برامج مكافحة الفساد والتحوّل الوطني نحو رؤية المملكة 2030

  • 7/5/2021
  • 21:37
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حينما يسود الظلام.. ويجري الفاسدون كالوحوش في طلب الدنيا ينظمون صفوف أجيالهم بلا جهد ولا كفاءة، ويحجزون المناصب المستقبلية للنطف التي لم تخلق في أصلابهم.حينما تستأثر بعض الطبقات المخملية بالقصور والمناصب السيادية.. بلا أحقية، محتقرين غيرهم من المواطنين والمواطنات.. وحين يقف الكفؤ الذي لم يعط حقه من أبناء الوطن حائرا، وهو يرى بعينه قهر الرجال، وترده مروءته عن فعل لا يليق به. عندها تبدأ مراحل التغيير؛ ليتحقق على الفاسدين قول الله تعالى (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون).إن رؤية المملكة 2030 وهي تخطو بقوة نحو أهدافها المرسومة لها ستهدم بإذن الله عروش الفساد لتتكشف ما تحت هذه العروش من طفيليات منتنة غاية في القذارة، وكأني أرى عيون الفاسدين المرهقة بالحسد والجشع قد شخصت، وقلوبهم المتخمة بالسواد قد رجفت، ذلك كله حين أحس هؤلاء بعزم الدولة على محاربة الفساد واقعا من أعلى هرمه المؤثر تطبيقا لقول القوي الحكيم (فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون).حيث خطت الدولة في محاربة الفساد والعزم على القضاء عليه خطوة تطبيقية جادة لتهيئة البلاد لبرامج ومشاريع التحول الوطني نحو رؤية المملكة 2030؛ فأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 2017 أمرا ملكيا بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعضوية عدد من الجهات المعنية بمكافحة الفساد وعلى أن تتصل اللجنة مباشرة بالملك.وعلى إثر هذا الأمر الملكي بدأت اللجنة أعمالها وأنهت إجراءات مهمتها، ليوافق الملك سلمان في يناير 2019 على طلب ولي العهد إنهاء أعمال اللجنة بعد استكمال دراسة كافة ملفات المتهمين ومواجهتهم بما نسب إليهم.ولمواصلة الجهود في مكافحة الفساد أسست المملكة (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد) (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد سابقا)، حيث صدر أمر ملكي في 12 ديسمبر 2019 بضم هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك بهدف حماية المال العام، ومحاربة الفساد والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة، وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها، وأفرادها، ومستقبل أجيالها.وإن المتابع لبرامج ومشاريع التحول الوطني نحو رؤية المملكة 2030 يجدها:- اعتمدت الشفافية في الكشف عن السرقات وأكل أموال الوطن بالباطل.- واعتمدت الحزم مع المضللين المؤدلجين بالأفكار الوافدة التي تتعارض مع عقيدة الإسلام وشريعته الوسطية السمحة.- وراجعت الأنظمة العدلية ليتحقق العدل والإنصاف الإلهي بعيدا عن اجتهادات الأطياف المتناسلة المتنفذة.- ووضعت الضوابط الإدارية ليحترم الناس نعم الله التي لم يعرفوا قدرها لتحفز النائمين أن أهل الفساد قد حوصروا والميدان الآن للكفؤ من أبناء الشعب.- وخصخصت وظائف ميادين العلم العليا لينكشف الغطاء الدائري الأسود عن صفوف الفاسدين ووجوههم الكالحة العابسة الخالية من الكرامة الإنسانية.إن التغيير الذي سيحدث في بلادنا في التسع سنوات القادمة في مجال مكافحة الفساد المالي والإداري هو زلزال سيدفن مكتسبات الفاسدين التي حصلوا عليها ظلما، وسيقصف صفوفهم، وهي بشرى أزفها لكل مواطن ومواطنة وأدعوهم أن يستعدوا لاستلام الأمانة ويبدؤوا المسيرة المستقبلية الخالدة مع القيادة الرشيدة التي حققت التغيير الإيجابي بالقضاء على الفساد من خلال هذه الرؤية بالرغم من قوة الفساد وتاريخه الطويل.alsuhaimi_ksa@

مشاركة :