كابول - فر أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان ليل الأحد الإثنين بعد معارك مع حركة طالبان، على ما أعلنت لجنة الأمن القومي في البلد الواقع في آسيا الوسطى. وأعلنت أجهزة الأمن في طاجيكستان في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية خوفار أن "1037 جنديا من القوات الحكومية الأفغانية فروا إلى أراضي طاجيكستان للنجاة بحياتهم بعد مواجهات مسلحة مع طالبان". وتابع البيان أن "مقاتلي طالبان سيطروا بشكل تام" على ستة أقاليم في ولاية بادخشان بشمال شرق أفغانستان، تمثل 910 كلم من الحدود المشتركة مع طاجيكستان. وسبق أن عبر مئات الجنود الأفغان الحدود هربا من هجوم طالبان في الأسابيع الأخيرة، وسمحت لهم طاجيكستان على الدوام بالمرور بموجب "مبدأ حسن الجوار واحترام موقف عدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية". في المقابل نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مستشار للرئيس الأفغاني أشرف غني قوله اليوم الاثنين إن قوات الحكومة الأفغانية تعتزم شن هجوم مضاد في أقاليم البلاد الشمالية بعد أن خسرت مناطق لصالح حركة طالبان. وقال حمد الله مهيب مستشار الأمن القومي الأفغاني للوكالة في مقابلة إن القوات الحكومية لم تتوقع هجوم طالبان لكنها ستشن "بالطبع وبالتأكيد" هجوما مضادا. وتسيطر حركة طالبان منذ نهاية حزيران/يونيو على المركز الحدودي الأكبر مع طاجيكستان وعلى المعابر الأخرى المؤدية إلى هذا البلد، كما تسيطر على مناطق محيطة بمدينة قندوز التي تبعد حوالى خمسين كلم. وتضاعف طالبان هجماتها منذ بدء الانسحاب الأميركي في مطلع أيار/مايو. ومن المتوقع أن تستكمل القوات الأميركية المتبقية انسحابها بحلول الموعد النهائي في 11 أيلول/سبتمبر الذي أعلنه الرئيس جو بايدن لإنهاء أطول حرب أميركية. والأسبوع الماضي غادرت كل القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية الأفغانية في مؤشر إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان بات وشيكا. وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجمعة، ان الجيش الأميركي سلم قاعدة باغرام رسميا للقوات الأفغانية. لكن على ضوء النكسات المتتالية للجيش الأفغاني ولا سيما في الولايات الشمالية، أعلن البنتاغون عن احتمال "إبطاء" العمليات، ولم يستبعد القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الثلاثاء شن ضربات جوية ضد طالبان. وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان. وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات بين واشنطن و"طالبان"، أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى. وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ايلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
مشاركة :