نسرين درزي (أبوظبي) تلقى حملة «صوِّر بإيجابية» التي أطلقتها جريدة «الاتحاد» قبل أيام، صدى واسعاً من قبل الجمهور، وذلك للأهداف النبيلة التي تتبناها وتدعم احترام خصوصية الآخرين وعدم التداول بها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتتوجه هذه المبادرة الاجتماعية والأخلاقية من خلال شبكة الإنترنت بنشر مجموعة من المواد الإعلامية مصورة تكشف بشاعة أن يستغل البعض اللحظات الحرجة أو الخاصة في حياة الآخرين. وأن يعمدوا بقصد أو بغير قصد إلى نشر صور أو مقاطع فيديو من غير علم أصحابها، ما يتسبب بخدش مشاعرهم، ويضعهم في مواقف حرجة. ملاحقة قانونية مشاهد من واقع الحياة تتكرر يومياً في الشوارع والمطاعم وداخل المراكز التجارية، هي ملك لأصحابها فقط، ولا يحق لأي إنسان أن يكون طرفاً فيها. شجار بين زوجين من غير المقبول تصويره، وردود الأفعال الحادة التي تصدر عن أي حادث مفاجئ هي شأن أصحاب العلاقة، ومن المعيب المساهمة بفضحها. وأن يتقصد أحدهم تصوير أي جلسة ودية بين رجل وامرأة ونشرها بقصد «خراب البيوت»، فهذا ليس من حقه، وفعلته تترتب عليها أضرار أسرية، قد لا تحمد عقباها. ومن يقتحم خصوصيات الناس وينشرها إلكترونياً، فإن سلوكياته ليست معيبة وحسب، وإنما تجره إلى الملاحقة القانونية. وهذا ما تسعى «الاتحاد» إلى تأكيده باللغة الإلكترونية نفسها، حيث تكشف مقاطع الفيديو التي أعدتها لهذه الغاية سيناريوهات تمثيلية عدة قد يقع فيها أي منا أو يصادف وجوده في أماكن حدوثها. ومراعاة لحقوق الأشخاص، تهدف «الاتحاد» من خلال حملتها الإلكترونية إلى التوعية المجتمعية، وتدعو إلى ضرورة احترام حرية الآخرين أثناء وجودهم في الأماكن العامة كما الخاصة. وتؤكد بذلك ضرورة تطبيق القوانين المرعية داخل الدولة التي تجرم كل من يتسبب عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بإيذاء الغير أو نشر الشائعات أو الفضائح عموماً. جُرم جزائي عن أهمية المبادرة المجتمعية التي تتبناها «الاتحاد» عبر «صور بإيجابية»، تحدث الخبير القانوني ومدير مجموعة مكاتب المحاماة عبدالرحمن بن حماد، معتبراً أنها جاءت في الوقت المناسب مع إساءة البعض لاستخدام شبكة الإنترنت. وذكر أنه بغض النظر عن القانون الذي يعاقب كل من ينتهك خصوصية الآخرين عبر شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي وسواها من الوسائل، فإن الأخلاق العامة تحتم على الناس الابتعاد عن حرمات الغير. وسأل «هل يرضى من يصور امرأة سقط حجابها بفعل حادث سير، أن يقوم أحدهم بالتقاط الصور لأمه أو أخته أو ابنته؟» وأشار بذلك إلى الفيديو التوعوي الذي نشرته «الاتحاد»، لتكشف ما يمكن أن يشعر به ناشطو التواصل الاجتماعي لو أنهم كانوا ضحية لمواقف مشابهة. ... المزيد
مشاركة :