واصل فريق عمل «اليوم» رحلته في نجران والمناطق الحدودية لها، حيث رصدت الجولة خلال الطريق إلى منفذ الوديعة العديد من الأبراج على طريق نجران - شرورة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتحتوي هذه الأبراج على صحن مربع الشكل يعكس أشعة الشمس الحارة في صحراء الربع الخالي، والتي تصل إلى أكثر من 60 درجة مئوية في منتصف الظهيرة. وتؤكد الجهات المختصة أن وجود هذه الأبراج يتيح المجال للاعتماد على الطاقة البديلة الأمر الذي يعزز اقتصاد المملكة، ولتنويع مصادر الطاقة من خلال الاستثمار في مجال الطاقة المتجدد. طرق خاصة وفي هذا الجانب يعلق المهندس فواز عايش المتخصص في اقتصاديات الطاقة المتجددة في كلية ينبع الصناعية، أن أبراج الاتصالات تعتمد على الطاقة الكهربائية في تشغيلها فيتم تمديد كيابل الكهرباء من محطة فرعية إلى البرج مع وضع نظام الكهرباء الطارئ في حالة انقطاع الكهرباء عن المحطة الفرعية؛ لضمان عدم تأثر الابراج ومواصلة وجود شبكة الأتصال، لكن الحال يختلف في المناطق النائية والبعيدة عن المدن والقرى، فالدول التي تهتم برفاهية مواطنيها وسلامتهم كمملكتنا الغالية تعمل على بناء أبراج في هذه المناطق، وفي هذه الحالة يجب تزويدها بالطاقة بطريقة من اصل اثنين، إما عن طريق الكيابل والأبراج أو عن طريق توليد طاقة خاصة بجانب البرج. وأشار المهندس عايش إلى ان الطريقة الأولى مكلفة للغاية، وينعكس عليها زيادة أسعار الخدمة، أما الحل الآخر فهو الأفضل، وينقسم في وقتنا الحاضر إلى قسمين، إما توليد الطاقة عن طريق الديزل مما يعني تزويد المحطة الصغيرة بشكل منتظم بالوقود حتى لا تتوقف عن تزويد البرج بالطاقة فضلا عن صيانتها لكثرة أعطالها وأثرها السلبي على الطبيعة بسبب التلوث واستهلاك النفط الذي يمكن تخزينها أو الاستفادة منه لشيء أعظم. عمر الأبراج الافتراضي وكشف المهندس عايش أن القسم الثاني وهو الذي تتبعه الدولة حاليا، هو تغذية الأبراج بالطاقة النظيفة، في هذه الحالة الطاقة الشمسية، كالأبراج الموجودة في طريق نجران – شرورة فهي تعتمد على الألواح الشمسية ذات الكفاءة العالية والعمر الطويل دون الحاجة الى الصيانة وخالية من أي تأثر سلبي على الطبيعة. حيث إن عمرها الافتراضي يتراوح من 15 إلى 30 سنة وكفاءة الطاقة تصل الى 40% دون استخدام أي شكل من اشكال الوقود، وتصل مسافة تغطية الأبراج التي تعمل بالطاقة الشمسية من 100 كلم إلى 500 كلم. وحول طريقة عملها أفاد المهندس عايش بأنه يتم توليد الطاقة عن طريق الألواح الشمسية ومن ثم تغذى الى البرج وخلية بطاريات عن طريق منظم للفولت، وفي حالة اذا كانت البطاريات مشحونة بالكامل تعمل الابراج عن طريق الشمس مباشرة، وفي حالة وجود عوائق جوية مثل: السحب والغبار أو في حالة الليل فيتم تشغيل البرج عن طريق البطاريات التي ستعاود شحنها وقت ظهور الشمس. تهيئة الطريق ورصدت الجولة عدة حوادث في الطريق الذي يتكون من طريق واحد مزوج وآخر منفصل عن الطريق الآخر في الخط المعاكس، ويتواجد على جانبي الطريق المؤدي إلى محافظة شرورة جنوب المملكة دوريات أمن الطرق، والتي لا تدخر جهدا في متابعة الطريق لحظة بلحظة والمراقبة الدقيقة، كما توجد عدة شركات تعمل على مدار الساعة على تهيئة الطريق وسفلتته، رغم الكثبان الرملية التي تعيق أعمالهم اليومية ورفعها، وإعداد التخطيط لبنائه وفق أحدث المعايير الأسفلتية. انفجار أحد الإطارات وبعد أن تجاوز فريق العمل نصف المسافة التي قطعها من نجران، وفي اتجاههم الى محافظة شرورة وثم إلى منفذ الوديعة انفجر إطار المركبة التي كنا نستقلها، ولكن تماسك قائد المركبة التي تقلنا، يبدو أنه ماهر في مثل هذه الظروف، واستطاع ان يهدي من سرعتها التي كانت في الحد المسموح به في الطريق، وتوقفت إحدى وحدات الأمن التابعة لقوات أمن الطرق، وتمكنت من مساعدتنا حتى انتهينا من تبديل إطار المركبة. عائلات يمنية وواصلت الرحلة طريقها ورصدت توافد العديد من العائلات اليمنية على شركات النقل التي تقوم بنقل المسافرين الى اليمن، عبر هذا الطريق؛ كونه الطريق الوحيد المؤدي الى الجمهورية اليمنية، ومعظم هذه العائلات مغادرة من عدة مناطق كونها قد خرجت من اليمن نتيجة استمرار المليشيات الحوثية في أعمال الهدم والترويع للأسر اليمنية، الأمر الذي اجبرهم على المغادرة الى المملكة والمكوث عند أقربائهم حتى هدوء أوضاع الأزمة اليمينية. نقل المغادرين والتقى فريق العمل بعدد من المغادرين الى اليمن في احدى المحطات السريعة عبر هذا الطريق، وأوضحوا أنهم يعملون على نقل بضائعهم واسرهم عبر الشركات المتخصصة في النقل الجماعي للركاب، ويتم ايصالهم المحافظات اليمنية المحررة من قبل القوات العسكرية الشرعية اليمنية. أسعار رمزية وبين احمد بن معمر أحد المستثمرين في قطاع النقل بالسوق السعودي، والذي التقى فريق العمل، ان شركات سعودية وخليجية دخلت في نقل الركاب اليمنيين والذين قدموا اثناء بدء الازمة اليمنية الى المحافظات السعودية، وان اسعار النقل هي اسعار رمزية تنافسية، حيث جهزت هذه الشركات اساطيل نقل لنقل كافة الركاب، وبالاتفاق مع مستثمرين يمنيين في اليمن والعمل على اخطارهم بالطرق المؤمنة من قبل القوات الشرعية ونقل الركاب بامن وامان حتى المحافظات اليمنية المحررة، ولم يتم رصد أي محاولات لتهديد أمن المسافرين عبر هذه الاساطيل. وأشار ابن معمر إلى ان لدينا خطة حماية ومن يؤمن الحماية الخاصة للمغادرين عبر هذه الأساطيل بعد المنفذ الحدودي وحماية أرواحهم من أي اعتداءات من قبل الميليشيات الحوثية، وأيضا البضائع التجارية التي يتم تصديرها بين البلدين نعمل على نقلها، وطبقاً للتعليمات الخاصة بالجمرك وذلك لمنع دخول أي ممنوعات او مواد مدعومة من قبل الدولة ويتم التعامل معها وفق النظام المعمول به. برج يعمل بالطاقة الشمسية إحدى شركات المواصلات العاملة على تهيئة طريق «نجران - شرورة» طريق «نجران - شرورة» لوحة تحذيرية لمخالفي أنظمة أمن الحدود