أكد مهتمون في الشأن الإيراني وشؤون الخليج العربي أن النظام الإيراني مارق ولا يحترم القوانين الدولية، ويعتمد على إثارة النزعة الطائفية وتصدير الإرهاب الدولي، ويمول تلك المشاريع الفتاكة بالمتاجرة في المخدرات وكافة صنوف الممنوعات وذلك بهدف الفتك بالدول العربية والإسلامية وكذلك نشر المذهب الطائفي. المخدرات والعملات المشفرة سبل احتيال طهران لتمويل الجرائم وخلق المنظمات المتطرفة وحول ذلك قال رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن فيصل الفيفي: "النظام الإيراني لا يحترم القوانين الدولية، ويصدر النزعة الطائفية، نظام الملالي يتغلغل في الدول للتدخل في شؤونها الداخلية، وها هو يتسبب في دمار اليمن بعد أن دمر العراق وسورية ولبنان وفلسطين، يصدر الإرهاب والمخدرات لزعزعة استقرار الدول وأمنها تحت شعار تصدير الثورة تصدير الإرهاب". فيما أكدت المحامية والمختصة في شؤون الأمن القومي الأميركية إيرينا تسوكرمان بأن التأثير الاقتصادي على المنطقة جراء توسيع شبكة تجارة المخدرات من قبل إيران والميليشيات التابعة لها، ولذلك يصمم الحوثيون أسلوب حكمهم وإدارتهم الاقتصادية على غرار حزب الله، الذي يتبع بدوره قيادات إيران مباشرة، ويعتمد النموذج بشكل كبير على الاتجار بالمخدرات، وأشكال أخرى من الجرائم كشكل من أشكال جمع الأموال لأهداف الحرب والإرهاب، وينتج عن ذلك فساد واسع، يستنزف موارد الناس، ويخلق اقتصادات الظل والتوزيع الفاسد، ويؤدي إلى مشكلات البنية التحتية. وأضافت "الميليشيا والموالون لها يستولون على السلاسل الغذائية، ويهاجمون الخزائن اليمنية بحثًا عن مكاسب شخصية ومكاسب تتعلق بإيران، تاركين بقية الشعب في حالة مجاعة وفقر حاد". وبينت أن الحوثي ترك اقتصاد المناطق التي يسيطر عليها في حالة من الفوضى، ويعتمدون على الهيكل المصرفي لمخططات فاسدة من أجل المضي قدمًا وتمهيد الطريق لعائلاتهم لتولي السلطة، وسعت الميليشيا إلى تهريب المخدرات لليمنيين في الداخل والخارج. وذكرت أن شحنات المخدرات من اليمن التي اعترضها التحالف العربي متجهة إلى المملكة العربية السعودية كانت من الممكن أن يتم نشرها بين مجتمعات اليمنيين وعموم السكان في محاولة لإفسادهم وإضعافهم. وشددت على أن الحوثيين هم السبب في انتشار الإرهاب والمخدرات، وأصبحت المناطق التي يسيطر عليها تحت خط الفقر، وأدى انتشار المخدرات من قبل الحوثي إلى تدمير المجتمعات والاقتصادات المحلية، علاوة على ذلك فهي طريقة فعالة لتجنيد الاتباع الساذجين أو الساخطين، الذين يصبحون بعد ذلك مدمنين ويتجاهلون مصالحهم الخاصة، ويزداد تطور الحوثيين في قدراتهم الاستخباراتية والعسكرية، حيث يستخدمون هذه الوسيلة للابتزاز في التجنيد. بدوره أوضح رئيس المركز اليمني - الهولندي لحقوق الإنسان ناصر القداري عن الآثار والعواقب من استغلال تلك السلع (المخدرات) كموارد دخل للجماعات المسلحة، وأكد بأن منفذ الشلامجة وميناء أم القصر الحدوديين بين العراق وإيران، أنهما أخطر منفذين لتهريب المخدرات، وأن النظام الإيراني وتنظيم حزب الله الإرهابي لا يتوقفان عن تطوير تجارة وتهريب المخدرات إلى كافة الدول، وتم ضبط مؤخرا 16 كيلو من المخدرات المهربة من إيران عبر شحنه سمك إلى الكويت، وكذلك تم ضبط 2.5 مليون حبة كبتاغون مهربة داخل شحنة رمان قادمه من لبنان، كما تم ضبط شحنة هيرويين قادمة من إيران باتجاه بلغاريا بقيمة