تطوير التعليم.. مواكبة تحديات العصر

  • 7/3/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعد التعليم في كل بلد الركيزة الأساسية للتقدم في شتى المجالات، إذ تعول عليه الدول الكثير من الآمال والتطلعات والطموحات من أجل تحقيق التقدم من خلال بناء جيل واعد يستطيع خوض غمار الحياة والوصول بمخرجاته إلى مواكبة العصر الحديث، مما يجعله مبتكراً وقادراً على التخيل والإبداع في كثير من مجالات العلم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات، مما يساعد البلاد والمجتمع في النهوض والتقدم، وتكمن أهمية التعليم بالنسبة للفرد والمجتمع أن العلم هو النور الذي يضيء حياة الفرد، فهو أساس سعادة الفرد ورفاهية المجتمع وتقدمه، فبالعلم نشأت الحضارات وتقدمت الحياة في جميع المجالات، وبذلك بات التعليم ضرورة من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها، فهو الدواء لداء الجهل والأمية، فلا سبيل لتقدم المجتمع ورقيه إلاّ بالعلم، كما أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة التي تقود الفرد لتحقيق أهدافه، بل ويجعله قادراً على الإبداع والابتكار، فلا تعود ثماره على الفرد فقط بل يمتد أثره ليشمل المجتمع بأكمله، فالتعليم هو الأساس الجوهري للتقدم الحضاري، فالفارق الوحيد بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتأخرة هي نسبة التعليم وبعدها يأتي التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتطوير في جميع المجالات. افتتاح المدارس ويؤثر التعليم على جميع نواحي الحياة بما فيها الظروف الاقتصادية، فالشخص ذو المؤهل الكفء يكون من السهل عليه تطوير مهاراته وقدراته بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، فيحصل على وظيفة تحسن من ظروف المعيشة، كما أنه يفيد الفرد كثيراً في كسب العديد من التجارب والفرص ويعمل على تحسين وعي الفرد ويغير من طريقة تفكيره مما يؤدى إلى التقدم والنجاح، وذلك كله لا يتأتى إلاّ من خلال تلقي التعليم المناسب، ومن أجل ذلك كان الاهتمام بالتعليم في بلادنا ومنذ البدايات الأولى للتأسيس سمة تميزت بها حيث كان الهم الأول للمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - منذ اللحظات الأولى في كفاحه وحتى اكتمال التأسيس هو نشر العلم وتشجيع طالبي العلم، فتم افتتاح المدارس في وقت مبكر وجرى ابتعاث العديد من الطلاب لنيل الدراسات العليا في عدد من الدول، واستمر الحال على هذا المنوال، وشهدت مملكتنا الغالية افتتاح العديد المدارس باختلاف مراحلها للبنين والبنات وكذلك المعاهد والجامعات، التي شهدت تخريج العديد ممن تسنموا العمل والتطوير حتى وصلت بلادنا ولله الحمد إلى مراكز متقدمة في التعليم ومخرجاته التي ساهمت في تقدمها وازدهارها. تميز ورقي وفي ظل رؤية المملكة 2030 فقد شهد التعليم انطلاقة جديدة إلى التميز والرقي في تطوير التعليم عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه، من أجل بناء جيل واعد يمتلك ثقافات متنوعة ومرتكزة على تعليم راسخ، وقد أولت المملكة اهتمامها بكل مراحل التعليم من تعليم عام، أو تعليم عالٍ، أو تعليم مهني، أو تعليم ذوي الإعاقة، فلم تترك مرحلة تعليمية إلاّ وقد أعطتها اهتماماً يتناسب مع حاجياتها ومتطلباتها، فعملت على تطوير وبناء المناهج وفق فلسفة تربوية رائدة تتناغم مع ديننا الإسلامي الحنيف، وتُواكب مقتضيات العصر، هذا وتهدف رؤية 2030 إلى إعداد المعلم وتطويره المهني بما يتناسب مع متطلبات معلم القرن الواحد والعشرين، وما يحتاجه من تطوير مهارات، لمواكبة مجريات التطورات الفكرية والمعرفية والتكنولوجية والصناعية. تنوع المناهج واتسمت رؤية 2030 في