تروي صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، ونشرتها مجموعة إسرائيلية الأسبوع الماضي «حكاية مختلفة» عن وقوع إضرار بالغة في مصنع أجهزة الطرد المركزي الذي تعرض لهجوم بطائرة درون الشهر الماضي في ضواحي مدينة كرج، غرب العاصمة طهران. ونفت إيران وقوع خسائر في الهجوم، وقالت وكالة «نور نيوز»، المنبر الإعلامي للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن الأجهزة الأمنية أحبطت عملاً تخريبياً استهدف مبنى تابعاً لمنظمة الطاقة الذرية بطائرة درون. ونشر موقع «إنتل لاب»، على حسابه على «تويتر»، 3 صور من الموقع، وقال إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت مطلع هذا الشهر «تروي قصة مختلفة». وتظهر إحدى الصور في صالة يبلغ وسعها 40 متراً لوناً أسود ناتجاً عن حريق. وغداة الهجوم، قبل 10 أيام، كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أفادت بأن المصنع أحد مراكز التصنيع الرئيسية لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في منشأتي فردو ونطنز لتخصيب اليورانيوم. وقال مصدر مطلع إن «طائرة الدرون أقلعت على ما يبدو من داخل إيران من موقع غير بعد عن المصنع». وجاء الهجوم على الموقع الذي سمي «تسا» أو «طابا» بعد شهرين من انفجار هز منشأة نطنز، وعطل عدداً كبيراً من أجهزة الطرد المركزي. وقالت «نيويورك تايمز» الشهر الماضي إن مصنع «تسا» جرى تكليفه باستبدال أجهزة الطرد المركزي المدمرة في نطنز. وتعد قدرات إيران على تطوير وتصنيع وتشغيل أجهزة الطرد المركزي التي تقلص بشكل كبير الوقت المطلوب لتخصيب كمية تسمح بإنتاج قنبلة نووية من بين نقاط التفاوض المحورية في المفاوضات الجارية في فيينا منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي لإحياء الاتفاق النووي. وشبهت «نيويورك تايمز» الهجوم على موقع «تسا» بهجوم بطائرة درون على موقع لـ«حزب الله» اللبناني في أغسطس (آب) 2009، دمر جزءاً حيوياً من قدرات إنتاج الصواريخ الدقيقة لدى الحزب. وجاء نشر الصور بفارق زمني ضئيل عن تعرض سفينة شحن يشارك إسرائيليون في ملكيتها لهجوم بينما كانت تتجه إلى الإمارات. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء السبت، إن المسؤولين العسكريين يحاولون التأكد مما إذا كانت القوات الإيرانية ضالعة في الهجوم. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إنه ربما أصيبت السفينة بصاروخ، فيما أشار مسؤول في الأمن القومي الإسرائيلي لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه يعتقد أن السفينة تعرضت لهجوم من قبل طائرة درون أو قوات كوماندوز بحري إيراني. وأبلغ مسؤولون أميركيون وإسرائيليون «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة زودت السفن الإسرائيلية في الخليج العربي والمناطق المجاورة بمرافقة، وأصدرت تحذيرات بشأن نوايا إيرانية لمهاجمتها منذ أن بدأت السفن التي لها علاقات مع إسرائيل تتعرض لإطلاق النار في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين. وقال مسؤول استخباراتي إن آخر تحذير أميركي من هجوم إيراني محتمل صدر في 31 مايو (أيار)، وهو اليوم الذي تولى فيه ديفيد (دادي) برنيع، الرئيس الجديد لجهاز الموساد الإسرائيلي، مهام منصبه. وفرضية الهجوم بطائرة درون ليست مستبعدة. فالأسبوع الماضي، أعلن قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، أن إيران لديها «طائرات مسيرة يبلغ مداها 7 آلاف كيلومتر، وبإمكانها التحليق والعودة (لقواعدها)، والهبوط في أي مكان مقرر لها الهبوط فيه». ولفتت «القناة 12» الإخبارية الإسرائيلية إلى أن السفينة «تيندال» مملوكة لشركة «زودياك ماريتايم»، وهي شركة دولية لإدارة السفن مقرها لندن قالت لاحقاً إنها لا تملك أو تدير هذه السفينة. وأكد مصدر مطلع على أسطول «زودياك ماريتايم» أن الشركة باعت السفينة قبل عدة أشهر، بحسب «رويترز». وتفاعلت وسائل إعلام «الحرس الثوري»، وكانت قناة «صابرين نيوز» التابعة لـ«فيلق القدس» على قناة «تلغرام» أول من نشر صورة قديمة لسفينة تحترق، زعمت أنها للسفينة التي تعرضت لهجوم. وتواجه الأجهزة الأمنية الإيرانية انتقادات متزايدة بعد تعرض عدة منشآت إيرانية لعمليات حملت بصمة إسرائيلية. وإثر تعرض منشأة نطنز لتفجيرٍ ثانٍ، بعد 5 أشهر من اغتيال محسن فخري زاده، أقر مسؤولون كبار، سابقون وحاليون، بنجاح إسرائيل في سرقة الأرشيف النووي الإيراني من موقع في طهران، بينما كان وسط حراسة مشددة. وكشف الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد عن سرقة وثائق مركز الفضاء الإيراني، فضلاً عن الوثائق النووية. والأسبوع الماضي، قال علي يونسي، وزير الأمن السابق مستشار الرئيس الحالي، إن «نفوذ الموساد في الجمهورية الإسلامية بلغ مستويات يتعين معها على المسؤولين الإيرانيين أن يقلقوا على حياتهم»، منتقداً العمل الموازي لأجهزة الاستخبارات الإيرانية. وصرح يونسي، في مقابلة مع موقع «جماران» التابع لمكتب الخميني، بأن «الأجهزة الجديدة الموازية لوزارة المخابرات بدلاً من مواجهة التغلغل، تعمل على ضبط ومواجهة عناصرنا الداخلية، وفتحت الساحة أمام تغلغل أجهزة التجسس في العالم. اليوم، يحق لنا أن نكون قلقين على كل مكان وأي حدث».
مشاركة :