رغم كل الميزانيات الهائلة التي ترصدها الدولة، وتحديداً على قطاع الخدمات المتعددة، إلا أننا ما زلنا ــ وبعد قرابة 10 سنوات من الميزانيات القياسية في عهد خادم الحرمين الشريفين ــ نتحدث عن استكمال البنية التحتية. مشاهد التكدس المروري في الرياض مثلا أو في مدن كالدمام وجدة أو الخبر مثلا.. جعلتنا نجهر الصراخ حول جدوى الخطط المستقبلية التي يبدو أنها ظلت عاجزة عن استيعاب أي حسابات للتوسع العمراني أو التكدس البشري بحكم متطلبات التنمية والنهضة المتتالية، وتضعها كلها في مهب الريح. لقد شاهدت بأم عيني، كيف أن نفقاً واحداً في الدمام مثلا لا يتجاوز طوله 500 متر وآخر في الرياض يستغرق سنوات لبنائه، فيما لا يستغرق الأمر أشهراً معدودة في أي مكان آخر، ليس هذا فقط بل كيف يتم إغلاق النفق عدة مرات لوجود عيوب في التصميم أو التنفيذ، ويتم الحديث عن الشركة المنفذة أو المقاول لتحميله العبء. عواصم شغلت خدمة القطارات السريعة بينما نحن لا نزال نتحدث عن خط القطار الوحيد لدينا من الدمام للرياض منذ عقود، وكل أحاديثنا عن ربط مدن وأقاليم المملكة حديدياً لا تزال مجرد كلام أو مشاريع معلقة بانتظار الفرج، وحتى هذا الخط لا يسلم من الشكاوى والانتقادات الحادة بفعل الحوادث أو التأخير وعدم الانضباط. المرور في العاصمة الرياض رغم اتساع شوارعها وامتداد طرقها السريعة أسطورة حية تشكو الفوضى ولا حلول ناجحة تخفف الازدحام الكبير والحوادث المروعة والثغرات المرورية المتزايدة التي تجعل من قضاء مشوار لإنجاز مصلحة واحدة كفيلا بعذاب يوم كامل ليتم تحميل المسؤولية لتزايد الكثافة السكانية وكأننا لم نعمل حساباً ليوم قد يأتي غداً نكتشف فيه هذه الأوجاع والهموم. كل مسؤولي الخدمات لدينا مع احترامي الشديد لهم يعطوننا مسكنات فقط ويتحدثون بصيغة مستقبل موعود لا نرى من خططهم شيئاً على الأرض لأن المشكلات هي هي بشحمها ولحمها وكل حجتهم أننا لا نزال نستكمل البنية التحتية؟ ** وخــــــــــزة!! أعظم جهاز لتدمير الوقت هو المال.
مشاركة :