انتهازيون حققوا من خلال صراخهم وشعاراتهم وتلذذهم بخداع من يصدقونهم وينقادون خلفهم المناصب الكبيرة والأموال الطائلة على حساب الجماجم والدماء. الجماهير العربية انشغلت في المراحل السابقة بتأمين حياتها وقوتها اليومي ومستقبل أجيالها بعد أن أفنت أجيالٌ عديدة زهرة شبابها في احتضان شعارات قومية واشتراكية أوصلتها إلى أمل مسدود وجدار صلب لا يمكن اختراقه وقتها للوصول إلى مستقبل أفضل . لعل من الأجدى للجماهير العربية أن تعيد التأمل في خياراتها السياسية وألا تنساق وراء الدعايات المضللة التي يرفعها معظم الساسة لمصلحة الكرسي والسلطة ، و هو ما يفسر ركود الشارع السياسي العربي وخلوه من الأفكار المضادة الحالمة باستثناء البعض . هذا الفراغ هو ما يحيل المواجهة إلى عنف، وعنف متبادل، ولا يمكن أن يعتدل ميزان الشارع العربي دون ملء الفراغ السياسي بقوى متوازنة في طموحاتها وأحلامها . الحالة المؤلمة التي يعيشها العالم العربي تأتي في ظروف استثنائية متمثلة في الدم اليومي النازف في سوريا باستخدام السلاح بمختلف أنواعه بما فيه المحرم وهو ما ثبت استخدام النظام السوري له ضد شعبه بمساعدة خارجية من منظمات ودول . السياسة في إطارها العام هي التي تقود الطموحات وتضع التسويات دون مظلة من الجماهير العربية ذلك مما يتطلب من السياسيين العرب أن يحاولوا أو يستعجلوا ملء الفراغ السياسي في الشارع العربي لكي لا تحدث مواجهات أقوى وأشد عنفاً حتى يمكن خلق تنمية شارع عربي معتدل يؤمن بالأمن والسلام وينتج التنمية وبناء الإنسان . يقظة : الجماهير العربية التي كانت فيما مضى تهلل لأي حدث سياسي أصبحت اليوم أكثر سلبية في التعبير عن مشاعرها إزاء أي حدث سياسي مطروح في الساحة العربية . ربما مرد ذلك إلى عدة أسباب أهمها استنفاد مشاعر السخط والغضب ووصولها لمرحلة اللامبالاة والاكتئاب والألم .
مشاركة :