احتشد مئات آلاف المتظاهرين اليوم (السبت) في برلين للاحتجاج على مشروع اتفاق للتبادل الحر تجرى مناقشته في الوقت الراهن بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكذلك بين الاتحاد الأوروبي وكندا. والتقى المتظاهرون أمام محطة القطار الرئيسة في العاصمة الألمانية تلبيةً لدعوة من عدد كبير من الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والبيئية الرافضة للعولمة والمدافعة عن المستهلكين. وقال منظمو التظاهرة إن "ربع مليون شخص شاركوا في التظاهرة للتعبير عن رفضهم اتفاق التبادل الحر"، والذي ستجرى الجولة الثانية من المفاوضات في شأنه أواخر تشرين الأول (أكتوبر) في ميامي (فلوريدا) ويستهدف إلغاء العوائق الجمركية والتنظيمية بين الولايات المتحدة وأوروبا. وقال مدير "حركة حقوق المواطنين" (كومباكت) كريستوف بوتس للمحتجين في كلمة ألقاها "هذه أكبر تظاهرة احتجاج شهدها هذا البلد منذ سنوات كثيرة". وقدر ناطق باسم الشرطة أن مئة ألف شخص يشاركون في التظاهرة التي لم تشهد أي اضطرابات حتى الآن، وانتشر ألف من رجال الشرطة فيها. وتجرى مناقشة اتفاق مماثل هو الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل بين الاتحاد الأوروبي وكندا. ويتخوف معارضو هذه الاتفاقات من أن تؤدي الى رفع شامل للقيود وتراجع مجال تحرك الحكومات. وكان عدد كبير من المشاركين في التظاهرة ملثمين فيما زين آخرون شعرهم بالزهور. وحمل المتظاهرون يافطات كتب عليها شعارات، من بينها "أوقفوا اتفاق التبادل الحر" و"حرية تحرك ديموقراطي بدلاً من اتفاق للتبادل الحر" و"اتفاق التبادل الحر ليس الوسيلة الناجحة" و"اتفاق التبادل الحر مؤشر الى الغرق المناخي". وسيكون الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا الذي يجرى التفاوض في شأنه منذ العام 2013، إذا ما أبصر النور، الأوسع في العالم. ويريد الطرفان أن يتوصلا إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما العام المقبل، لكن العقبات كثيرة وخصوصاً معارضة الرأي العام في بعض البلدان الأوروبية ولاسيما ألمانيا.
مشاركة :