تطوير التعليم بالعديد من السمات، منها الشمولية: فالتعليم متاح لجميع أفراد المجتمع، من ذكور وإناث، ويضم مختلف المراحل العمرية من الحضانة إلى الدراسات العليا، كذلك يشمل التنوع في المناهج التعليمية مختلف المراحل العمرية بما يتناغم مع عقيدتنا الإسلامية وفكرنا العربي، وفق التطورات المعرفة والثورة التكنولوجية المتزايدة، كما تعطي رؤية 2030 أهمية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الدعم المناسب لهم، وتيسير مختلف السبل لتقديم العلم لهم، وتعمل رؤية 2030 على زيادة العناية بتطوير التعليم منهجاً ومعلماً وطالباً وتدريساً ومدرسة، فهي تسعى إلى أن تواكب المناهج التطورات العلمية والحضارية، كي يكون الطالب على تواصل دائم مع أي تطورات علمية ومعرفية وأي مستجدات، وتهدف الرؤية إلى إعادة هيكلة قطاع التعليم، وتؤكد الرؤية كذلك على تناغم التعليم مع مختلف اهتمامات المجتمع، ومنها تنمية الاقتصاد الوطني عبر تحويل الاقتصاد من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، إلى اقتصاد يعتمد على العقول ذات المهارة العالية والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة، كما تعزز رؤية 2030 منظومة التعليم عبر الاعتماد على المصادر الآمنة والموثوقة، والبرامج والمشروعات المعززة للفرص الاستثمارية والمولدة للفرص الوظيفية، عبر مساهمة التعليم في تطوير رأس المال البشري، وفي تحقيق متطلبات وحاجات سوق العمل. بيئة محفزة وأهداف رؤية 2030 في التعليم تُعد أحد أهم الأهداف البارزة لهذه الرؤية التي تسعى جاهدة إلى إحداث درجة غير عادية من التطوير في كافة قطاعات العلم والعمل داخل المملكة، ونظرًا إلى أن التعليم هو الفيصل الرئيس في تقدم وُرقي الأمم، فقد تم تخصيص جزء خاص وأساسي ضمن الرؤية من أجل تطوير العملية التعليمية ومواكبة كبرى بلدان العالم في هذا الشأن، وعند إعلان خطة التحول الوطني 2020 شاركت وزارة التعليم بإعلان ثمانية أهداف استراتيجية كان في مقدمتها إتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح الطلاب، وترسيخ القيم الايجابية وبناء شخصية مستقلة لأبناء الوطن وتزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لمواءمة احتياجات سوق العمل المستقبلية، وكان من ضمن الأهداف الاستراتيجية كذلك تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار، وتطوير المناهج وأساليب التعليم وتعزيز القيم والمهارات الأساسية للطلبة، التي ترتبط بهدف الرؤية 2030، ولمواكبة تلك الأهداف أطلقت وزارة التعليم عدة مبادرات لأداء الدور المنوط بها لتحقيق أهداف الرؤية، حيث تقدمت وزارة التعليم بعدة مبادرات تطويرية تتوافق وخطة المملكة للتحول الوطني والتي كان من أبرزها مبادرة التحول نحو التعليم الرقمي لدعم تقدم الطالب والمعلم، كذلك تم طرح مبادرة تحويل التعليم إلى عملية تتمحور حول المتعلم لتنمية قدراته لمواجهة تحديات الحياة، ومبادرة العمل على تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار. أسلوب حديث ويعتبر التعليم الالكتروني أو الرقمي أسلوباً حديثاً من أساليب التعليم توظف فيه التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وبأقل جهد، لتحقيق أكبر فائدة، ويعد من أسرع النظم التعليمية تغيراً وتطوراً، حيث كان التعليم وحتى عام 2000م يتم في فصول تتطلب الوجود المكاني للطلاب مع معلمهم الذي يسير العملية التعليمية وذلك الوجود المكاني للمعلم مع طلابه يعتبر شرط ومتطلب لا جدال فيه، ولم يكن يعتد بأي طريقة تدريسية أخرى بذلك الوقت، ومنذ دخولنا عالم الانترنت أصبح كل ذلك من الماضي، حيث إن وتيرة التعلم الالكتروني المتسارعة أصبحت تفرض