إن تحول الصين من السياسات التي تعطي الأولوية للنمو الاقتصادي إلى تنمية أكثر توازنا واستدامة، إضافة لاحتوائها الناجح لوباء كوفيد-19، قد خلق صينا “مُحصّنة في المستقبل”، وفقا لما قاله سياسي ماليزي. لقد بدأ لي تشيان تشونغ، أمين الصندوق العام لحزب العدالة الشعبية الماليزي، في فهم الصين الحديثة، من زيارة قام بها إلى محور تجارة السلع الصغيرة في إيوو، بمقاطعة تشجيانغ بالصين، منذ حوالي 6 سنوات. قال لي، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، “إيوو مدينة نابضة جدا بالحياة، وتعج بالكثير من السيارات والناس من جميع أنحاء العالم. لذا، فهي أشبه بمدينة عالمية لأنني أرى أن الناس يأتون من جميع أنحاء العالم للقيام بأنشطة تجارية”. منذ ذلك الحين، زار لي الصين عدة مرات، إلى مدن كبرى مثل بكين وشانغهاي وهانغتشو، إضافة لأماكن مثل قوانغشي ويوننان التي تتمتع بتبادلات وثيقة مع ماليزيا. كانت أحدث زيارة له للصين في العام الماضي عندما دعته جامعة بكين لحضور برنامج تنفيذي لمدة ثلاثة أشهر. خلال تلك الإقامة في الصين، شاهد كيف تمت السيطرة على وباء كوفيد-19. وقال إن “الصين بشكل عام تمكنت من كبح الوباء والسيطرة عليه بشكل جيد جدا”، و”لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة مستشفى لايشينشان الذي تم بناؤه في 10 أيام، وقد عادت ووهان إلى طبيعتها عندما زرتها في أكتوبر/تشرين الأوّل … وهذا أمر رائع فعلا”. وأضاف أن نموذج الحوكمة “القوي” في الصين، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، قد عزّز فهمه للصين. بالنسبة له، فإن الصين “محصنة في المستقبل” هي عبارة مناسبة لوصفها، معربا عن أمله في أن يحقق النموذج الصيني المزيد من الفوائد للعالم. إن الصين “مكان نابض بالحياة فيه مزيد من الإصلاح والانفتاح” وفقا لقوله، مشيدا بالسياسة المستمرة منذ عقود باعتبارها “مزيج من التنمية السريعة والتوزيع العادل”. كما أعرب لي عن إعجابه بانفتاح واستعداد المسؤولين الصينيين الذين التقى بهم، لتبادل الأفكار. وأوضح قائلا “أعتقد أنهم كانوا جميعا مهنيين جدا ومنفتحين تماما، وفي الوقت نفسه، على استعداد لإجراء الكثير من التبادلات حول أفكارنا وطرقنا”. وأضاف “أن الأمر لا يتعلق بفرض شيء ما عليك، بل هو أقرب إلى تبادل ثنائي الاتجاه. أقدر ذلك فعلا، وأعتقد أنه بالنسبة لآسيا والعالم أيضا، نحتاج لمزيد من الشراكة والتعاون”. وبصفته عضوا في مجلس ولاية باهانغ الوسطى، تقع الدائرة الانتخابية له، بالقرب من حديقة كوانتان الصناعية بين ماليزيا والصين، وهي جزء من نموذج “الحدائق المزدوجة” بين البلدين (والحديقة الأخرى هي حديقة تشينتشو الصناعية بين الصين وماليزيا). وقد ساعد لي في إنشاء جمعية محلية لتعزيز التعاون وكذلك التجارة والاستثمار في هذه الحدائق. وقال إن الحدائق هي “وضع مزدوج المنفعة ليس للشعبين فحسب، بل أيضا لكلا البلدين”.
مشاركة :