الحرب في إثيوبيا تدخل منعطفا خطيرا مع سقوط تيغراي

  • 7/3/2021
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب في إثيوبيا تدخل منعطفا خطيرا مع سقوط تيغراي أديس أبابا – دُهش العالم في مطلع الأسبوع لمرأى المقاتلين المتمردين يستعيدون ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي الذي دمرته الحرب في أقصى شمال إثيوبيا، فيما أطلق قادتهم تصريحات طنانة واحتفل مؤيدوهم بعودتهم في الشوارع. حدث ذلك بعد سبعة أشهر بالتمام من خروج هؤلاء المقاتلين من الإقليم أمام تقدم الجيش الفيدرالي بأمر من رئيس الوزراء آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي يجد نفسه الآن غارقًا في حرب قبيحة. وعلى الفور أعلنت حكومة آبي أحمد وقف إطلاق النار من جانب واحد، بينما واصل المتمردون تقدمهم وسيطروا على معظم أراضي تيغراي. وبالتزامن مع عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أول اجتماع علني له بشأن النزاع يفكر قادة العالم في ما سيحدث بعد ذلك وما إذا كان يمكن تجنب أسوأ السيناريوهات الإنسانية. وأرسل آبي أحمد قواته إلى تيغراي في نوفمبر الماضي قائلا إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات استهدفت معسكرات للجيش الفيدرالي وشنتها قوات جبهة تحرير شعب تيغراي الحزب الحاكم سابقًا في الإقليم. وفي الأسابيع الأولى من القتال واجه الجيش القليل من المقاومة فدخل البلدات والمدن بما في ذلك ميكيلي، مما دفع آبي إلى إعلان النصر قبل نهاية ذاك الشهر. ورغم ذلك لم تحقق القوات الفيدرالية الأهداف المعلنة للعملية بالكامل وهي اعتقال ونزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيغراي. وتمكنت قوات تيغراي من إعادة تجميع صفوفها، مستمدة قوتها من تأييد سكان الإقليم لشن حرب تمرد فعالة، وهو ما اعترف به آبي أحمد نفسه في خطاب ألقاه الثلاثاء قائلا “عندما مر الجيش بقرية من دون أن يشهد أي تحرك للعدو، جاء عدد كبير من الناس فجأة من الخلف وهاجموا الجيش وذبحوا جنوده مستخدمين الكلاشينكوف أو حتى السواطير”. وشن المتمردون، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم قوات دفاع تيغراي، هجومًا مضادًا كبيرًا الشهر الماضي تزامن مع الانتخابات الوطنية التي من المتوقع أن تمنح آبي أحمد نصرًا يؤهله للبقاء في السلطة لولاية جديدة. وأسفر الهجوم المضاد الخاطف، الذي سُمي عملية ألولا على اسم جنرال من تيغراي اشتُهر في القرن التاسع عشر، عن مكاسب هائلة في غضون أيام. ولم يكن مفاجئًا أن تروج قوات دفاع تيغراي الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة كدليل على تفوقها في ساحة المعركة. لكن هذا الأسبوع حاول آبي أحمد ومسؤولون كبار آخرون التقليل من وطأة انسحاب الجيش. وقال آبي أحمد إن ميكيلي “فقدت جاذبيتها كمركز مهم” ولم تعد تستحق الاحتفاظ بها. وقال رضوان حسين، المتحدث باسم فرقة عمل تابعة للحكومة الإثيوبية معنية بالنزاع، إن المتمردين “ما عادوا يشكلون تهديدا وجوديا لرفاهية الأمة”، وأصر على أن إثيوبيا بحاجة إلى التركيز على التحديات الأمنية الأخرى. وأكد وليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، أن مثل هذه التصريحات تبدو “مبررات لحفظ ماء الوجه. كانت الحرب بلا شك عبئا على الحكومة الفدرالية. نعم، لديهم أشياء أخرى يرغبون في التركيز عليها. لكنني أعتقد أن الانسحاب يأتي تعبيرا عن موقف ضعف”. وأضاف أنه في الوقت نفسه من المحتمل أن قوات دفاع تيغراي بالغت في تضخيم حجم الضرر الذي ألحقته بالقوات الفيدرالية. وعلى امتداد النزاع الذي دام ثمانية أشهر اعتمد آبي أحمد على القوة النارية من إريتريا المجاورة التي دخلت قواتها تيغراي من الشمال، وعلى قوات منطقة أمهرة الإثيوبية التي هاجمته من الجنوب. وحتى الآن لم تعلق حكومة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي على إعلان وقف إطلاق النار في إثيوبيا، فالإريتريون ضالعون في بعض المذابح الأكثر فظاعة في الحرب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طلبا منهم مرارًا الخروج من إثيوبيا. وقال رضوان هذا الأسبوع إنهم فعلوا ذلك، وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الخميس بأنهم “انسحبوا من تيغراي” بأعداد كبيرة متجهين نحو الحدود بين إثيوبيا وإريتريا. ووصف غيتاتشو رضا، المتحدث باسم قوات دفاع تيغراي، هذا الأسبوع إعلان الحكومة الفيدرالية عن وقف إطلاق النار بأنه “مزحة”، وقال إن المتمردين مستعدون لمطاردة الإريتريين حتى أسمرة إذا لزم الأمر من أجل “تأمين تيغراي”، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر يكتسي أولوية قصوى بالنسبة إليهم. وبدلاً من ذلك، على الأقل في المدى القريب، قد يركزون على قوات أمهرة التي ضمت أجزاءً من غرب وجنوب تيغراي ولم يصدر عنها ما يشير إلى أنها ستنسحب منها. وقال دافيسون “يبدو من غير المرجح أن تتبنى قوات دفاع تيغراي أي وقف لإطلاق النار على مستوى الإقليم بينما ما زالت قوات أمهرة موجودة هناك”. ومع توقع استمرار النزاع يبدي المجتمع الدولي بشكل متزايد خوفا على الوضع الإنساني الأليم في تيغراي حيث تقدر الولايات المتحدة أن 900 ألف مدني “على الأرجح يعانون بالفعل من المجاعة”. وأكدت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الخميس تدمير جسر رئيسي يسمح بدخول المساعدات إلى تيغراي، مما زاد المخاوف من حصار محتمل. وقالت الأمم المتحدة إن تقارير تلقتها تفيد بأن قوات أمهرة الخاصة هي التي نسفت الجسر، لكن الحكومة ألقت باللوم الجمعة على قوات تيغراي.

مشاركة :