إلزام ربابين السفن بالإبلاغ عن أي نشاط يستهدف التراث الثقافي المغمور بالمياه

  • 10/12/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبلغت "الاقتصادية" مصادر مطلعة، أن السعودية ستلزم مواطنيها وربابين السفن التابعة لها بإبلاغها عن أي اكتشاف أو نشاط يستهدف التراث الثقافي المغمور بالمياه في المنطقة الاقتصادية الخالصة أو منطقة الرصيف القاري التابعة لإحدى الدول الأطراف الأخرى، لافتة إلى أن السعودية ممثلة في وزارة الخارجية ستتولى نقل ذلك البلاغ إلى الدول الأطراف الأخرى. يأتي هذا الإجراء من قبل السلطات السعودية بعد الموافقة على اتفاقية بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. وأكدت المصادر أنه سيتم عقد ندوات من خلال كليات علوم البحار في الجامعات السعودية بهدف نشر أهمية التراث الثقافي المغمور بالمياه والتهديدات التي يتعرض لها لكونه يشكل جزءا كاملا من التراث المشترك للبشرية، مضيفة أن هذا التراث يتعرض لتهديدات متزايدة بعدما تطورت تقنيات الاستكشاف تقدما سريعا ساعد على تيسر الوصول إلى قيعان البحار واستغلالها، وأصبح الاتجار بالقطع التي يتم العثور عليها بين الحطام والمواقع المغمورة أمرا شائعا، ونشاطا مدرا للأرباح، لافتة إلى أن المواقع الأثرية البحرية تعاني أعمال النهب التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان مواد علمية وثقافية ثمينة وحتى إلى تدميرها ما دعت الحاجة الملحة إلى حماية من قراصنة البحار. وأشارت إلى أن هنالك أمثلة على الثروات الثقافية المغمورة بالمياه، وخاصة أن اليونسكو قدر عدد السفن الغارقة غير المكتشفة على نحو يزيد على ثلاثة ملايين سفينة متناثرة في قيعان المحيطات والبحار والخلجان، مضيفة أنه من بين مخلفات الحضارات القديمة المغمورة حاليا منارة الإسكندرية في مصر التي كانت تعرف بأنها أعجوبة العالم السابعة وهناك في البحر الأسود الكثير من غرائب قرى العصر الحجري الحديث التي لم يعثر عليها بعد، واختفت مدن برمتها تحت أمواج البحر كمدينة بورت رويال في جامايكا التي كانت ضحية زلزال في عام 1692م وقد أتاحت حفرياتها الأثرية للعلماء فرصا لم يسبق لها مثيل لدراسة خصائص الحياة في القرن الـ 17. وبينت المصادر أن التدخل البشري فيما يتعلق بالتراث الثقافي المغمور بالمياه بدأ واضحا من خلال البشر المعروفين بقراصنة البحار أو صيادين الكنوز، خاصة بعد المعلومات التي تؤكد قيام بعثة خاصة بانتشال ما يزيد على 1800 قطعة فنية من حطام سفينة تايتانك في كندا، لافتة إلى أن الخطر القائم هو أن تكون أغلب القطع الفنية قد تم بيعها، فضلا عن أنه في عام 1999م تم انتشال كميات هائلة من الخزف من سفينة تيك سينج في بحر الصين الجنوبي التي تعد إحدى أواخر السفن الشراعية الصينية وقد عثرت عليها شركة خاصة انتشلت أكثر من 300 ألف قطعة من الخزف وبيعت بالمزاد العلني في مدينة شتوتجارت الألمانية. وأضافت أن اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه تضع حماية لهذا التراث بهدف الحيلولة دون نهبه أو إلحاق الضرر أو تدميره، وإنشاء بنية أساسية وقائية لدعم السياحة الحالية والمقبلة في مجال الغطس، وتعزيز وضع مشروعات الكشف عن الآثار إزاء المشروعات ذات الطابع التجاري المحض بهدف أن يكون لها آثار إيجابية على المجتمع المحلي والمعارف العلمية.

مشاركة :