سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الإثنين الضوء على قرار إيران يوم أمس بفرض قيود جديدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وسط مخاوف من تعرضها لموجة خامسة من الجائحة مدفوعة بتفشي متغير دلتا بما قد يزيد الأعباء على النظام الصحي المتهاوى بالفعل في البلاد. وأوضحت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني) أن الزيادة الأخيرة في أعدد مصابي كورونا في إيران تأتي بينما تكافح البلاد لاستيراد اللقاحات، مما دفع قادتها إلى مضاعفة البحث عن اللقاحات المحلية وتطويرها. وقد أمرت الحكومة يوم أمس بإغلاق جميع الشركات غير الضرورية في العاصمة طهران، و274 مدينة أخرى بها أعداد كبيرة من حالات الإصابة بفيروس كورونا. كما أصدرت حظرًا على السفر بين المدن التي ترتفع فيها مخاطر الإصابة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري: إن حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 زادت بنسبة 13.2 في المائة خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفع عدد الحالات الحرجة في المستشفيات بنسبة 11 في المائة وعدد الوفيات ذات الصلة بنسبة 7.2 في المائة. كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني حذر، أمس الأول، من أن البلاد على شفا موجة خامسة من الفيروس، مدفوعة بتفشي متغير دلتا وتراجع الالتزام العام بإجراءات مكافحة العدوى. وقال روحاني في جلسة متلفزة لفريق العمل الخاص بفيروس كورونا الإيراني:" إذا لم نتوخ الحذر الكافي، فهناك قلق من أن البلاد ستواجه موجة خامسة". وحذر روحاني ايضا من أن الفيروس ينتشر بسرعة خاصة في محافظات إيران الجنوبية الشرقية والجنوبية معتبرا السبب في ذلك هو تفشي متغير الدلتا عبر تلك المناطق الحدودية. فيما أغلقت السلطات في إقليمي سيستان وبلوشستان، اللذان يسجلان أسوأ معدل إصابة في البلاد، الحدود مع باكستان أمام جميع المركبات باستثناء المركبات التي تنقل البضائع. تجدر الاشارة إلى أن إيران، التي يبلغ تعداد سكانها 85 مليون نسمة، سجلت حوالي 3.2 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 وما يقرب من 85 ألف حالة وفاة ذات صلة- وهي المعدلات الأعلى في المنطقة ولكنها تعتبر أيضًا أقل من العدد الحقيقي نظرًا للعيوب في طرق العد الرسمية وافتقار الحكومة إلى الشفافية.حسبما قالت الصحيفة في ختام التقرير، مشيرا إلى أن حوالي 5 في المائة فقط من الإيرانيين تلقوا حقنة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا.
مشاركة :