إجمالية بلغت 22 مليون دولار. وقال القداري: "تهريب المخدرات من إيران إلى جماعاتها والمواليين لها في كل مكان وبما فيهم ميليشيات الحوثي لتخدير اتباعها، والزج بهم في ساحات معارك نيابة عن إيران ونكاية في خصومها، وسبق أن تم العثور على حبوب كبتاغون وأنواع مخدرة أخرى لدى أسرى وقتلى مواليين للحوثيين". ولفت إلى أن الميليشيا ارتكبت جرائم بحق أبناء الشعب اليمني لن تغتفر ولن تنسى، كحادثة (الأغبري) ومحاولة اغتيال محاميه مؤخراً، وجريمة تجنيد الأطفال حيث تميزت بها الميليشيات في اليمن، وتعلن عنها وبكل وضوح في مسيراتها وأنشطتها وفعاليتها. كما لا ننسى جرائم غسل الأدمغة التي تتم في المعسكرات الصيفية، ونشر ثقافة التعنصر وحب الذات. من جانبه ذكر رئيس البيت الاوربي - اليمني لحقوق الإنسان منصور الشدادي أن سياسة النظام الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار، وقال: "منذ وصول نظام الملالي للحكم بعد الثورة الإيرانية في العام 1979، كان هناك عاملان رئيسان يشغلان النظام الإيراني، العامل الأول يتمثل في كيفية الحفاظ على النظام وبقائه، وبالتالي قمع أي تهديد داخلي ممكن أن يشكل خطر للنظام، والعامل الآخر هو كيفية تصدير الثورة واتباع استراتيجية واضحة المعالم والهدف مكشوف للجميع، وتعتمد هذه الاستراتيجية على الدعم السياسي والمالي، ثم الانتقال بعد ذلك للدعم العملياتي بعد ثورات الربيع العربي للجهات الفاعلة، والتي تتكون في معظمها من ميليشيات متمردة تختلف مع حكوماتها سواءً سياسياً أو إيدلوجيا وأحياناً مناطقياً". وبين الشدادي أن إيران تُنشئ لها أذرع، والبعض الآخر شركاء طارئون تستغلهم بعوامل عديدة لجلبهم تحت الرداء الخميني، وبالتالي الاستفادة منهم في ما يحقق أهداف تصدير الثورة، والمهندس الرئيس لهذه الاستراتيجية هو فيلق القدس، الذي تتمثل مهمته في تنسيق ودعم عمل الميليشيات، بالإضافة إلى ذلك لعبت بعض الجماعات الإرهابية كحزب الله اللبناني ومنظمة بدر العراقية دورًا نشطًا في هيكلة الشبكة شبه العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط، بعد أن حققت نجاحات لا يمكن إنكارها في سورية ضد الثوار والمقاومة السورية لنظام بشار الأسد، وفي العراق تحت غطاء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي الموالي لإيران، وحتى في اليمن تحت ذريعة المطالب الاجتماعية والاقتصادية، ثم الانتقال للعمل وتحقيق مكاسب، على الرغم من وجود احتجاج سياسي واجتماعي متنامٍ يدين هذه الميليشيات والجرائم التي تركبها، وهذه الميليشيات تبقى المتحكم الأكبر في عرقلة الأمن والفوضى السياسية والعسكرية والاقتصادية للبلدان المتواجدة فيها، والدوافع الطائفية هي أحدى المحركات للنهج الإيراني، بحيث تقوم على تقديم الدعم لمن تضمنهم حلفاء، وغالبيتهم من الميليشيات أو الفصائل المسلحة الشيعية، وتقدم إيران هذا الدعم وتبرره كمساعدة للمضطهدين في المنطقة. ولفت إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى تعقيد كبير في العلاقات السياسية والاقتصادية التي تكمن وراء الصراعات المنتشرة في المنطقة، وأظهرت بوضوح كيف تتقمص إيران الدور وتستغل الفرص المتاحة لها في زعزعة الأمن واستدامة "الصراعات الأساسية. وشدد على الدول العربية واللاعبين الأساسيين في منطقة الشرق الأوسط على اتخاذ سياسة تحصينيه واستراتيجية هجومية لمواجهة الدور الإيراني.
مشاركة :