شنت فصائل مقاتلة في ريف حلب الشمالي ليل الجمعة - السبت هجوما مضادا ضد تنظيم داعش لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين، واستمرت الاشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة من شمال سوريا. وبعد عشرة ايام على تدخل روسيا الجوي في سوريا، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان موسكو وواشنطن على استعداد لاستئناف مباحثاتهما تفاديا لاي احتكاك جوي في الاجواء السورية، حيث تنفذ الدولتان غارات منفصلة. واستمرت المعارك السبت في ريف حلب الشمالي بين الفصائل المقاتلة وعلى رأسها حركة احرار الشام من جهة وتنظيم داعش من جهة ثانية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ونجحت حركة احرار الشام ليلا في استعادة بلدة تل سوسين من ايدي مقاتلي داعش، كما دارت اشتباكات من اجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة. والبلدتان تقعان على طريق استراتيجي يؤدي الى تركيا، احدى الداعمين الرئيسيين للفصائل المقاتلة. وبعد اشتباكات بدأت ليل الخميس الجمعة واستمرت في اليوم التالي حقق تنظيم داعش تقدما في ريف حلب الشمالي اذ سيطر على بلدات عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واكد التنظيم المتطرف انه وصل فعليا الى مشارف مدينة حلب. واشار المرصد الى مقتل العشرات من مقاتلي الطرفين خلال معارك الجمعة. وبعد سيطرته على تلك البلدات، لم يعد التنظيم يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الاطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع قوات النظام في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. ومن شأن تلك الاشتباكات ان تعقد الوضع اكثر في مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل منذ صيف 2012. وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل بينها جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا واخرى اسلامية وغيرها على الاحياء الاخرى. وبحسب المرصد فإن التنظيم المتطرف يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة. انفجارات عنيفة ودخل النزاع السوري المتشعب الاطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت إنها تستهدف المجموعات الارهابية، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة. وفي محافظة حلب ايضا، افاد المرصد ان: انفجارات عنيفة هزت مدينة الباب، التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، مشيرا الى انه تبين ان الانفجار ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة للتنظيم عند أطراف المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن سبب الانفجار ليس واضحا حتى الآن، مشيرا الى تحليق طائرات حربية في اجواء المنطقة وقتها. شرق حلب وعلى جبهة اخرى في ريف حلب الشرقي، قال المرصد دارت ليل الجمعة السبت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم داعش من جهة اخرى في محيط قريتي تل ريمان والصالحية ومحيط تل بلاط وتل نعام والصبيحية (...) في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري. ويحاصر التنظيم مطار كويرس العسكري منذ مايو الماضي. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصادر عسكرية ان الجيش السوري دمر بإسناد جوي أوكارا وآليات لإرهابيي جبهة النصرة وداعش في مناطق عدة في محافظة حلب. وبدأ جيش النظام السوري منذ يومين، مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في مناطق في وسط وشمال غرب البلاد حيث لا تواجد لتنظيم داعش بل لـجيش الفتح وهو تحالف من فصائل اسلامية تضم جبهة النصرة. الغارات الروسية وأفاد المرصد السوري السبت ان الطائرات الحربية الروسية استهدفت الليلة السابقة وصباح السبت اهدافا في محافظات اللاذقية (غرب) وادلب (شمال غرب) وحماه (وسط) بغارات عدة. وبحسب المرصد، استهدفت الغارات الروسية مناطق في ريف اللاذقية الشمالي وريف حماه الشمالي والشمالي الغربي وريف ادلب الجنوبي. كذلك تستمر الاشتباكات في مناطق عدة في ريف اللاذقية الشمالي كما في محيط قرية عطشان في ريف حماه الشمالي الشرقي التي شهدت تقدما كبيرا لقوات النظام، وفق المرصد. وفي ريف ادلب الجنوبي ايضا، اوضح المرصد ان الغارات الروسية دمرت مقرا للفرقة 13 التي كانت تلقت دعما من الولايات المتحدة. وفي وقت تستمر فيه المعارك من دون اي تغيير فعلي في الميدان في اليوم الحادي عشر للتدخل الروسي، بث التلفزيون الرسمي السوري السبت تقريرا حول بلدة البحصة في ريف حماه الشمالي الغربي، والتي سيطر عليها جيش النظام وبدأ سكانها بالعودة إليها بعد تطهيرها من الارهابيين، وفق التقرير. استئناف المباحثات وبعيدا عن ارض المعارك، اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان روسيا والولايات المتحدة على استعداد لاستئناف مباحثات حول امن المجال الجوي السوري. وظهرت اشكالية تأمين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكريا النزاع في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، في حين تقود الولايات المتحدة تحالفا ينفذ غارات في سوريا منذ سبتمبر 2014 ضد المتطرفين. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن وزارة الدفاع (الامريكية) تلقت ردا رسميا من وزارة الدفاع الروسية بشأن اقتراح لضمان امن العمليات الجوية في سوريا، مشيرا الى ان المفاوضات قد تبدأ الاسبوع الحالي. وغداة بدء الغارات الروسية اجرى مسؤولون كبار مدنيون وعسكريون من الجانبين مباحثات بشأن سبل تفادي وقوع حوادث احتكاك بين سلاحي جو البلدين في سماء سوريا. وشهدت العاصمة الامريكية واشنطن الجمعة مظاهرات ضد التدخل الروسي في سوريا ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالغارت الجوية الروسية وطالبوا بتوفير الحماية للشعب السوري. وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في وقت متأخر من مساء الجمعة إن الضربات الجوية الأولى التي شنتها روسيا الشهر الماضي على شمال حمص أسفرت عن مقتل 17 مدنيا على الأقل ويجب التحقيق بشأنها لرصد أي انتهاكات محتملة لقوانين الحرب.
مشاركة :