نحتاج التوازن في كل شؤون الحياة لا رهبانيين ولا أنانيين

  • 7/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا متخصص في العلوم الشرعية إلى اتباع المنهج النبوي في تعاملاتنا الحياتية سواء في البيت أو الشارع أو أماكن العمل وغيرها، بل في كل شؤون الحياة ومجالاتها، مشيراً إلى أن منهج الحياة في التعامل يتمثل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا»، حيث أن المتأمل في الحديث يجد منهجاً عظيماً في التعامل تطاوعا ولا تختلفا، يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنفرا، مما يوجب أن نجعل ذلك قاعدة في التعامل في كل شؤون حياتنا. وقال الدكتور محمد بن عبدالله السحيم أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض سابقاً إنه لو نظر في المستوى الأول بين الوالد وولده، والوالدة وولدها أو بنتها تطاوعا ولا تختلفا، يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنفرا، والأخ مع أخيه والجار مع جاره؛ فكم من مشاكل حصلت بسبب اختلافات على أمور ليست جوهرية قابلة على أن تكون تطاوعا ولا تختلفا يعني مثال: كم من الجيران يتشاجرون على موقف سيارة، وأمور تافهة لا تذكر، ويتزاعلون، وربما تصل إلى أمور لا يحمد عقباها، وفي مجال العمل كم فسدت من أعمال، وكم من حزازات وصلت مع الموظفين وبين رؤساء ومرؤوسين، وبدا كل يطال الآخر في أمور علاجها تطاوعا ولا تختلفا، يسرا ولا تعسرا، أما لو خالفتني بكيدك وبحفر لك، وبدفنك، وسأعمل بك، لماذا ما وافقتني !، مستشهداً بما مر به في العمل الإداري من مواقف مؤسفة، حيث يكاد على البعض، ويبعد ويضر ويهمش لأنه لم يوافقهم على الموضوع الفلاني، وذلك لأن البعض يتكلم ديانة، وبعضهم يتكلم أمانة، وهذا الذي أدين الله فيه إنه ما يصلح إلا كذا. يا ويله ويا سواد ليله، كيف يدمر، وكيف يهمش، لأنه لم يحصل التوافق!؛ فأين المنهج النبوي يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنفرا، تطاوعا ولا تختلفا، ولعلنا نجعل ذلك دعوة لكل شؤون حياتنا في أمور التجارة والاقتصاد، وفي الاجتماعات، وفي الأسر، والعمل المؤسسي العمل الخيري، كما أن جماعة المسجد قد يتخاصمون على أمور يسيرة قابلة يتطاوع بعضهم ويخرج من الحي بسبب خلاف مع بعض جيرانه والسبب حلها تطاوعا يسرا. واستطرد الدكتور محمد السحيم في حديثه بقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «اتَّقِ اللَّهِ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ»، وهذا الحديث من جوامع الكلم حيث جمع الحياة كلها، بمعنى كيف تتعامل مع الله باختصار (اتق الله) كلمتين (اتق الله) منهج حياة كله بكلمتين (اتق الله)، مع نفسك اتبع السيئة الحسنة مهما أخطأت صحح، لا يأخذك القنوط مهما كان اتبع السيئة الحسنة، والمنهج الآخر في تعاملك مع الآخرين وهو خالق الناس، مع أنه من المؤسف أن بعض الناس يحسن التعامل مع اللي فوق ولا يحسن التعامل مع من تحته، والبعض العكس، وبعض الناس ما يتعامل إلا مع الدائرة القريبة، وبعضهم لا يتعامل إلا مع أهل مصلحته، والمتمعن في قوله خالق الناس كل الناس البر والفاجر، والمؤمن والكافر، والقريب والبعيد، والصديق واللي ما هو صديق، وصاحب المصلحة واللي ما عندك له مصلحة، وهو ما يؤكد توازن الدين، توازن تام، ما نكون رهبانين فقط مع الله، والباقي ما علينا منهم، ولا نكون أنانين فقط لمصلحة أنفسنا، ولا نكون مع الناس فقط ونهمل الله، يعني نكون مع الناس دائماً، وهو توازن عجيب منهج متكامل في ثلاث عبارات (اتق الله)، (اتبع السيئة)، (خالق الناس) أي عظمة في هذا الدين، سواء من اختصار العبارات وسهولتها، أو من التوازن التام بين حاجة الإنسان إلى ربه وحاجة ما يصلح نفسه وحاجته مع الناس، ونحن بحاجة الناس، وقلما يتوازنون؛ مثلاً واحد يكون مع أمه وأبوه، ويسهى زوجته وأبنائه، والبعض العكس تجده مع زوجته ومهمل والديه، ويكون مع الأقربين والبعيدين، وليس لديه توازن، ونحن أكثر ما نحتاج إليه هو «التوازن» في كل شؤون الحياة توازن تام مع الله، كيف مع النفس، كيف مع الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم المعصوم ما أرشد معاذ إلى جانب واحد أصلح علاقتك مع الله وتنصلح، لا أصلح علاقتك مع الله أصلح علاقتك مع نفسك أصلح علاقتك مع الناس.

مشاركة :