أبوظبي في 7 يوليو / وام / أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، والتفاهم المشترك إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كانت ولا تزال دافعا كبيرا لتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين، بما يحقق تطلعات وطموحات القيادتين والشعبين المبنية على أسس الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وقال معاليه إن التعاون الثنائي في التصدي لجائحة "كورونا" من خلال المشروع المشترك "علوم الحياة وتصنيع اللقاحات"، شكل نموذجا إقليميا ودوليا لأهمية التعاون والتضامن بين حكومات وشعوب العالم لمواجهة مختلف التحديات، وحقق قفزة نوعية في التعاون الطبي والتقني لخدمة البشرية جمعاء، مشيرا إلى أن فيروس " كوفيد-19 " أثبت حقيقة هامة وهي ضرورة تنحية جميع أشكال الخلافات، فدول العالم جميعها مطالبة بأن تعمل كأسرة إنسانية واحدة لمواجهة هذا الوباء الذي أودى بحياة الملايين وما زالت تداعياته تؤثر على شعوب ودول العالم. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها معالي صقر غباش اليوم "عن بعد"، مع معالي لي تشان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لمناقشة علاقات التعاون بين دولة الإمارات والصين في مختلف المجالات خاصة جهود مكافحة " كوفيد-19 "، فضلا عن مناقشة تعزيز العلاقات بين المجلسين، وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية الهادفة إلى تنسيق المواقف على مختلف الصعد. وأكد الجانبان أهمية تفعيل مذكرة التعاون والتفاهم الموقعة بين المجلسين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وبما يعزز أواصر التنسيق والعمل المشترك في جميع المحافل والمنتديات الدولية، لا سيما خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية ومنها الاتحاد البرلماني الدولي. حضر اللقاء .. أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الصينية سعادة كل من : الدكتورة نضال محمد الطنيجي رئيسة اللجنة، ومحمد عيسى الكشف نائب رئيس اللجنة، وناعمة عبدالله الشرهان النائب الثاني لرئيس المجلس، وعبيد خلفان الغول، وسعادة الدكتور عمر عبدالرحمن النعيمي الأمين العام للمجلس، وسعادة عفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني، وسعادة الدكتور علي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، وسعادة ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة. وفي بداية جلسة المباحثات، أعرب معالي صقر غباش عن سعادته وأصحاب السعادة أعضاء لجنة الصداقة الإماراتية الصينية بهذا اللقاء الذي يجسد عمق علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا ومجلسينا، مؤكدا أن هذا اللقاء فرصة سانحة لتعزيز العلاقات والتعاون البرلماني، حيث إن الدبلوماسية البرلمانية أضحت اليوم أحد أدوات الدبلوماسية الناعمة التي تساهم في تحقيق المصالح الإستراتيجية للدول. وهنأ معاليه باسم المجلس الوطني الاتحادي الجانب الصيني بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم، الذي استطاع أن يجعل من جمهورية الصين الشعبية إحدى أكبر القوى الدولية المؤثرة على الساحة العالمية. وقال معالي رئيس المجلس " إن العلاقات التاريخية الراسخة بين بلدينا ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لشراكة حقيقية وصداقة طويلة بدأت في العام 1984 وتوجت بزيارة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" طيب الله ثراه " إلى الصين عام 1989 وتأسيسه مركز الإمارات لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية " . وأضاف " لقد حرصت قيادتنا الرشيدة على ترسيخ علاقات الشراكة والتعاون بين بلدينا وهذا ما تجسد بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية الصين الشعبية عام 2019 والتي شكلت نقلة نوعية في حجم الشراكة والتكامل بين بلدينا، يضاف إلى ذلك الكثير من المبادرات الإستراتيجية والاقتصادية ومنها دخول الإمارات عضوا مؤسسا لبنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية في إطار مبادرة الحزام والطريق وكذلك الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين بلدينا عام 2012 ". وأكد أن من نتائج هذه الشراكة