الدكتور محمد البار مدير مركز أخلاقيات الطب بالمركز الدولي في جدة، على أهمية مراعاة السلوكيات التي يمارسها الناس والتي تؤدي إلى حدوث الأمراض، مشيراً إلى أن السيرة النبوية مليئة بالأحاديث والسلوكيات التي تؤكد على الممارسة الصحيحة للحياة وتجنب الأمراض. وأضاف الدكتور البار في ورقته التي كانت عن (الطب النبوي: النهج الشمولي)، أن الطب النبوي أو ما يعرف بالبديل والتكميلي ليس مقتصراً على الطب العلاجي، مثل العلاج بالعسل أو الحبة السوداء والحجامة والكي، مشددا على أن نظرة فاحصة للأمراض في العالم اليوم بما فيها السرطانات ناتجة عن سلوك إنساني خاطئ، كعدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة والسمنة والتدخين، وهي ما تعبر عن سلوكيات خاطئة حذر منها الطب النبوي.

مشاركة :