وصل إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي، أمس، جثمان الشهيد سلطان سعيد محمد المزروعي، من شهداء الوطن الأبطال، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، يرافقه عدد من ضباط وضباط صف القوات المسلحة. وكان الشهيد لقي ربه أثناء تعرض آلية من آليات قواتنا المسلحة لحادث عرضي إثر تدهورها في اليمن، مساء أول من أمس. وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الشهيد على أرض المطار، حيث كان عدد من كبار ضباط القوات المسلحة في الاستقبال. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة نعت في وقت سابق، أول من أمس، الشهيد المشارك ضمن قوة التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة. إلى ذلك، استبشرت عائلة الشهيد، سطان المزروعي، من مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، باستشهاد ابنها البطل، الذي سطر التاريخ اسمه في قائمة الجنود البواسل الشجعان، إذ ذكرت والدة الشهيد، وهي محتسبة ومتماسكة بقوة إيمانها وصبرها: ابني وُهب الشهادة من رب السماء، فالشهادة شرف لا يحوزه إلا الأنقياء، مشيرةً إلى أن ابنها كان منذ صغره يحلم بأن يصبح جندياً ويلعب دائماً مع إخوته وأصدقائه وهو صغير لعبة المقاتل كسائر الأطفال، إلا أنه لم يكن يعرف أنه سينال الشهادة بكل شرف وهو يدافع عن الإنسانية والحق. وأشارت إلى أن آخر اتصال من ابنها الشهيد كان قبل ثلاثة أيام من استشهاده، فقد كان مطمئناً ويردد لا تخافي يا أمي، أنا بخير، لم يصبنا أي مكروه، سأعود لك بعد ثلاثة أسابيع، وتابعت لم يكن يعلم أنه سيعود قبل ثلاثة أسابيع وهو يحمل وسام الشهادة والفخر. ولفتت إلى أن ابنها الشهيد غير متزوج، وعرسه حينما ارتقى شهيداً، وانتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة حيث الجنان والنعيم، بإذن الله تعالى، وقالت لقد صبرت واحتسبت حينما تلقيت خبر استشهاده، لكن ما ثبتني هو يقيني أن ابني (سلطان) قد دافع عن المستضعفين ورحل إلى جنان الرحمن، وفي ختام حديثها دعت والدة الشهيد الله، عز وجل، أن يتغمده برحمته، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى برفقة الأنبياء والصديقين. من جانبه، ذكر شقيق الشهيد، محمد سعيد المزروعي، أن استشهاد شقيقه وهو يدافع عن نصرة الضعفاء وإحقاق الحق، جعل جميع أشقائه يتمنون الشهادة التي نالها شقيقهم، فقد كان ترتيب الشهيد السابع من بين ثماني إناث وذكور، مشيراً إلى أن شقيقه الشهيد انتسب إلى القوات المسلحة منذ أكثر من سنة، والتحق لأول مرة مع الجنود البواسل في عملية إعادة الأمل منذ شهر. وأشاد شقيق الشهيد بأخلاقه العالية، وروحه المرحة التي كانت تملأ المنزل ضحكاً وفرحاً، فقد كان يعرف بصاحب النكتة والفكاهة. وطلب شقيق الشهيد (سلطان) من أهالي الشهداء الفخر والاعتزاز واستبدال الحزن والألم بالصبر واليقين بمكانة الشهيد العالية عند الله، ودعا للمرابطين من جنودنا البواسل في جمهورية اليمن الشقيق بأن يواصلوا طريقهم حتى ينالوا إما النصر أو الشهادة، مؤكداً أن اليمن بحاجة إلى همم هذه السواعد الطاهرة حتى يزول الاعتداء عنه ويتطهر من المعتدين.
مشاركة :