الإستراتيجية الطويلة بين بلدينا أن أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية وصنفت دولة الإمارات كثاني أكبر شريك للصين في العالم، مثمنا دعم جمهورية الصين الصديقة لترشيح الإمارات للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ. ونوه معالي صقر غباش إلى أن التعاون الإماراتي الصيني في التصدي لجائحة " كورونا " من خلال المشروع المشترك " علوم الحياة وتصنيع اللقاحات " شكل نموذجا إقليميا ودوليا لأهمية التعاون والتضامن بين حكومات وشعوب العالم، مجددا تأكيد وجهة نظر دولة الإمارات حكومة وشعبا بضرورة التوزيع العادل للقاح عالميا لاسيما للدول الفقيرة والأقل نموا. وأشار معاليه إلى أن الجائحة أكدت على نجاح دولة الإمارات في التصدي لهذا الوباء ومتانة البنية التحتية الطبية والعلمية واللوجستية، وقد أشادت المنظمات الدولية بهذه الجهود التي مكنت الدولة من تبوء المرتبة الأولى عالميا في نسبة الحاصلين على اللقاحات حيث بلغت أكثر من 71% من إجمالي سكان الدولة، كما أن المجلس الوطني الاتحادي أقر مشروع القانون الاتحادي بشأن الصحة العامة لوضع نظام لإدارة المخاطر الصحية وإعداد خطط طوارئ وطنية لمواجهة الأوبئة ووضع آليات رصد لكل التغيرات التي تحيط بهذا الوباء. وأكد أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية القائمة على تعاون المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في الدفع بتطورات إيجابية بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، مشيرا إلى أن التعاون البرلماني قد يمثل ركيزة مهمة لتطوير العلاقات الثقافية بين بلدينا . وعبر معالي صقر غباش بصفته رئيس الاتحاد البرلماني العربي عن امتنانه لمواقف الصين الداعمة للقضايا والحقوق العربية وتأكيدها لأهمية استتباب الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط وحل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية في إطار القرارات الدولية. ووجه معالي صقر غباش الدعوة إلى معالي لي تشان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصنين، لزيارة دولة الإمارات خلال معرض " إكسبو 2020 " لتكون فرصة ثمينة لتحقيق مزيد من التعاون في مجال العمل البرلماني بين الجانبين، وزيارة جناح الصين في المعرض الذي سيكون محط أنظار جميع الدول . بدوره أكد معالي لي تشان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أن علاقات الصداقة والشراكة الإماراتية الصينية متجذرة وراسخة، مضيفا أن هذه اللقاءات والتواصل تتزامن مع احتفالات جمهورية الصين الشعبية بمئوية تأسيس الحزب الشيوعي الحاكم، واحتفال دولة الإمارات بالعام الخمسين لتأسيسها، ومناسبة نحتفل فيها بتأسيس علاقات شراكة وثقة إستراتيجية بين قيادتي وشعبي البلدين. وقال " إن هذه المرحلة تمثل افقا جديدا من العلاقات القوية المتطورة على مختلف الصعد وتعتبر إنموذجا لعلاقات الاحترام المتبادل، وعلاقة الصداقة والشراكة والثقة مع دولة الإمارات كانت حافزا لتأسيس وتوطيد العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، مؤكدا أن قيادة البلدين حريصة على تعزيز هذه العلاقات وتمتينها في جميع المجالات، مضيفا أن التعاون بين بلدينا رائد في مشاريع الطاقة وتكنولوجيا الجينات والذكاء الاصطناعي والتقنية، مشيدا بمبادرة الإمارات بتعليم اللغة الصينة ضمن المناهج الدراسية". وأضاف أن بلاده تدعم الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في محاربة الإرهاب والتطرف، وتأييدها لمبادئ وقرارات الأمم المتحدة الداعية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتناول الجهود التي قامت بها الصين لمواجهة جائحة كورونا وتعاونها مع دولة الإمارات في إنتاج اللقاحات، مثمنا الدعم الذي قدمته الإمارات في توفير اللقاح لمختلف دول العالم، مضيفا أن الصين تؤيد ضرورة توفير اللقاحات لكافة الشعوب والدول. وأكد أهمية مشاركة بلاده في معرض إكسبو 2020 الذي سيقام في دبي، مضيفا أن هذا المعرض يعد حدثا هاما وسيحقق نجاحا كبيرا ونقطة بارزة تضاف إلى نهضة الإمارات الشاملة ويساهم في تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات وتنمية التجارة مع دول العالم. - مل -
مشاركة :