وصل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت إلى القاهرة حيث شهد توقيع عقد شراء مصر لسفينتي ميسترال فرنسيتين. ومصر هي المحطة الأولى في جولة لأربعة أيام يقوم بها فالس في الشرق الأوسط وستقوده أيضا إلى الأردن والمملكة، وتتمحور حول المبادلات الثنائية والنزاعات الإقليمية. واجتمع فالس الذي حطت طائرته في القاهرة عند الظهر، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم شهدا معا توقيع عقد شراء السفينتين. ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري اللواء بحري أركان حرب أحمد خالد رئيس أركان القوات البحرية ورئيس لجنة التعاقد، وعن الجانب الفرنسي ناتالي سميرنوف نائبة رئيس شركة دي سي ان اس. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في 23 سبتمبر الماضي أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره المصري اتفقا على هذه الصفقة خلال اتصال هاتفي. وعلم لدى أوساط وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أن قيمة الصفقة تبلغ 950 مليون يورو على أن يتم تسليم السفينتين بداية مارس. وفي الخامس من أغسطس أبرمت باريس اتفاقا مع موسكو لإلغاء صفقة تسليم السفينتين بسبب اتهام روسيا بالتورط في الأزمة الأوكرانية، ودفع تعويضات تقارب مليار يورو. وبلغت قيمة هذه الصفقة 1,2 مليار يورو في 2011. وقال الرئيس الفرنسي عند إعلان هذه الصفقة أن "الرئيس المصري أعرب عن قلقه لجهة حماية قناة السويس وقال لي كم هو مهم بالنسبة لأوروبا وللشرق الأوسط وللمبادلات التجارية أن تتولى سفن فرنسية في نهاية المطاف حماية قناة السويس". ووفقا لموقع لاتريبون الفرنسي ستنشر مصر إحدى السفينتين في البحر الأحمر بعد أن عمدت القاهرة إلى توسيع قناة السويس الصيف الماضي، والأخرى في المتوسط في وقت يبقى الوضع في ليبيا مصدر قلق لمصر على حدودها. ومع شراء القاهرة سفينتي ميسترال، حققت فرنسا نجاحا جديدا مع صفقة التسلح هذه بعد عقد أول مع مصر مطلع العام لشراء طائرات رافال. وبعد تسليم فرقاطة متعددة المهمات، ستسلم القاهرة 24 طائرة رافال بموجب عقد بقيمة 5,2 مليارات يورو. وعلى غرار صفقة الرافال، تمت صفقة الميسترال بسرعة بين مصر وفرنسا. وتتفاوض فرنسا مع مصر أيضا لبيعها سفينتين حربيتين من طراز غوويند وردتا في عقد وقع في مايو 2014 حول بيع أربع من هذه السفن. والاتفاق حول ميسترال يدل على التقارب الكبير بين الرئيسين الفرنسي والمصري اللذين تبادلا زيارات عدة منذ عام. وكان الرئيس السيسي الذي تربطه أيضا علاقات مميزة بوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، زار باريس في نوفمبر 2014. ومطلع أغسطس حل هولاند "ضيف شرف" على نظيره المصري لحضور حفل تدشين توسيع قناة السويس. وشددت أوساط فالس السبت على "المسار الواعد" للعلاقات الفرنسية المصرية، أكان على الصعيد السياسي أم التجاري.
مشاركة :