6 يوليو 2021 / شبكة الصين / في عام 2021، يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بمرور مائة عام على تأسيسه، وهي مناسبة ذات أهمية تاريخية كبيرة للشعب الصيني. لقد حققت الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني تنمية مذهلة ونجحت في القضاء على الفقر المدقع في جميع أنحاء البلاد. مع الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، فإن السؤال الكبير الذي يدور في أذهان كثير من الناس هو كيف تمكنت جمهورية الصين الشعبية من القضاء على الفقر المدقع على أراضيها خلال فترة لا تتجاوز عدة عقود، وهو الهدف الذي حددته الأمم المتحدة والذي بدا للوهلة الأولى تصورا مثاليا نظريا غير واقعي للعديد من البلدان، ولا سيما في أفريقيا. لقد علمتنا الصين أننا لا نحتاج إلى أن نكون قدريين بشأن الفقر، وقدمت معيارا بقدر استعدادها لتقاسم خبرتها في مجال القضاء على الفقر من أجل بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. الدافع الداخلي إن السر الصيني، الذي مكن من تحديد القرى المنكوبة بالفقر والفقراء في الصين وانتشالها من براثن الفقر، متعدد الجوانب. أولا، حدد القادة الصينيون التنمية كالهدف الأساسي، ونفذوا إصلاحات جذرية وعززوا الانفتاح. وبذلوا جهودا كبيرة في تثقيف السكان وزيادة الوعي بالتحسين الذاتي في أوساط الفقراء من أجل مساعدتهم على فهم أنهم يستطيعون التغلب على محنتهم والتخلص من الفقر ما داموا يكرسون أنفسهم لتغيير حياتهم بدنيا وعقليا، على غرار الأسطورة الصينية القديمة المعروفة باسم "العجوز الجاهل أزال الجبلين". وعلى هذا، حرر الشعب الصيني عقله من فكرة الرضا بمحنتهم وتوقفوا عن انتظار المساعدة من الحكومة وغيرها من مصادر الدعم المالي، فشمروا عن سواعدهم وبدؤا العمل على الفور. رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، الذي كان دائما مقتنعا بأن المرء لا يستطيع الخروج من الفقر إلا بعد أن يحرر نفسه من الفقر الفكري، كان سببا في إشعال دافع الشعب الصيني حتى يفهم أنه قادرا على الوصول إلى وسائل الخروج من الفقر. وحث الرئيس شي مواطنيه على أن يعتبروا أنفسهم "مفتاح حل النقص في الأموال والمواد الخام". وهذا التحول في المسؤولية مفهوم أساسي لتحفيز الرخاء الداخلي. ووفقا لما ذكره الرئيس شي، فلا ينبغي للصينيين أن يتوقعوا الحصول على حلول لكل مشكلاتهم من الآخرين، بل يتعين عليهم أن يجدوا الحلول بأنفسهم. وقد ساعد هذا الجهد المتواصل في التعليم والتوعية الشعب الصيني على إدراك أن الفقر ليس قدرا محتوما، وأنه من الممكن التغلب على الفقر بنجاح ما دامت الشجاعة، والبصيرة، والشعور القوي بالمسؤولية، والأساليب الصحيحة تلعب دورها بشكل صحيح. رؤية سياسية واضحة ثانيا، لعبت الإرادة السياسية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم دورا هاما، الأمر الذي جعل مكافحة الفقر وإنهاض الريف في الصين على رأس جدول أعمال القيادة الصينية. وبالفعل، فإن الأعمال أعلى صوتا من الكلمات، فلقد جعلت الحكومة المركزية التخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية جزءا من أكبر جهدها لتأسيس مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في الصين. وفي عام 2015، تعهد الرئيس شي بالقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2020، تمشيا مع هدف الذكرى المئوية الأولى التي حددها الحزب الشيوعي الصيني، ألا وهو ظهور مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل بحلول عام 2021. أدى هذا الالتزام من الحزب الشيوعي الصيني إلى إطلاق حملة لا هوادة فيها في الحرب ضد الفقر المدقع، وأدت إلى تنشيط تحويلي للمناطق الريفية في الصين بكثافة غير مسبوقة، فاستفاد منها عدد هائل من السكان الذين تشهد حياتهم تحولا واضحا الآن. لقد أدت الاستثمارات المدروسة جيدا إلى نجاحات باهرة بجدارة عالية. فمن أجل القضاء على الفقر المدقع في الصين، وهي "معجزة إنسانية" حقا، قدمت الحكومات على جميع المستويات في الصين استثمارات مادية ومالية مستدامة لتعزيز تنمية أشد المجتمعات فقرا في البلاد. وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، خُصص مبلغ 6ر1 تريليون يوان (250 مليار دولار أمريكي) للتخفيف من حدة الفقر. وفي بعض المقاطعات، تم نقل أبناء الأقليات القومية ذوي الدخل المنخفض من المناطق النائية وذات التضاريس الوعرة إلى القرى التي بنيت حديثا. وتم نقل الملايين من الناس إلى منازل جديدة، في حين تم أيضا تجديد الملايين من المنازل. وفي مقاطعات أخرى، ذهب المسؤولون من الباب إلى الباب للتعرف على الأسر الفقيرة من أجل تزويدها بالتدريب المهني، ومساعدتها على القيام بالأعمال التجارية، وسهولة الوصول إلى الأسواق والتمويل، حيث تم بناء مرافق البنية التحتية مثل الطرق والطرق السريعة والسكك الحديدية العالية السرعة والمستشفيات والمدارس، وأُدخلت تسهيلات ائتمانية وحوافز ضريبية وأُنشئت صناديق للحد من الفقر. في غضون سنوات قليلة، تحسنت مستويات المعيشة تحسنا جذريا في الصين. وارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل في المناطق الريفية الفقيرة من 6079 يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا) في عام 2013 إلى 12588 يوانا في عام 2020. ومن المقرر الانتقال لمدة خمس سنوات نحو إنهاض الريف بعد الانتهاء من القضاء على الفقر المدقع. وأعيد تنظيم مكتب المجموعة القيادية للتخفيف من حدة الفقر والتنمية بمجلس الدولة ليصبح الإدارة الوطنية للنهوض الريفي. أدت هذه الإنجازات البارزة في تاريخ البشرية إلى تحسين جودة حياة الشعب الصيني إلى حد كبير، الأمر الذي أظهر للبلدان الأخرى، وخاصة الدول النامية، أنه من الممكن حقا القضاء على الفقر المدقع.
مشاركة :