العدوان «الحوثي» على مأرب ينذر بكارثة إنسانية

  • 7/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكتف ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بعرقلة الجهود الإقليمية والدولية التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة لتهدئة الأوضاع في اليمن، بل عَمَدت لتصعيد عملياتها العدوانية على الأرض، خاصة فيما يتعلق بالهجوم الذي تشنه منذ مطلع فبراير الماضي، للاستيلاء على محافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية. وأدى التصعيد الحوثي العدواني، لانهيار الهدوء النسبي الذي ساد الأوضاع الميدانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل مساعٍ قامت بها الأمم المتحدة والإدارة الأميركية وكذلك عُمان، لإجبار الميليشيات الانقلابية على الجلوس على طاولة التفاوض، والقبول بالمبادرات السلمية المطروحة لتسوية الأزمة اليمنية، وعلى رأسها المبادرة التي أعلنتها السعودية قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وقال محللون غربيون إن احتدام القتال من جديد في مأرب، يثير مخاوف من وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق في هذه المحافظة، التي تؤوي مليون يمني تقريباً، نزحوا إليها فراراً من المعارك التي وقعت في مدنهم وبلداتهم الأصلية، خلال الحرب المتواصلة في البلاد، منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء عام 2014. وأشار المحللون إلى أن القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تعتبر أن الهجوم الحوثي على مأرب، يمثل التهديد الأخطر لجهود وقف الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين، وجعلت نحو 80% منهم، يعتمدون بشكل شبه كامل تقريباً على المساعدات الإنسانية الدولية، وذلك في غمار ما تصفه الأمم المتحدة بـ«الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم». وفي تصريحات نشرها موقع «ميدل إيست آي» الإلكتروني، أبرز المحللون الغربيون الخسائر الجسيمة التي تكبدتها الميليشيات الحوثية في معارك مآرب، خلال الأيام القليلة الماضية، في ضوء تقديرات تفيد بمقتل أكثر من 80 من مسلحيها جراء القتال. ونقل الموقع عن مصادر يمنية مطلعة قولها إن الهجمات الحوثية الأخيرة، التي نُفِّذَت من ثلاثة محاور بغرض الاستيلاء على المعقل الأخير للحكومة الشرعية في شمال البلاد، فشلت في اختراق الدفاعات الحكومية المدعومة بغطاء جوي، يوفره تحالف دعم الشرعية في اليمن. ويعتبر الحوثيون أن بسط سيطرتهم على مأرب، الغنية بموارد الطاقة والواقعة على بعد نحو 170 كيلومتراً من العاصمة صنعاء، قد يشكل نقطة انطلاق لهم للسيطرة على مناطق أخرى في جنوب وشرق اليمن، كما سيعزز موقفهم في أي محادثات محتملة، وهو ما دفعهم لإجهاض الجهود المكثفة التي بُذِلَت على مدار الأسابيع الماضية لتهيئة الأجواء لإطلاق عملية تفاوضية، من شأنها إنهاء معاناة ملايين اليمنيين. ويتزامن التصعيد الحوثي على الأرض في مأرب، مع تكثيف الهجمات على المنشآت النفطية والمدنية السعودية، بالطائرات المُسيّرة والصواريخ، إلى حد إطلاق الميليشيات الانقلابية الأسبوع الماضي، 17 طائرة من دون طيار على المملكة في يوم واحد. ولا يكترث الحوثيون في هذا الصدد بالتحذيرات الأممية، من أن اليمن بات على شفا مجاعة قد تكون الأسوأ في العالم بأسره منذ عقود، بفعل تواصل المعارك التي تعرقل وصول المساعدات الإغاثية إلى الكثير من مناطق البلاد، وذلك بالتزامن مع تفشي وباء كورونا، الذي فاقم الضغوط الواقعة على كاهل القطاع الطبي، والوكالات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية.

مشاركة :