تشهد المملكة العربية السعودية تحولات كبرى في قطاع الترفيه والجذب السياحي تعتبر الأبرز في منطقة الشرق الأوسط،، وذلك أن المملكة تعمل على ترسيخ مكانتها على هذه الخريطة بالمنطقة وفي ذات الوقت تقدم نموذجاً يحتذى لمختلف دول العالم. حيث شهدت قبل جائحة كورونا، وتحديداً في 2019 تنفيذ عدد من الفعاليات والمهرجانات التي تشجع المواطنين والمقيمين على استكشاف ما تتمتع به المملكة من مواقع أثرية وثقافية رائعة، إضافة لجذب السياحة العالمية عبر تبسيط إجراءات إصدار التأشيرات، واسهمت تلك الإجراءات في تعزيز تدفق السياح للمملكة ورفعة مكانتها على الصعيد العالمي في ظل مشاريع ترفيهية وعقارية كبيرة وواعدة. وتقول روزا طهماسب الأمين العام لمجلس الشرق الأوسط للترفيه والجذب السياحي: " تُعد المملكة من أهم الأسواق العالمية التي تحظى باهتمام الكثيرين لما تقدمه من تجارب ترفيهية مميزة، وبالتالي ترسخ مكانتها في هذا القطاع الحيوي، وتتنوع مشاريع المملكة ما بين المشاريع العملاقة العقارية والتنموية إلى التحول الرقمي وغيرها الكثير ما يجعلها محط أنظار المنطقة والعالم". وعبّر محمد الشثري، الرئيس التنفيذي لشركة أصول الترفيه وعضو مجلس الشرق الأوسط للترفيه والجذب السياحي، عن تفاؤله بالمستقبل وأضاف: "منحتنا التطورات الخاصة برؤية 2030 فكرة عما ينتظر مستقبل المملكة، ولقد ساعدنا هذا في أن يكون لنا أهداف جديدة ومتنوعة. لن تؤدي المشاريع المحلية في صناعة الترفيه إلى زيادة الوعي بذلك فحسب، بل سيكون لها تأثير إيجابي على النظرة العالمية للملكة. وتتبنى المملكة اعتماد وتطبيق التكنولوجيا في مختلف مناحي الحياة، وتخطط لدمجها بشكل كبير في المشاريع المستقبلية، كما سيلعب الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز دوراً رئيسياً في تجربة المستخدم في المستقبل القريب. كما ستخطو المملكة خطوات كبيرة في مجال التكنولوجيا مع نيوم، وهي مدينة مستقبلية بمليارات الدولارات التي ستحتضن أماكن متخصصة لصناعة التكنولوجيا الحيوية وتصنيع الأغذية والتكنولوجيا والطاقة والسياحة وغيرها الكثير. وفي تقرير لشركة "أوكلا"، ذكرت فيه أن المملكة تعتبر في طليعة دول الخليج العربي التي تنفذ وتطبق تقنية الجيل الخامس(5G)، حيث سيساعد دمج هذه التكنولوجيا على نمو العديد من الصناعات، بما في ذلك قطاع الترفيه والجذب السياحي، وعلى مدار سنوات طويلة، كانت المملكة حريصة على عرض آثارها للسيّاح من السوق المحلي أو الخارج، ومن بين تلك المعالم خمسة مواقع للتراث العالمي المسجلة باليونسكو، حيث ستلعب تلك المعالم دوراً كبيراً في تحول المملكة إلى وجهة سفر وترفيه منافسة. ومن المتوقع أن يجذب الإطلاق الوشيك لمدينة القدية الترفيهية، وهي مشروع ترفيهي ورياضي ضخم تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، الزوار من السوق المحلي والدولي ويؤشر ذلك على سعي المملكة الحثيث لتنويع مصادر إيراداتها. وعلى جانب آخر، تشتهر القدّية بمنتزهاتها ومعالمها السياحية التي حطمت الأرقام القياسية، وتوفر المدينة مجموعة متنوعة من الخبرات التي ستشمل الرياضة والحركة والفنون والثقافة والطبيعة، من المقرر أن تبدأ مرحلتها الأولى مطلع عام 2023. ومع سماح المملكة في 2018 لدور السينما بالعمل، فمن المتوقع افتتاح 300 موقع سينما بحلول عام 2030. الجدير بالذكر أن دور السينما الحالية تعمل بشكل جيد لدرجة أن مبيعات شباك التذاكر نمت خلال 2020 وبالتالي فهي الأولى في العالم، وفقًا لمجلة "سكوير الشرق الأوسط". ونتيجة لهذا النمو الكبير والمتواصل، فإنه من المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابياً على عائدات قطاع السياحة، ومن ناحية أخرى فإن عدد من الشركات الإماراتية ارتأت دخول سوق المملكة واستكشاف تلك الفرص الاستثمارية.
مشاركة :