جاسم العبيدلي: مسابقات الشعر.. فرصة ذهبية للشاعر

  • 7/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشعر القديم.. وسائل التواصل الاجتماعي.. مسابقات الشّعر النبطي.. التفرّد وثقافة الشّاعر، جميعها أمور يهتمّ بها ويؤكّدها الشاعر الإماراتي جاسم العبيدلي الذي يرى أنّ الشعر هو مشروع جاد وله مدارس وتوجّهات وخطّ سير ينبغي الإخلاص له، خاصّةً وأنّ المهرجانات كفيلة بعرض منتوج المبدعين على الجمهور لتكريس مسيرة الشّاعر والتعريف بما لديه من إبداع. على أنّ هذه الفرص في المسابقات والمواسم الشعريّة إن لم يكن هناك ما يوازيها من جهد وكفاءة وصوت مقنع في القصيدة، فإنّها ستكون بحسب العبيدلي مشاركات عارضة لا أكثر، فكم من شاعر كانت انطلاقته الأولى والواثقة من هذه المنصّات، وفي المقابل هناك شعراء لم يستفيدوا من فرص ذهبيّة أقامتها الدّولة من تظاهرات شعريّة ومسابقات مهمّة، مثل «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، وغيرها. جاسم العبيدلي جاسم العبيدلي إلهام وإبداع ويضيف العبيدلي إلى ذلك شرط الموهبة وأن يكون الشاعر مطبوعاً أو شغوفاً بالقصيدة وعارفاً بأساسياتها في شكلها ومضمونها، عارضاً لتجربته الشخصيّة في نشوئه الشعري في بواكير عمره، ليقوم بتثقيف نفسه من خلال تجارب الشعراء والاستماع إليهم والاطلاع المستمر على جديد المنتديات، وخصوصاً المنتديات الإلكترونيّة، فيشارك في أمسيات عديدة تكسبه نضجاً ومعرفةً جديدة، وتهيأه لأن يكتب مقالات عن الشعر والأدب والنقد في الصّحف والمجلات. وقد تكون القصائد التي تؤثّر على الشاعر في عملية الإلهام الإبداعي هي قصائد مجهولة المصدر، كما يقول العبيدلي، أو قصائد قديمة وحاضرة أو تستفزّ وجدانه، فيلجأ إلى الكتابة، ولهذا فإنّ أشعاره تتوزّع على مواضيع الوقوف على الأطلال وحبّ الوطن والمرأة والصحراء والطبيعة، وهو ما يؤكّد على أنّ الشاعر يتفاعل مع محيطه ويقرأ مفرداته ويتأثر بكلّ ما يجري حوله من أحداث. ويسعى العبيدلي إلى أن تكون للمبدع بصمته الخاصّة، وألا يكون تكراراً أو اجتراراً لما يقوله الآخرون، على أهميّة أن يستلهم ما يقولون ويعيه ويتأثّر به، فهناك خطّ معيّن للشاعر لا بدّ وأن يظهر من خلال الابتكار وهضم كلّ الحصيلة الثقافية والإبداعيّة على الساحة الشعرية. نافذةً للشعراء وحول ما هو سائد في ترويج الشعراء على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد العبيدلي أنّ هذه الوسائل صنعت نجوماً، إذ باتت نافذةً للشعراء على عالمهم وتؤثّر بشكل كبير على المجتمعات وجمهور التلقي بشكل واسع، ولكنّه يشترط للنجوميّة في هذا المجال أن يحسن الشعراء استثمار هذه النافذة وإقناع الأصدقاء والجمهور والمؤسسات بالإبداع، وإلا فإنّها تشكّل خسارةً من رصيد الشعراء إن لم يضيفوا إلى تجربتهم شيئاً أو يقدّموا ما يعبّر عن حضورهم كشعراء مبدعين في عين الجمهور والناس، ومثل ذلك يكون في المسابقات الشعرية التي لم يستفد منها شعراء أصحاب تجربة، في حين أنّ كثيرين من الشعراء المغمورين ظهروا من خلالها وباتوا محط شهرة وحضور. يقرأ العبيدلي الشعر الفصيح والنبطي، ويتخيّر المدارس الشعريّة التي تثري ذائقته وتلبي رغبته الإبداعيّة، ولذلك فهو مهتم بمدارس النبط القديم تحديداً مع عدم إنكاره المدارس الحديثة في الشعر وتقنياتها، مثلما يقرأ أشعار أبو الطيب المتنبي وشعراء المعلقات مثل عنترة وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد وزهير، ويهتم كثيراً بشعر الحكمة في اللونين الفصيح والنبطي، مؤكّداً غنى الساحة الإماراتيّة والخليجيّة بالشعر النبطيّ الذي أثّر في مشواره الإبداعي. يؤمن العبيدلي بأنّ أمام الشاعر تحديات كثيرة، وأنّ ثقافة الشعراء دائماً ما ترفدهم بالمزيد وتعزز من مقدرتهم وتكوّن لديهم مخزونهم نحو التميّز والبصمة الإبداعية، لافتاً إلى أنّ من التحديات الصعبة على الشاعر الحقيقي أن يرى شعراً لم يستوف متطلباته أو يحقق الذائقة الشعرية، فيختلط الغثّ والسمين في مشهد لا بدّ وأن يفرز الشاعر من غير الشاعر في نهاية المطاف.

مشاركة :