توجّه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وكلّ الأحزاب التي شاركت في الحوار بتهانيه للرباعي الراعي للحوار التونسي-الاتحاد العام التونسي للشغل- اتحاد الصناعة والتجارة والهيئة الوطنية للمحامين وهيئة حقوق الإنسان - وكلّ الأحزاب التي شاركت في الحوار. وبيّن في كلمة توجه بها الى الشعب التونسي أنّ حصول تونس على جائزة نوبل للسلام كان باستحقاق، مبيّنا أنّه برغم الصعوبات التي تعيشها تونس جاء هذا الخبر السار ليذكي الأمل ويكرّس مبدأ انتهجته تونس وهو نهج الحوار والتوافق.مذكّرا باللقاء الذي جمعه بباريس برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي التزم فيها – الغنوشي - وقتها بالالتحاق بالحوار الوطني وبذلك أمكن الوصول بفضل ذلك اللقاء التاريخي إلى نتائج إيجابية لأنّ الجميع آمن رغم الاختلافات أنه لا حلّ سوى الحوار وأنه لا مستقبل إلاّ بالحوار.وبيّن رئيس الجمهورية أنّ الجميع يتابع الصعوبات الأمنية في إطار معركة تونس ضدّ الإرهاب وهي المعركة التي لا يمكن كسبها إلاّ بالتوافق والوحدة الوطنية، فتونس لكلّ التونسيين وهي الأم وهي الأب لكل تونسيّ وتونسية. ويذكر أن الرئيس الباجي قائد السبسي قد توجّه برسالة في 20 يناير 2015 إلى لجنة جائزة نوبل لتقديم ترشّح ودعم رباعي الحوار الوطني للحصول على الجائزة بيّن فيها فرادة مبادرة الحوار وأثرها الإيجابي في الوصول إلى تحقيق الاستقرار وإنجاح المسار الديمقراطي كان نصّها الآتي : "السادة والسيدات أعضاء اللجنة الأفاضل يسعدني أن أقدم ترشح الرباعي المتكون من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين لجائزة نوبل للسلام لسنة 2015. و كما تعلمون، فقد خطّت تونس صفحة جديدة من تاريخها وتاريخ الديمقراطية. وكان من البدهي أن لا يكتب لنا النجاح لولا المساهمة الفاعلة للرباعي. وفي مرحلة ما بعد الثورة، ولما كان البلد مهددا بحرب أهلية وتنامي العنف والتطرف، عمل الرباعي على إرساء السلام والاستقرار. وفي ظلّ مناخ اجتماعي وسياسي مضطرب، تبنّت المنظمات الأربع مبادرة لإرساء حوار وطني أنقذ البلاد وأفضى إلى وفاق وطني...وقد أفضى هذا الوفاق إلى وضع دستور جديد مهّد الطريق لانتقال سلمي نحو الديمقراطية. واليوم مكنت جهود الرباعي تونس من الشروع في بناء مجتمع ديمقراطي قائم على احترام القانون وقيم الحرية والعدالة الكونية. وهناك عاملان أساسيان كي يحظى هذا الترشّح بالقبول: الأول، سيكون تكريما لتونس البلد الصغير الذي قدم للعالم درسا في الشجاعة والمثابرة. وهي الطريق التي أدت إلى ثورة الياسمين. الثاني، سيعيد هذا الترشح الاعتبار لقيم الحوار والتوافق في عالم تطغى عليه النزاعات. وقد برهنت تونس بأن الثورة السلمية ممكنة ويمكن أن تفتح المجال للديمقراطية. وبمنحكم جائزة نوبل للسلام للرباعي، تقدمون تقديرا قويا ورمزيا لمبادرة سلمية غير مسبوقة في العالم العربي ورسالة أمل وتوافق وتسامح. إن العالم في حاجة ملحة اليوم إلى الحوار والتوافق والأمل والتسامح".
مشاركة :