التخلص من النفايات البلاستيكية بالطمر في المكبات الأرضية الأخطر بيئياً

  • 7/5/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر الطرق المتبعة حول العالم للتخلص من النفايات البلاستيكية هي الطمر في المكبات الأرضية، والتي تسبب العديد من المشكلات البيئية الخطرة، خاصة وأن تحلل النفايات البلاستيكية يستغرق فترة زمنية طويلة تتراوح ما بين 20 - 500 عام. وأظهرت جلسة نقاش حول "إعادة التدوير الكيميائي للنفايات البلاستيكية" في مؤتمر لمنظمة "أوابك"، أرقاما فلكية للنفايات البلاستيكية بالرغم من الجهود العالمية لتطوير الصناعة البلاستيكية القابلة للتدوير. ففي أميركا الشمالية، على سبيل المثال، يصل إجمالي كمية النفايات إلى نحو 38 مليون طن في السنة، يتم تدوير نحو 13 % منها فقط، بينما يتم طمر نحو 74 %. أما في أوروبا فتعد الأسواق أكثر نضجاً، حيث تبلغ كمية النفايات البلاستيكية التي تجمع سنوياً نحو 42 مليون طن، يتم تدوير نحو 26 % منها، وتبلغ نسبة استخدام النفايات في توليد الطاقة نحو 33 % بينما يتم طمر نحو 31 %. كما أن هناك كمية تصل نسبتها إلى نحو 10 % يتم التخلص منها بطرق غير سليمة. وفي إفريقيا تبلغ كمية النفايات البلاستيكية المجمعة نحو 28 مليون طن سنوياً. يتم إعادة تدوير نحو 11 % منها فقط، وطمر نحو 29 %، بينما تصل نسب التخلص غير السليم إلى نحو 61 %. وفي المقابل تجد أن كمية النفايات البلاستيكية في دول آسيا تصل إلى نحو 120 مليون طن سنوياً، يتم تدوير نحو 23 % منها، وتصل نسبة توليد الطاقة منها إلى نحو 24 %، وطمر نحو 14 %، بينما تبلغ نسبة التخلص غير السليم من النفايات البلاستيكية نحو 38 %. وهذا يشير إلى أن هناك كميات كبيرة من النفايات لا يعاد تدويرها بشكل مناسب، في حين يمكن أن يقام عليها عدد كبير من المشروعات. ومن أهم الطرق المستخدمة لتدوير البلاستيك طرق التدوير الميكانيكي التي يتم من خلالها إنتاج مواد بلاستيكية ذات جودة منخفضة في كثير من الأحوال مما يمثل هدراً للقيمة المضافة، بينما يمكن عن طريق تقنيات التدوير الكيميائي إنتاج منتجات ذات جودة تماثل تلك التي يمكن الحصول عليها باستخدام المواد الخام الأولية الجديدة، مثل النافثا. يعد تحديد المنتج النهائي لعمليات إعادة التدوير سواء بلاستيك، أو وقود اصطناعي من أحد أهم المحددات الرئيسة لاختيار تكنولوجيا التدوير المناسبة. كما أن اختيار الموقع المناسب للمشروع من المحددات المهمة، التي تؤثر بشكل مباشر على تكلفة نقل المواد الخام الأولية، والمنتجات النهائية. وتعد أيضاً عمليات التجميع والفرز في مراكز مخصصة لذلك، وتوزيعها بشكل مناسب بالقرب من مشروعات التدوير ضماناً لاستدامة التوريد، وتشترك كل هذه العوامل في نجاح مثل تلك المشروعات. من جانب آخر يعد اختيار التكنولوجيا عاملا مهما ورئيسا للمشروع حيث إنه يعتمد على نوع المنتجات النهائية المطلوب إنتاجها، سواء من البلاستيك، أو وقود، أو مونوميرات. كما يجب اختيار تكنولوجيا مجربة على النطاق التجاري التي تتميز بالمرونة في الاستخدام والقدرة