قاعدة مصرية على حدود ليبيا: خيارات محدودة أمام الوجود التركي

  • 7/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – تستعد مصر للإعلان عن تدشين قاعدة عسكرية على الحدود مع ليبيا كأحد خياراتها المحدودة لمواجهة النفوذ التركي في ليبيا ورفض أنقرة سحب قواتها والمرتزقة الذين يتبعونوها من طرابلس. ويفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت قاعدة “3 يوليو” العسكرية (جو – بحرية) في منطقة جرجوب على مقربة من الحدود مع ليبيا، بحضور عدد من المسؤولين العرب من دول مختلفة. وأشارت وسائل إعلام ليبية إلى إمكانية حضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان ومعهما محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي افتتاح القاعدة المصرية. حمدي بخيت: القاعدة تستهدف التعامل مع أي تهديد يأتي من الغرب حمدي بخيت: القاعدة تستهدف التعامل مع أي تهديد يأتي من الغرب ولم تؤكد مصادر مصرية أو تنفي توجيه الدعوة للقيادات الليبية غير أن مصادر غير رسمية لم تستبعد مشاركة المسؤولين الليبيين. وقالت المصادر، في تصريح لـ”العرب”، “في حال غياب عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عن حفل افتتاح القاعدة سيتأكد أن القاهرة تتحفظ على موقفه السياسي الداعم ضمنيا لاستمرار التدخل التركي في بلاده”. ومن المقرر أن تكون القاعدة نقطة ارتكاز ومركز انطلاق لتقديم الدعم اللوجستي للقوات البحرية المصرية المنتشرة على ساحل البحر المتوسط، وتقديم المعلومات اللازمة لتأمين الحدود الغربية البرية مع ليبيا البالغ طولها 1145 كيلومترا، لتفعيل التعامل مع العناصر التي ربما تحاول التسلل داخل الحدود المصرية. وتشهد القاعدة الجديدة تنفيذ المناورة قادر 2021 السبت، وهي من أكبر المناورات التي يجريها الجيش المصري على اتجاهات استراتيجية مختلفة. ويرسل افتتاح القاعدة الجديدة في يوم الثالث من يونيو، تزامناً مع ذكرى رحيل الإخوان عن السلطة في مصر رسميا، العديد من الرسائل ومفادها إطلاق هذا التاريخ كعنوان لها وأن محاولات غرس التنظيم في ليبيا ستقابل بتحركات مصرية حاسمة. وذهب متابعون للتأكيد على أن افتتاح القاعدة في توقيت تحاول فيه تركيا التهرب من سحب المرتزقة التابعين لها في ليبيا هو إشارة إلى أن القاهرة تعمل ما في وسعها لإظهار أنها موجودة ومهتمة بما يجري على حدودها الغربية. وأكد الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت في تصريح لـ”العرب” أن القاعدة تستهدف التعامل مع أيّ تهديد يأتي من الاتجاه الغربي بشكل رئيسي، وهي تشكل استكمالا لقواعد وتمركزات أخرى في الاتجاه الشمالي الغربي. ودشن الجيش المصري قاعدة “محمد نجيب العسكرية” في يوليو 2017، في أقصى الغرب بالقرب من الحدود الليبية أيضا، وبالتالي أصبحت هناك قاعدتان في هذه المنطقة الحيوية ولكل منهما مهام تكمّل الأخرى. وشدد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء عادل العمدة على أن القاعدة الجديدة تستهدف تعزيز نفوذ مصر في شرق المتوسط، ما يدعم رغبتها في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الطاقة الذي يحتاج قوة عسكرية تحميه ومراكز متقدمة توفر الدعم للقوات المنتشرة، بدءاً من مدينة رفح في شمال سيناء شرقا إلى السلوم غربا. عادل العمدة: القاعدة تستهدف تعزيز نفوذ مصر في شرق المتوسط عادل العمدة: القاعدة تستهدف تعزيز نفوذ مصر في شرق المتوسط ولفت العمدة في تصريح لـ”العرب” إلى أن مصر تعمل على تنويع حضورها العسكري بهدف سد الثغرات التي يمكن أن تشكل تهديداً لها في ظل اعتماد القيادة السياسية على الانفتاح الاقتصادي في أكثر من اتجاه، ما يتطلب تأميناً للمشروعات الواعدة، وتوفير درجة مرتفعة من الجاهزية ضد أيّ محاولات خارجية تستهدف عرقلة جهود التنمية. وسبق أن افتتحت القاهرة قاعدة “برنيس” العسكرية على البحر الأحمر بالقرب من الحدود الجنوبية مع السودان لحماية الملاحة في قناة السويس ومضيق باب المندب وتأمينها، وهي نقطة تمركز أساسية ومحور للانطلاق باتجاه منطقة القرن الأفريقي التي تعد مجالا للتنافس مع بعض القوى الإقليمية المعادية. ويشير خبراء عسكريون إلى أن القاعدة الجديدة، إلى جانب قاعدة أخرى في شرق بورسعيد (شمال شرق مصر)، تشكل تمركزات مهمة لتدعيم الأسطولين الجنوبي والشمالي في مصر وتزويدهما بجميع الاحتياجات الإدارية والفنية وأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف فروع القوات العسكرية والأجهزة المدنية في نطاقات العمل بالبحرين المتوسط والأحمر. واعتبر العمدة أن دلالات الزمان والمكان بشأن القواعد المختلفة التي يتم الإعلان عنها تقول إن مصر تتحكم وتسيطر بشكل فعّال على كل منابع التهديد، والقاعدة الجديدة تأتي استكمالاً لتشكيل قيادة موحدة تتكامل مع قيادة منطقة شرق قناة السويس. ويساعد انفتاح القاهرة على اتجاهات متعددة ما قامت به من تحديث لترسانتها العسكرية، برا وبحرا وجوا، خلال السنوات الماضية، ما أتاح لها القدرة على إعادة ترتيب قوات الجيش وانتشارها على عدد من الميادين الحيوية ضمن مرحلة جديدة من تغيير مستوى التخطيط والعمليات لدور القوات المسلحة، والذي بدأ يتنامى مع تصاعد المخاطر في منطقة سيناء والحدود الغربية مع ليبيا. وترمي القاهرة من وراء تأسيس القواعد العسكرية عموما إلى تجنب استنزاف القوات المسلحة في عملية نقلها ونشرها في أماكن عديدة داخل الدولة تواجه تهديدات متصاعدة، فالتمركز العملياتي يوفر فاعلية في سهولة إمدادها بالمعدات التكنولوجية المتقدمة التي تساعدها على رصد الحدود البحرية والبرية بدقة عالية وضمان توجيه القوات للتعامل مع أيّ خطر في وقت قصير.

مشاركة :