في وقت تتصاعد المخاوف حيال "سلالة دلتا"، التي تنتشر في عدد كبير من البلدان، مهددة بإثارة موجة جديدة من الإصابات بفيروس "كورونا"، بدأ الحديث يتصاعد عن "متحور ايبسيلون"، الذي أثار القلق في الولايات المتحدة؛ لقدرته على إضعاف فاعلية الأجسام المضادة التي تفرزها اللقاحات الحالية أو عدوى فيروس كورونا السابقة. وأقلق هذا المتحور بعض المراقبين؛ لتفوقه من حيث الخطورة على متحور «دلتا» واسع الانتشار، حسبما أفادت مجلة Science الطبية المرموقة، أمس الأول، إذ يمتلك القدرة على الهرب تماما من الأجسام المضادة «وحيدة النسيلة»؛ المستخدمة في العيادات، إضافة إلى تقليل فاعلية الأجسام المضادة من بلازما الأشخاص الذين تم تلقيحهم. جاء ذلك، بينما قال رئيس لجنة الخبراء الوطنية الإسرائيلية ران باليسر إن عودة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الدولة العبرية، حيث تلقى معظم السكان جرعتين من لقاح فايزر، يعطي "إشارة أولية" إلى احتمال أن يكون اللقاح أقل فعالية ضد المتحور "دلتا"، آملا "أن تظل فعالية اللقاح ضد العوارض الخطيرة مرتفعة كما كانت بالنسبة للمتحور ألفا (الذي بدأ الانتشار ببريطانيا في ديسمبر)، لكن من السابق لأوانه تحديد ذلك". وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال في ذكرى الاستقلال، في كلمة أمام نحو ألف ضيف بالبيت الأبيض، أمس الأول "اليوم، نقترب أكثر من أي وقت مضى من إعلان استقلالنا عن فيروس قاتل"، لكنه حذر من أن فيروس كورونا لم يهزم بعد، مشيرا الى أن "متحورات قوية قد ظهرت، مثل دلتا" الشديدة العدوى، والتي ظهرت للمرة الأولى في الهند، معتبرا أن تلقي التطعيم في هذه الظروف هو "أكثر الأمور وطنية على الإطلاق". في المقلب الآخر، أعلنت مدينة رويلي في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، أمس، فرضها قيودا على الخروج منها والدخول إليها بعد ظهور حالات إصابة محلية بـ"كورونا"، وسجلت المدينة، التي تقع على المنطقة الحدودية بين الصين وميانمار، 3 إصابات جديدة، وطلبت السلطات من الناس الامتناع عن دخول المدينة أو الخروج منها إلا في حالة الضرورة. وفي أوسلو، قالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ، في مؤتمر صحافي أمس، إن الحكومة قررت تأجيل المرحلة الرابعة في خطة إعادة الفتح ورفع القيود المرتبطة بالفيروس، بناء على نصيحة من السلطات الصحية، مشيرة الى أن "هناك خطرا يتمثل في أن تتسبب سلالة دلتا في موجة رابعة من العدوى بين من لم يتلقوا اللقاح، أو بين أولئك الذين تلقوا جرعة واحدة فقط أو الفئات الأكثر ضعفا". وفي باريس، صرح الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريل اتال، أمس، بأن الوضع الوبائي في بلاده "مقلق، في ظل تفشي دلتا بصورة سريعة جدا"، متابعا: "اندلاع موجة إصابات رابعة في نهاية يوليو الجاري أمر ممكن، والحكومة تبذل كل ما في وسعها لتجنب فرض قيود جديدة". وفي بريطانيا، يشتد الجدل حول ما إذا كان إصرار حكومة بوريس جونسون المحافظة على الذهاب إلى الإعلان رسميا عن موعد الخطوة الرابعة والأخيرة من القيود التي فرضتها الجائحة، والمرتقب في 19 الجاري، آمنا أم أنه سيعمق الأزمة الصحية مجددا. وكشفت تقارير أن جونسون يتجه للإعلان عن أن رفع معظم القيود المتبقية سيمضي قدماً في 19 يوليو، وسط رد فعل عنيف من المستشارين العلميين الحكوميين الذين حذروا من أن القيام بذلك ستكون له تداعيات خطيرة. في المقابل، أفاد قصر كنسينغتون بأن دوقة كامبريدج كيت ميدلتون عزلت نفسها بعد اتصالها بشخص مصاب بالفيروس. بدوره، عزل رئيس الوزراء التايلندي برايوت تشان أوتشا نفسه في المنزل لمدة أسبوع، بعد أن اختلط أثناء فعاليات إعادة الفتح التي أقيمت في مقاطعة بوكيت في أول يوليو الجاري، بشخص ثبتت إصابته بالفيروس. وفي لوكسمبورغ، نقل رئيس الوزراء إكزافييه بيتل إلى المستشفى أمس الأول، بعد أن أثبتت الفحوص إصابته بالفيروس.
مشاركة :