على التغلب على وجود شوائب في النفايات البلاستكية. كما يجب الأخذ في الاعتبار أن يكون معدل استهلاكها من الطاقة منخفض، لضمان خفض تكاليف التشغيل وتحسين الربحية. وحول الحد الأدنى المقبول للطاقات الإنتاجية لمثل تلك المشروعات، يعتمد ذلك بشكل كبير على مدى توفر النفايات البلاستيكية بشكل مستدام، فضلاً عن الطاقة التصميمية الاقتصادية المربحة للتكنولوجيا المختارة. غالباً ما تتراوح الطاقات الإنتاجية لمشروعات إعادة التدوير ما بين 30 - 60 ألف طن سنوياً، ويتحكم أيضاً في تحديد الطاقة التصميمية كل من مدى كفاءة وجودة مراكز التجميع والفصل، ونوع التكنولوجيا المطبقة. وحول مدى جاذبية مثل هذه المشروعات للاستثمار، يعتمد نجاحها على دقة، وحساسية دراسة الجدوى، التي يتم من خلالها تحديد أنواع وكميات وأسعار المنتجات النهائية، ومدى منافسة سعر وجودة المنتج النهائي مع المنتجات المنتجة من المواد الخام الأولية، وخاصة النافثا. ومع ذلك، لا يوجد حل وحيد مناسب لكل الدول فيما يخص التخلص السليم من النفايات البلاستيكية، ويعتمد نجاح مشروع إعادة تدوير النفايات على عدة عوامل منها اختيار المقاول العام للمشروع، باعتباره يملك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف سواء الموردين أو المستهلكين، أو مطوري التكنولوجيا، والمستثمرين في كافة مراحل المشروع. إضافة لاختيار التكنولوجيا المناسبة من البداية، اعتمادا على نوع المنتج النهائي المطلوب. فضلا عن ضمان استمرار توريد النفايات البلاستكية بجودة مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار موقع المشروع من مراكز الفرز، مع اختيار موقع المشروع، ودرجة المعالجة للنفايات البلاستيكية، واعتبارات الصحة والسلامة المهنية، والقوانين والتشريعات المنظمة. وحول التوجه العالمي نحو خفض الانبعاثات الكربونية وتوقعات تغير مزيج الطاقة في العالم حتى العام 2050، يمكن ذلك من خلال تعظيم إنتاج واستهلاك الوقود المتجدد وتراجع الطلب على الوقود الأحفوري. وناقشت جلسة "نحو عصر جديد للطاقة" من شركة "ريبسول" الإسبانية التي أوضحت توجهها نحو تطبيق سياسة خفض الانبعاثات الكربونية حتى العام 2030 في المنشآت الصناعية التي تملكها في إسبانيا، وذلك من خلال ثلاث اتجاهات، أولها، رفع طاقة وحدات إنتاج الهيدروجين من المصادر المتجددة من 64 إلى 192 ألف طن سنوياً. ثانياً، رفع طاقة وحدات تدوير نفايات البولي أوليفينات من 1.1 إلى 1.25 مليون طن سنوياً في إطار التوجه نحو الاقتصاد التدويري. ثالثاً، رفع طاقة وحدات إنتاج الوقود الحيوي من 0.7 إلى أكثر من 2 مليون طن سنويا. وتنفذ الشركة بعض المشاريع حاليا لتنفيذ خطتها المعلنة، والتي من أهمها مشروع إنتاج الوقود المتجدد في مصافي النفط القائمة من خلال إدخال لقائم من مصادر متجددة مع النفط الخام المكرر. كما يجري تنفيذ وحدة تحويل 10 آلاف طن سنوياً من النفايات البلدية إلى غاز يمكن استخدامه كوقود في أفران مصفاة تكرير النفط، مع إمكانية رفع طاقتها في المستقبل إلى 100 ألف طن سنوياً.

مشاركة :