البُعد الإنساني لـجـائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خـليفـة لتـمكين المرأة

  • 7/4/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬ منذ‭ ‬بزغ‭ ‬فجر‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬شغلت‭ ‬المرأة‭ ‬وحقوقها‭ ‬حيّزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬أجندته،‭ ‬إذ‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬إطلاقه‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬44‭) ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬بإنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬والتعديلات‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬به،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬أهم‭ ‬اختصاصاته‭ ‬تقديم‭ ‬الاقتراحات‭ ‬بشأن‭ ‬السياسات‭ ‬والتشريعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة،‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬لمتابعة‭ ‬تقدّم‭ ‬المرأة‭ ‬وإدماج‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتمكينها‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬كما‭ ‬يُعد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬المرجع‭ ‬الرسمي‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬فهو‭ ‬بحقّ‭ ‬بيت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬الفقرة‭ (‬ب‭) ‬من‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعدّل‭ ‬2002‭ ‬لتؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأسري‭ ‬والمجتمعي‭ ‬والتزام‭ ‬الدولة‭ ‬بكفالة‭ ‬وتعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بنصها‭ ‬أنه‭: ‬‮«‬تكفل‭ ‬الدولة‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬واجبات‭ ‬المرأة‭ ‬نحو‭ ‬الأسرة‭ ‬وعملها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومساواتها‭ ‬بالرجال‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬دون‭ ‬إخلال‭ ‬بأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬لتُشكّل‭ ‬ضمانة‭ ‬دستورية‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬ضمانات‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬ومذ‭ ‬ذاك‭ ‬كان‭ ‬شغل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬الشاغل‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الضمانة‭.‬ وقد‭ ‬بذلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اضطلاع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬بدوره‭ ‬بشراكة‭ ‬واسعة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬جهوداً‭ ‬حثيثة‭ ‬وملموسة‭ ‬نحو‭ ‬استدامة‭ ‬دعم‭ ‬وتقدم‭ ‬المـرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬من‭ ‬التنافسية‭ ‬والعدالة‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وحققت‭ ‬منجزات‭ ‬مشهودة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬فحقّ‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬وتبرز‭ ‬ما‭ ‬تحقـق‭ ‬مـن‭ ‬نجاحـات‭ ‬تعكـس‭ ‬مدى‭ ‬التقدم‭ ‬التنموي‭ ‬والشامل‭ ‬على‭ ‬المستوي‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬المتصلة‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬تشارك‭ ‬أفكارها‭ ‬ومبادراتها‭ ‬المتفرّدة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭ ‬والتي‭ ‬سبقت‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كفكرة‭ ‬تخصيص‭ ‬جائزة‭ ‬عالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬تحثّ‭ ‬وتشجّع‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬كما‭ ‬حقّ‭ ‬لها‭ ‬بالمقابل‭ ‬أن‭ ‬تحتفي‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬معها‭. ‬ وتأكيداً‭ ‬لما‭ ‬سبق،‭ ‬أقيمت‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬الموافق‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬مراسم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بإعلان‭ ‬إطلاق‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭ ‬من جائزة‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬بتعاون‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وهيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمرأة،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬عالمية‭ ‬واسعة‭ ‬على‮ ‬هامش‭ ‬منتدى‭ ‬جيل‭ ‬المساواة‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬فرنسا‭ ‬بتنظيم‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬المكسيك،‭ ‬إذ‭ ‬أقيمت‭ ‬مراسم‭ ‬الاحتفال‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ (‬زووم‭) ‬الافتراضية‭.