أكد معالي زكي أنور نسيبة - المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة- الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أمام ندوة افتراضية نظمتها سفارة دولة الإمارات لدى دولة الكويت الشقيقة أمس، أن استراتيجية الدبلوماسية الثقافية الإماراتية ترتكز اليوم على مبدأ أن التبادل الثقافي يجعلنا جميعاً أقوى، لأننا نتشارك نفس الإنسانية. وشارك في الندوة وهي بعنوان: «الثقافة ودورها في العمل الدبلوماسي» كل من كامل العبد الجليل، الأمينِ العامِ للمجلسِ الوطنيِّ للثقافةِ والفنونِ والآدابِ بدولةِ الكويتِ الشَّقيقةِ والدُّكتور مطر حامد النيادي، سفيرَ دولةِ الإمارات العربيةِ المتحدةِ لدى دولةِ الكويت، وأدارتها الإعلامية أثير علي بن شكر. في بداية الندوة رحب الدكتور مطر حامد النيادي بمعالي زكي نسيبة والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتحدث عن وسائل الدبلوماسية الثقافية في تعزيز التواصل والعلاقات بين الدول والشعوب، مؤكداً أن الثقافة دائماً لها منزلة عالية وهي جزء من تراثنا ودورها في الدبلوماسية ملموس. واستند معالي زكي نسيبة على تجربته الشخصية في هذا المجال، وعلى الأخص في تأسيس مكتب الدبلوماسية الثقافية والعامة في وزارة الخارجية والعلاقات الدولية في دولة الإمارات العربية، بتوجيهات من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حيث أمر سموه بتأسيس مكتب خاص بالدبلوماسية الثقافية والعامة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وأشار إلى أن توجيهات القيادة كانت أن لا ينصب تركيزنا على الدول الغربية التي كانت تستهدفها دولة الإمارات العربية المتحدة عادة فحسب، على الرغم من احتفاظ تلك الدول كالولايات المتحدة الأميركية والمجموعة الأوروبية بأهميتها بالنسبة إلينا. ولكن يجب أن تتسع دائرة أولوياتنا لتشمل تمتين جسور التواصل والتفاهم الثقافي فيما بيننا وبين الدول الآسيوية المهمة كالصين والهند. كما يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لتوطيد علاقاتنا مع دول المنطقة، والعمل بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا الثقات في منطقة الخليج العربي. ومد يد العون لدول الجوار الاستراتيجيين كدولة العراق. وأوضح معاليه أن استراتيجية الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية اليوم تقوم على ضرورة نقل رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم على أحسن وجه. وترتكز استراتيجية الدبلوماسية الثقافية الإماراتية اليوم على مبدأ أن التبادل الثقافي يجعلنا جميعاً أقوى لأننا نتشارك نفس الإنسانية. وهكذا نجد أن رؤية الشيخ زايد التاريخية تنعكس اليوم بقوة في دولة مُزدهرة ومُتسامحة، تستضيف أكثر من 200 جنسية. تتمتع الإمارات بنسبة 93% من المتعلّمين، ويزورها أكثر من 15 مليون سائح سنوياً، كما تتجاوز نسبة خريجات الجامعات من النساء أكثر من 70%. ونفتخر بأن جهود الإغاثة والتنمية الإماراتية وصلت إلى أكثر من 147 دولة في العالم من خلفيات دينية وثقافية مختلفة. كما إن الإمارات موطن لأكثر من 40 كنيسة وأماكن عبادة أخرى، بالإضافة إلى العديد من مراكز التعلّم والثقافة المشهود لها دولياً، مثل جامعة السوربون باريس، جامعة نيويورك، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومتحف اللوفر أبوظبي. إن قيم التسامح والحرية الدينية والاحترام المُتبادل التي دافع عنها الشيخ زايد «رحمه الله» مُتأصّلة في الحمض النووي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال إنني أؤمن وبشدّة أن مستقبل الدبلوماسية الإماراتية على مدى الخمسين عاماً المقبلة يقع على عاتق الشباب الإماراتي الطموح العاملين في المجال الدبلوماسي لخدمة وتمثيل دولتهم على الساحة العالمية، ونقل وتعزيز الصورة المُشرّفة لثقافة وحضارة الإمارات بين شعوب العالم، وتقوية أواصر الصداقة والتعاون والمودّة معهم، فهم يُشكّلون النخبة المُميّزة، والثمرة المُباركة لجهود الآباء المؤسسين الذين وضعوا اللبنات الأولى في بناء صرح الاتحاد. الثقافة تعبر عن الهوية والأصالة الاجتماعية قال الدكتور كامل العبد الجليل، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: إن الثقافة تعبر عن الهوية والأصالة الاجتماعية والانسانية وعن الوطنية، الثقافة الأصيلة تشجع على التقارب بين الشعوب الأخرى، وتشجع على التسامح والتعاون والتضامن المجتمعي. الثقافة هي القوة الناعمة المؤثرة في نفوس وعقول الآخرين، وهي الرافعة لسمعة ومكانة الدولة وشعبها، فكيف هي أمام الدبلوماسية الخارجية. ووصف معرض، إكسبو 2020 دبي المقرر افتتاحه في أكتوبر المقبل، بأنه مثال حي فيما نتحدث عنه في هذه الندوة، التعايش والتسامح والانفتاح على العالم في بقعة واحدة. وذكر أن إكسبو دبي إنجاز ضخم وكبير ومتميز جداً في دولة الإمارات العربية الشقيقة، حيث سيكون مضرب المثل طوال التاريخ، حيث إن هناك الرغبة الجامحة للتعايش السلمي والتسامح والتعاون والعمل المشترك لبناء غدٍ أفضل للإنسانية. وقال: «نحن في دولة الكويت ننظر على أن جزءاً من شعبنا موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة وأشقاء أعزاء علينا. وختم حديثه بالقول: «إن تاريخ العلاقات الكويتية الإماراتية التي هي علاقات تاريخية متجذرة يربطها الدين والإخوة والعروبة والتاريخ الطويل والمصير المشترك. ولا ننسى أن نشيد بدور الإمارات العربية المتحدة إبان الاحتلال الغاشم على الكويت في 1990، الدور الذي تمثل على مختلف المستويات قوياً صلباً استطاع أن يرد العدوان الغاشم في ذلك التاريخ والعودة إلى رباط الإخوة والتعاون الذي يجمعنا دوماً».
مشاركة :