نفسها على المجتمعات كصناعة معرفية سريعة النمو والتطور، وبوجود حلول تعليم الكترونية اقتصادية، ومع وفرة الحواسيب والانترنت أصبح كل ما نحتاج إليه هو أداة تعليمية تقنية يصاحبها استراتيجيات تعليمية حديثة تسهل التعليم افتراضياً في أي وقت ومن أي مكان. ثلاثة فصول وأعلن وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ مؤخراً عن التقويم الدراسي الجديد لعام 1443هـ للتعليم العام، متضمناً تطوير المناهج والخطط الدراسية، والفصول الثلاثة، وما يتبعها من تطويرات إضافية، عاداً تلك العناصر هي المفاصل الحيوية للتطوير لمواكبة ومنافسة أفضل الممارسات العالمية، وتحقيق مستهدفات تنمية القدرات البشرية، ورؤية المملكة 2030، وأفاد وزير التعليم أن التقويم الدراسي سيكون بنظام ثلاثة فصول بدلاً من فصلين دراسيين، على أن يتكون كل فصل دراسي 13 أسبوعاً، لافتاً إلى أن التقويم الدراسي الجديد يتضمن 12 إجازة أثناء العام الدراسي، وفي كل فصل دراسي هناك إجازات نهاية أسبوع مطولة، وكذلك إجازة بين كل فصل وآخر، وأضاف أنه سيتم من العام الدراسي المقبل تطبيق خطط دراسية مطورة تتسق مع متطلبات مرحلة تطوير المناهج، وإدخال مناهج جديدة، من خلال رفع كفاءة الأوزان النسبية، مبيناً أنه سيتم تضمين مواد جديدة، وتطوير المناهج وتقديم تدريس مواد أخرى بناءً على احتياج كل مرحلة وفصل دراسي. وأشار وزير التعليم إلى أنه على مدى عامين من العمل المتواصل في وزارة التعليم، وبناءً على دراسات متأنية قامت بها فرق متخصصة؛ تم التوصل إلى نتيجة رئيسة من أن نظام التعليم الحالي يحتاج إلى تطوير حقيقي وعميق، موضحاً أن نتائج المملكة في الاختبارات الدولية حالياً أقل من المنخفض، كما أن الفجوة بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية تصل إلى 4 سنوات، ولا يمكن معالجة تلك التحديات بأدوات لم يعد لها تأثير، ذاكراً أن المقارنات مع الدول المتقدمة تعليمياً تشير إلى وجود فجوة بين النظام التعليمي في المملكة وبين تلك الدول في عدد الأيام الفعلية للدراسة. خطط تطويرية وقالت وزارة التعليم: إن خطتها لتطوير المناهج للعام الدراسي المقبل تتضمن العديد من المناهج الجديدة والمبتكرة التي ستسهم في مواكبة خطط المملكة التطويرية في المجال التعليمي لتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية والانتماء الوطني والتنافسية العالمية، ومن المبررات الأساسية لتطوير الخطط الدراسية والمناهج أيضاً مواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتقديم مناهج متطورة تدعم اكتساب الطلاب مهارات القرن الحادي والعشرين والإعداد لوظائف المستقبل، وكذلك إعداد الطلاب لامتلاك مقومات الاقتصاد المعرفي، والمناهج الجديدة هي: التربية البدنية والدفاع عن النفس بدءاً من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث المتوسط وتطوير مناهج لذلك، ومادة التفكير الناقد للصفين الثالث المتوسط والأول ثانوي وتطبيق مناهج جديدة، ومادة المهارات الرقمية بدءاً من الصف الرابع الابتدائي وتطبيق سلسلة عالمية جديدة، ومادة المهارات الحياتية والأسرية بدءاً من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث المتوسط في مناهج موحدة ومطورة للبنين والبنات، وكذلك تطوير مناهج الدراسات الإسلامية في كتاب واحد مع المحافظة على الأهداف التعليمية لكل صف، وتطوير مناهج الدراسات الاجتماعية، وإثراء قيم المواطنة وتعزيز الشخصية الوطنية. الاستعانة بالتقنيات في التعليم مبان مدرسية نموذجية المناهج الدراسية محل تطوير مستمر رؤية 2030 ركزت على أهمية تطوير التعليم مناهج دراسية جديدة لمواكبة العصر الحديث إعداد: حمود الضويحي

مشاركة :