‬ ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬جائزة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الآتي‭:‬ { التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وأثر‭ ‬التزام‭ ‬الــدول‭ ‬والهيئــات‭ ‬والمنظمــات‭ ‬مــن‭ ‬خــلال‭ ‬أجهزتهــا‭ ‬التشــريعية‭ ‬والتنفيذيــة‭ ‬العامــة‭ ‬والخاصــة‭ ‬والمجتمــع‭ ‬المدنــي‭ ‬بسياســة‭ ‬عــدم‭ ‬التمييــز‭ ‬ضــد‭ ‬المــرأة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭. ‬ {‭ ‬بيان‭ ‬أثر‭ ‬جهود‭ ‬ومساهمات‭ ‬الحكومات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬نحو‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬ {‭ ‬إبـراز‭ ‬وتقديـر‭ ‬الجهـود‭ ‬والمبـادرات‭ ‬والمشـاريع‭ ‬المؤسسـية‭ ‬والفرديـة‭ ‬الموجهـة‭ ‬لإدمـاج‭ ‬احتياجـات‭ ‬المـرأة‭ ‬بمـا‭ ‬يسـهم‭ ‬فـي‭ ‬إحـداث‭ ‬التغييـر‭ ‬الإيجابـي‭ ‬فـي‭ ‬واقعهـا‭ ‬نحـو‭ ‬حيـاة‭ ‬أكثـر‭ ‬اسـتقرارًا‭ ‬وإنتاجيـة‭.‬ ‭*‬‭ ‬التشـجيع‭ ‬علـى‭ ‬تبنـي‭ ‬منهجيـة‭ ‬تحقيـق‭ ‬الأثـر‭ ‬المسـتدام‭ ‬فـي‭ ‬تطويـر‭ ‬واقـع‭ ‬المـرأة‭ ‬لتكـون‭ ‬قيمـة‭ ‬مضافـة‭ ‬ضمـن‭ ‬إطارهـا‭ ‬الأسـري‭ ‬والمجتمعـي‭.‬ وتحفيـز‭ ‬المجتمعـات‭ ‬علـى‭ ‬التفكيـر‭ ‬والعمـل‭ ‬الإبداعـي‭ ‬فـي‭ ‬مجـال‭ ‬تمكيـن‭ ‬المـرأة‭ ‬بمـا‭ ‬يحقـق‭ ‬لهـا‭ ‬ولأسـرتها‭ ‬ومجتمعهـا‭ ‬مزيـدًا‭ ‬مـن‭ ‬الأمـن‭ ‬الأسـري‭ ‬والاجتماعـي‭ ‬والاقتصـادي‭ ‬والسياسـي‭.‬ {‭ ‬وتُكرم‭ ‬الجائزة‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة عبر‭ ‬أربع‭ ‬فئات،‭ ‬وهي‭: ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭. ‬ وفي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬جائزة‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬تُعد‭ ‬فكرة‭ ‬ناضجة‭ ‬جداً‭ ‬وذات‭ ‬طابع‭ ‬إنساني‭ ‬محض،‭ ‬إذ‭ ‬تعدّت‭ ‬طموحاتها‭ ‬تعزيز‭ ‬مركز‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلّي‭ ‬فقط‭ -‬مع‭ ‬استمرارية‭ ‬الاشتغال‭ ‬عليه‭- ‬واتجهت‭ ‬صوب‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬ونقل‭ ‬المعارف‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬التجارب‭ ‬النسائية‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬للتعرّف‭ ‬على‭ ‬أفضــل‭ ‬المنهجيات‭ ‬والممارسات‭ ‬المتاحة‭ ‬والداعمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مركز‭ ‬المرأة‭ ‬أينما‭ ‬وُجدت‭ ‬محلياً،‭ ‬إقليمياً‭ ‬وعالمياً‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعميمها‭ ‬علــى‭ ‬المســتوى‭ ‬الدولي‭ ‬إسهاماً‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬آفاق‭ ‬تحقيـق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬ومتابعة‭ ‬تقدمها‭ ‬وتطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬دولياً،‭ ‬وبذلك‭ ‬ينهض‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإنساني‭ ‬الأعم‭ ‬والأشمل‭ ‬لا‭ ‬الجانب‭ ‬الوطني‭ ‬فقط،‭ ‬ليترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬بيتاً‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬ستجعل‭ ‬منه‭ ‬بيتاً‭ ‬للمرأة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬زمان‭ ‬ومكان،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬ضاربة‭ ‬في‭ ‬النُبل،‭ ‬جديرة‭ ‬بالتقدير‭ ‬لسعة‭ ‬أفق‭ ‬وعمق‭ ‬فكر‭ ‬صاحبتها‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭.. ‬فشُكراً‭ ‬واعتزازاً‭ ‬وامتناناً‭ ‬للمرأة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.. ‬وهنيئاً‭ ‬لمن‭ ‬سيحظى‭ ‬بشرف‭ ‬الفوز‭ ‬بهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬النبيلة‭ ‬والشهادة‭ ‬الكريمة‭.‬ Hanadi‭_‬aljowder@hotmai‭..‬com

مشاركة :